من أعلى منصة مصرية قدمت خطابها إلى العالم في عيد العمال بعبارة بسيطة، لكنها تحمل أرقى معاني في قائد وشعبه.. قال القائد كلمة السر التي تربط بين من الأعماق وجماهير الأمة.. وفي هذا العام تميز بالقوة القيادية بكل الثقة فى شعبه وقدراته على اجتياز التحديات، ولم تكن عبارات اسكات الأصوت والتى تسللت للحديث عن نتائج الاستفتاء فقال دون سابقة التجهيز «ما فعلتموه جبر خاطرى.. وخاطر مصر» وكانت العبارة تعليق على حملة الأشرار.
وأمام العالم قال الرئيس بوتين فى لقاء الرئيس السيسى، حيث قدم التهنئة لنجاح الاستفتاء التى أدلى فيها الشعب رأيه، وهو الأمر الذى يمهد لاستمرار عملية التنمية فى مصر بمناخ مستقر، والرئيس بوتين ليس فى حاجة إلى الشهود والمصداقية لكى يتحدث عن أمر يهم مصر الدولة، لكن حرصه جعل من هذا البلد الذى استطاع بفضل قدرة أبنائه أن ينفض الغبار عن ردائه، وكلماته تقاس بالقلم والمسطرة ووجدنا أفكارًا شاخت صدرت عن صحف تحدثت بلغة اذاعت فيها ارادت أن تقنع الرأى العام في عصره بأنها تحتكر المصداقية فى فن التحليل الإخبارى رغم أن فكرها الحالى انتهى زمانه وأقصد (بى بى سي) والتى عقدت حلفًا فى احتكار ما تنشره (الديلى تجراف) البريطانية وأعتقد أن رد الرئيس بوتين خير لطمة على وجه خبراء التحريف وكشف أسلوبهم مقدمًا فى التعبير غير الأخلاقى لهذه الممارسات المتدنية التى لاتتفق مع المعايير الدولة التى شاركت إنجلترا في صياغة ثوابتها لكن يبدو أن سلاح المال أقوى من سلاح المبادئ فى اختراع الأكاذيب.
حاول مثلث الشر أن يثبت بأسلوب بدائى إن الاستفتاء الذى أجرته مصر هو (استفتاء صوري) وبهذه المناسبة فإن الوصف الساذج لم يرد ذكره فى جميع المحافل العلمية وإصطلاح (صوري) يعنى إنه تخيلى وهذه أمور تصلح إطلاق الأوصاف عليها قانونًا ودستوريًا على الشق المدنى بالمنازعات ولا ينطبق على ساحة الفكر والنهج الدستورى، وجاءت الرياح بما لا تشتهى السفن التى تأرجحت وعرضت الفكرة ومن قادها للعاصفة وغرقت فى بحر الظلمات.. ونسى خبراء الفكر الدستورى والفقهاء أن هناك فارقًا بين قواعد الاستفتاء والاقتراع العام والاستفتاء له قواعده الثابتة والانتخاب له أساليبه وبعيدًا عن الزعم الذى انتهجته خبراء التحليل فإن الاستفتاء الأخير كان عملية برلمانية خالصة لم يتدخل فى آلياتها أى قوى خارج السلطات الأخرى ومارستها سلطة التشريع وحدها، وعلينا أن نسجل أن جميع الدساتير أجمعت على إن الإجابة عن الاستفتاء إما (نعم.. أولًا) وبعد ذلك وقبل ذلك هو إن الإشراف القضائى الكامل هو عنوان آلية العمل ولا نستطيع أن نرد حول تلك المنظومة إن فى مصر قضاء وفى مصر قضاة وقبل كل هذا شعبًا يعرف طريقه بثبات إلى الصندوق.