رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "76".. "موقعة الديك"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سرقنا الوقت بعد صلاة العشاء، وكنا قد وصلنا بالضحكات حتى منتصف الليل، وبدأ الجوع ينقر على بطوننا، ماذا سنأكل الآن ومن ذا الذى يستطيع أن يُوقظ أمه أو ينبش فى «الحلل» أو يبحث ولو عن رغيف، الكل تنصل من المسئولية عدا «بهاء» قدم عرضا لم نكن نتوقعه وهو إحضار «ديك» من حظيرة والدته، كانت سيدة طيبة ويدها ممدوة بالخير، لكن «ديك» فى هذا الوقت؟ أمر يحتاج تفسيرًا، بهاء أصر على موقفه وعرضه ووضع شروطه أنه فقط عليه «الديك» أما الذبح والسلخ والسلق والمعدات علينا.
اتفقنا على صفقة الطعام، وذهب بهاء ومعه أحد أصدقائنا لإحضار «الديك»، بعد دقائق عادا ولم يكن فى أيديهما ديك ولا فرخة ولا حتى بيضة، وكنت قد آتيت بالأطباق والماء والسكين، وفجأة إذ ببهاء يخرج الديك من فتحة جلبابه، وهو ممسك فمه حتى لا يصيح، عرفنا أن «الديك» خرج من عشة والدة بهاء بطريقة غير مشروعة عبر حبل امتد من السطوح إلى الأرض، وكان الديك مكبلًا بالقيود مكتوم الأنفاس، أخذوه على حين غفلة منه، وهو نائم فى عشته، حتى نسائه من الدجاجات لم تكن مستيقظات حتى تنوحن عليه.
أخذ «علي» الديك من صديقنا بهاء قائلًا: «بسم الله الله أكبر، وذبح الصغير المستضعف، ثم قال: «هاتوه جوه على ما الميا تسخن»، هممت أمسك الديك الذى كانت قد جٌرحت فقط عنقه وتظاهر بالموت، ثم قفز يصيح والدم يسيل من عنقه وكأنه يستغيث بالجيران منا، خرجت خالتى عالية وخالتى وافية وخالتى أم الهنا: «آه يا ولاد التيت.. سرقتوا الديك.. كل واحدة منهن ظنت أن الديك من عشتها.. وأخذن يصرخن ليس فقط على الديك ولكن سيل البيض سيقف، أمسكن بالفارر منا وفى غضب فصل «علي» رأس الديك عن جسده، ودخلنا فى معضلة أخرى، هل يجوز أكل الديك بعد تلك الميتة؟ هل حرام أما حلال نزع رقبته بتلك الطريقة، نزعنا عنه الريش وسلقناه وجلسنا أمامه ننتظر الفتوى، دخلنا فى نقاش طويل ولوم على ما فعله بهاء ثم ما فعله على وعدم تأكده من ذبحه الأمر الذى جر علينا بلاء سنجنى ثماره فى الباكر عندما تجتمع النساء وتُحصى عدد ما فى عششها.
وفى حدة المناقشة خرج علينا أبى رحمة الله عليه، كنا نجلس فى غرفة مستقلة عن الدار على الشارع، رأى الديك و«الباجور ابو كباس» فتعجب وقال: «فيه إيه؟».. قلت له: «لأ مفيش كنا جعانين وبهاء جاب ديك دبحناه وسويناه لكن مش عارفين دبحنا صح ولا غلط وخايفين ناكله ولا هيبقى حرام»، قال طالما مش متأكدين يبقى حرام فوضوا أمركم لله والفجر باقى عليه ساعتين، هاتوا نشيله فى الفرن ونسأل الشيخ فى صلاة الفجر ولو قال حلال ابقوا ارجعوا كلوه».
فى الفجر سألنا الشيخ فأكد أنه حلال لكن علينا إخبار أم بهاء.. فعدنا مسرعين.. ناديت على أبي: «فين الديك الشيخ قال لنا حلال».. فأجاب: «الحمد لله طمنتنى يا ابنى كنت خايف أكون أكلت حاجة حرام».