رمضان كريم وكل عام وكلنا
بخير، كل عام والشعب المصرى يتقدم للأمام وحدوده الأربعة مؤمنة ومياهه الإقليمية
بثرواتها تحت السيطرة الكاملة للدولة المصرية، كل عام والشعب المصرى يواصل خطواته
نحو الدولة المدنية وإعلاء سيادة القانون، رافضًا التطرف والإرهاب والفساد
والبلطجة والعشوائيات.
أما وقد تصادف نشر مقالى
مع بدايات رمضان، فكان لزامًا على أن أحترم حدود الشهر الفضيل، شهر الرحمة
والمغفرة، شهر المودة والتواصل والسلام، ولكن الشيخ الصادق عبدالرحمن الغريانى،
مفتى حكومة السراج فى ليبيا والمقيم فى تركيا، أفسد علينا فوانيس رمضان ولمة
العائلة عند الإفطار، فقد خرج علينا قبل أيام بفتوى مفادها توفير نفقات الحج
والعمرة لمن سبق له أدائهما، والتبرع بتلك النفقات إلى عصابات السراج المتطرفة فى
طرابلس.
هنا يتضح الخط الفاصل بين
من يجتهدون فى تفسير أحكام الدين وبين رعاة الإرهاب وداعميه، اتفق الذين اقتربوا
من الشأن الليبى أن العصابات المسلحة الموجودة فى طرابلس ليسوا إلا حفنة من
الإرهابيين القتلة، كما تابعنا المعلومات الموثقة الصادرة عن الجيش الوطنى الليبى
بقيادة المشير خليفة حفتر، والتى رصدت بالأسماء قادة الإرهاب فى طرابلس،
والمطلوبين دوليًا فى جرائم مؤكدة، ففى أى خندق يقف المفتى الغرياني؟
خطورة دور الرجل المتمسح
فى الدين أثناء الحرب تفوق خطورة صواريخ الباتريوت، فهو يطلق قذائفه التى قد
يستجيب لها قطاعات من الناس ويذهبون إلى الدم تحت غطاء الشيخ الكاذب، تمامًا يفعل
الغريانى ما فعله ويفعله المفتى القطرى القرضاوى، لا يعرفون لشهر رمضان فضيلة،
يعرفون فقط فى القتل والدولار والدم والانتصار للوهم، لذلك يدفع الكثير من الشباب
أعمارهم نتيجة فتاوى الغريانى فى ليبيا، بينما يخرج علينا بين الحين والآخر ذلك
الغريانى المختبىء فى تركيا بفتوى أو تصريح أخطر من الذى قبله، فالرجل بهدوء يطل
من شاشة فضائية بوجه ثعلبى، ليقول فى موقف آخر كل من صلى خلف إمام يدعو بالنصر
للمشير خليفة حفتر لا تجوز صلاته – التصريح موثق على «يوتيوب» لمن أراد المتابعة.
بكل هذه الثقة، وكل هذا
العنف وبأموال قطرية اعترف بها الغريانى نفسه، ويطل علينا مفتى الفتنة متلاعبًا
بالمنطقة كلها لحساب ميليشيات مصيرها إلى الزوال، ما يفعله الغريانى ومن قبله
القرضاوى وبينهما عشرات من أئمة التطرف تحت الرعاية القطرية التركية، لا بد من
مواجهته، تلك المواجهة التى تأخرت عشرات السنين وجفت حلوقنا ونحن ننادى بها.
لن ينجح هؤلاء فى إفساد
رمضاننا المصرى، ولن يفت ذلك فى عضد الجيش الليبى بقيادة حفتر، طرابلس ستعود آمنة
ليمتد ذلك الأمن على ضلع مصر الغربى، وقتها سيغرب وجه الغريانى بفتواه العجيبة
وتنطفئ الشاشات الداعمة للإرهاب، سواء كانت فى إسطنبول أو الدوحة، أما الشعب
المصرى فى رمضان فهو فى مساجده العامرة بالتسابيح والتواشيح، مستمتعا بالإنشاد فى
الميادين وعناقيد النور فى الحوارى.
وكل عام ومصرنا بألف خير.