الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أخلاقيات المسلم (1)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال السنوات الأخيرة افتقدنا أشياء كثيرة كانت تشكل وجداننا وتبلور سلوكنا وتعكس قيم ديننا الذى ما عادت تظهر منه أمام العالم إلا مظاهر التعصب والعنف والرجعية، وهى مظاهر ليست من الإسلام فى شىء وإنما دست عليه بواسطة بعض الفقهاء الذين يأخذ من كلامهم ويرد، فكلامهم غير مقدس ويشوه الإسلام وحقيقته، بل ويتعارض مع نصوص القرآن الكريم التى دعت الناس إلى التراحم والتآلف والإيثار والصدق والتواضع والصبر والإحسان والتوكل على الله والتسامح، ولكن للأسف الشديد؛ فإن البعض قد بدل هذه الصفات التى يجب أن يتحلى بها المسلم إلى العكس تمامًا، وتجلى ذلك فيما نشاهده ونقرأه على مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت منبرًا للشتائم والسباب الغلظة فى القول والبذاءة، وقد تناسى هؤلاء الذين يفعلون ذلك قول النبى - صلى الله عليه وسلم: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقوله: «ما من شىء فى الميزان أثقل من حسن الخلق»، وقوله: «إن من أحبكم إلىّ وأقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا»، ولما سُئل عن أى الأعمال أفضل قال: «حُسن الخلق»، ومعنى حسن الخلق أن يكون المرء صادق اللسان، قليل الزلل، وقورًا، صبورًا، راقيًا، عفيفًا، ليس لعانًا ولا سبابًا ولا نمامًا ولا مغتابًا ولا حقودًا ولا بخيلًا ولا حسودًا، والمسلم عفيف حيى، فالحياء شعبة من الإيمان، ونقيض الحياء البذاء، والبذاء فى اللغة هو فحش القول والفعل، والمسلم يجب ألا يكون فاحشًا ولا متفحشًا ولا غليظًا فما بالك بهؤلاء الذين يسبون ويلعنون ويتلفظون بكل الشتائم ولأتفه الأسباب، حتى صارت الشتائم أمرا عاديا، فهى تتهادى إلى آذاننا فى كل وقت ومن معظم الناس وفى كل الأماكن، وهى لا ترتبط الآن بطبقة معينة أو بثقافة خاصة، فالغالبية من مختلف الطبقات تشتم وتتلفظ بأقبح الألفاظ، ناهيك عن سب الدين الذى يخرج عن الملة باتفاق العلماء ويتطلب التوبة، وقد جاء فى سورة «التوبة» قول الله عز وجل: {قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}. وقد أعلنت دار الإفتاء المصرية فى فتوى لها أن سب الدين كفر وعلى فاعله التوبة، ومن أكثر الصفات التى حاربها الإسلام ونهى عنها «اللدد» فى الخصومة أى الفجور، وقد جاء فى الحديث الشريف: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر»، وهذا السلوك يؤدى فى الغالب إلى الافتراء والسير فى طريق الباطل والحيد عن العدل وغض الطرف عن قول الله تعالى: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين}. وما أحوجنا فى هذا الشهر الكريم إلى مراجعة النفس والعودة إلى الله وتذكير الأجيال الجديدة بما فى الإسلام من أشياء تضمن التحضر والرقى للبشرية كلها، وللحديث بقية.