الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أم كلثوم والمجهود الحربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استمتعت للمرة الثانية بمسلسل «أم كلثوم» الذى عرض فى القناة الأولى بالتليفزيون المصري من تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج إنعام محمد على وبطولة النجمة المتألقة صابرين وكوكبة من الفنانين والفنانات. استوقفنى فى المسلسل الدور الوطنى لسيدة الغناء العربى أم كلثوم بعد نكسة ١٩٦٧، قررت أم كلثوم أن تبدأ حملة للتبرع لصالح المجهود الحربى، حتى تستطيع مصر أن تسترد عافيتها وبناء الجيش المصرى من جديد لتسترد الأرض المحتلة فى سيناء، وهو ما حدث فى أكتوبر ٧٣. 
بدأت أم كلثوم الحملة بنفسها لتكون قدوة للجميع، وقدمت كل مشغولاتها الذهبية هدية لمصر قائلة: «مصر أعطتنى الكثير.. واليوم مصر تحتاج أن نقف بجنبها ونساندها». لم تكتف أم كلثوم بالتبرع بمشغولاتها الذهبية، لكنها وضعت خطة أو برنامج عمل لتنفيذ فكرة «المجهود الحربى»، بدأت أم كلثوم برنامجها بلقاء سيدات المجتمع الأثرياء، وأقنعتهم بفكرتها وتبرعوا جميعًا لصالح مصر ولإعادة بناء الجيش الوطنى المصرى، وقررت أم كلثوم أن تغنى لمصر وللجيش المصرى فى كل الدنيا.. بدأت رحلتها مع الغناء للمجهود الحربى من مصر ولفت كل محافظات مصر قبلى وبحرى، وتبرعت بدخل كل هذه الحفلات لصالح المجهود الحربى، ثم قامت أم كلثوم بجولة أوروبية غنت فيها لمصر فى كل من فرنسا وروسيا، كما قامت بجولة عربية وغنت فى معظم الدول العربية الشقيقة: تونس ولبنان وأبوظبى والكويت وليبيا. ومن الفنانات اللائى قمن بدور وطنى لصالح المجهود الحربى، كانت فاتن حمامة ونادية لطفى وشادية. بعد هذا الجهد من الفنانة القديرة أم كلثوم، جاء الدور الوطنى للدولة لتكريمها، فأرسل لها الزعيم جمال عبدالناصر جواز سفر دبلوماسيًا، وقال فى الرسالة التى بعث بها إليها: «إن أم كلثوم أعظم سفير لمصر فى العالم». أيضًا حصلت أم كلثوم على جائزة الدولة التقديرية نظرًا للإبداع الفنى الذى قدمته للشعبين المصرى والعربى، ونظرًا لمواقفها الوطنية المصرية. وفى تقديرى إن رصيد الفنان الوطنى تجاه بلده وأمته ينبغى ألا يقل عن دوره الفني والإبداعي. والسؤال الذى يفرض نفسه اليوم: هل الفنان اليوم يقف بجانب دولته فى مشاكلها وأزماتها، ويقدم لمصر جزءًا مما قدمته البلد له؟!.. هل من الممكن أن يكون هناك فنان أو فنانة مثل أم كلثوم وفاتن حمامة ونادية لطفي وشادية ويكونوا قدوة للجيل الجديد فى المساهمة كل حسب إمكاناته فى مساعدة الدولة فى موضوع المستشفيات والعلاج والإسكان ومساعدة الفقراء واليتامى من أهل مصر.
الإنسان أو الفنان لن يخلد فى الدنيا، وعلينا أن نغتنم الفرصة من أجل عمل الخير والثواب عند الله عز وجل، وهذا هو رصيد الإنسان أو الفنان الحقيقى فى مصر.. عند ربه وأهله وناسه.. لا تزال أم كلثوم تعيش فى قلوب المصريين بإبداعها الفنى ومواقفها الوطنية العظيمة تجاه مصر.