رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شهر البركات والامتحانات..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رمضان هذا العام يختلف كثيرًا عن رمضان منذ أعوامٍ قليلة ماضية؛ فالشهر أصبح يتقدم رويدًا رويدًا ليدخل فى موسم الامتحانات الذى يشغل كل البيوت المصرية التى تعلن حالة الطوارئ القصوى وحظر التجوال من فُسَحٍ وخُرُوجَات وارتيادٍ لدُورِ السينما، كان هذا الأمر مقصورًا فى رمضان الماضى، وقبل الماضى على أبنائنا فى الثانوية العامة الذين كانوا يخوضون امتحاناتهم، وهم صائمون فى العام قبل الماضي، وخاضوا نصف امتحاناتهم فى رمضان ونصفها الآخر بعد العيد فى العام الماضي، وهو ما أفسد عليهم فرحة رمضان والعيد على حدٍ سواء.
أما هذا العام، فيشهد رمضان امتحاناتٍ عدة فى سنوات التعليم العام والدبلومات المتوسطة، كما يستعد طلاب الثانوية العامة فى رمضان والعيد لخوض الامتحانات بعد العيد مباشرة، كما يخوض أبناؤنا طلاب الجامعات والمعاهد المصرية امتحاناتهم فى رمضان، وكل هذه الامتحانات تجعل الجولات الرمضانية والفطور أو السحور خارج المنزل وتبادل الزيارات وإقامة الولائم الرمضانية من المحرمات والأمور المكروهة كراهة التحريم فى الشهر الفضيل، فلا صوت يعلو على صوت الامتحانات، باستثناء صوت مدفع رمضان سواء عند الإفطار لإعلان نهاية صيام يوم، أو للبدء فى الإمساك عن الطعام لبدء صيام يومٍ جديد.
لقد كنت أخشى على ابنتى أشرقت وأنورين من الامتحانات فى رمضان، ولكن بحمد الله انتهت أنورين (الصف الخامس الابتدائي) من امتحاناتها يوم الأحد، أما أشرقت (السنة النهائية فى كلية الهندسة) فلم تؤدِ سوى امتحان واحد فى رمضان، لتستعد بعده لإنجاز مشروع تخرجها فى تخصص العمارة.
أما أنا شخصيًا فأتذكر أننى بدأت مشوار الامتحانات فى نهار رمضان منذ آخر امتحانيْن لى فى الثانوية العامة، وأتذكرهما جيدًا؛ حيث كان الامتحانان فى اللغة الفرنسية واللغة الإنجليزية على مدار يوميْن متتالييْن، ورغم صعوبة الامتحانات مع الصيام؛ فإننى أحرزت درجاتٍ كبيرة فى هاتيْن المادتيْن، وحصلتُ على المركز الأول فى الثانوية العامة أدبى على مستوى الإدارة التعليمية التابع لها بمحافظة القليوبية، وتم تكريمى وحصلت على شهادة استثمار بمبلغ عشرة جنيهات فى احتفالية كُبرى حضرها القاصى والداني، ولم تكن العبرة بالمبلغ المالي، ولكن الفرحة فى التكريم المعنوى والأدبي، وهو ما أحرص عليه منذ نعومة أظفاري، كلمة التشجيع قد تسعدنى أكثر من آلاف الجنيهات.
وقد لازمتنى الامتحانات فى سنوات دراستى بكلية الإعلام جامعة القاهرة، سواء فى مرحلة البكالوريوس أو تمهيدى الماجستير، وكنت أنتهى من السحور وصلاة الفجر، لكى أنطلق فى قطار السادسة والربع صباحًا من على محطة القطار بمدينتى بالقليوبية إلى محطة رمسيس ثم إلى جامعة القاهرة، لكى أقوم بمراجعة المادة التى سأمتحنها مع أصدقائى المقربين قبل أن يبدأ الامتحان فى تمام الساعة التاسعة صباحًا.
ولكن لم تكن الأمور كلها تمضى بهذه السلاسة، فقد يقع حادث قطار أو شلل مرورى فى القاهرة يؤدى إلى تأخرى عن الامتحان، مما كان يتسبب فى التوتر والانزعاج لشابٍ كان لديه مشروعٌ علمى ويحلم بأن يكون معيدًا جامعيًا مرموقًا.. وتلك قصةٌ أخرى.