انتقد «الداعية» السلفى سامح عبدالحميد، طريقة الاحتفال الجديدة التى يقوم بها محمد صلاح نجم منتخب مصر المحترف فى صفوف ليفربول الإنجليزى، على طريقة «اليوجا»، مطالبًا الأخير بالعودة مجددًا للسجود.
وقال «الداعية» السلفى، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «يا محمد صلاح اترك اليوجا وارجع للسجود، أحبت الجماهير اللاعب محمد صلاح وهو يحمل المصحف فى سفره، ويسجد لله شكرا بعد تسجيل الأهداف، ولكنه فى الفترة الأخيرة انحرف عن الأخلاق القويمة بصوره مع النساء، ثم يتكلم بالسوء عن المرأة الشرقية، ثم كانت الطامة بأنه يقوم بحركات اليوجا بعد تسجيل الهدف، وهذا شنيع».
وأضاف: «أصل اليوجا من العقيدة الوثنية الهندوسية ثم البوذية، ولا يجوز للمسلم أن يمارس اليوجا بما فيها من ضلالات، سواء أكانت ممارسته عن عقيدة أو عن تقليد، وأن تمارين اليوجا تضر ولا تنفع، وتؤدى إلى عواقب ومخاطر صحية... والجلوس الطويل يجلب الخمول والذهول، وهذا خطر من الناحية البدنية والنفسية، وفيها إضاعة للوقت بلا منفعة، واليوجا تفضل تعرية جزء كبير من الجسم، والاعتماد على الأطراف الأربعة كالحيوانات، وأثبتت اليوجا فشلها فى التأمل الصحيح، ولذلك فهى وهم وضرر وإيذاء»!!.
واختتم: «نرجو من محمد صلاح أن يرجع ويتوب ويثوب ويئوب إلى الله».
هكذا يفكر دعاة السلفية فى مصر حتى وصل بهم الأمر إلى تحريم الرياضة حسب بلد المنشأ أو دين من اخترعها دون أن يقرأ أحد منهم أو يتعب نفسه ويكتفى بإلقاء المحفوظات الممجوجة والوعظ الساذج كأنهم وحدهم المتحدثون باسم الرب وظله على الأرض.
ولنقرأ معا بعضا من التاريخ العام والتاريخ الرياضى خصوصًا حيث يتبين لنا أن أصل هذه الألعاب وتطورها يرجع إلى آلاف السنين، فلقد مارس الإنسان الأول منذ نشأة الجنس البشرى ألعاب القوى واستخدمها فى كره وفره وتسلقه واجتيازه للموانع والسواقى فجرى ووثب ورمى الحجارة والرماح دفاعا عن النفس وتأقلما مع العيش مع الطبيعة.
ولقد استخدم المصريون القدماء ألعاب القوى للإعداد البدنى كما مارسها الإغريق منذ عام ١٥٠٠ ق.م.
أما ألعاب القوى بشكل منظم فقد بدأت مع أول دورة أوليمبية قديمة عام ٧٧٦ ق.م، واستمرت حتى عام ١٤٦ ق.م. ثم توقفت ممارستها بشكل منظم واستمرت بشكل عشوائى حتى عام ١٨٢٠ حيث عادت لتمارس فى إنجلترا وغلب عليها الاحتراف.
أما كرة القدم فقد عرفت فى عهد الصينيين واليونانيين وقدماء المصريين وكان من طورها هم الإنجليز وأول فريق كرة قدم كان لديهم وأدخلوا عليها أشياء أخر.
أما مخترع لعبة كرة السلة، فهو الكاتب والطبيب جيمس نايسميث.وكان جيمس من أحسن العدائين ولاعب وسط كرة قدم وكذلك فى رياضة الجمباز، ولقد اخترع كرة السلة فى عام ١٨٩١.
بينما ابتكر الألمان لعبة كرة اليد فى نهاية القرن التاسع عشر وكان يتم لعبها بعدد أحد عشر لاعبا مثل كرة القدم، وأول مباراة كرة يد رسمية تمت إقامتها كانت فى التاسع والعشرين من أكتوبر لعام ١٩١٧ فى العاصمة الألمانية برلين، وانضمت للألعاب الأوليمبية فى عام ١٩٣٦ فى الدورة التى أقيمت فى برلين.
وتعتبر كرة الطاولة إحدى الرياضات الأكثر شعبية فى العالم، ولكن لم يستطع أحد أن يحدد تاريخ ظهور هذه اللعبة أو تحديد المكان الذى ظهرت فيه، حيث اختلفت الآراء حول أصلها، فمنهم من قال إنها ظهرت فى جنوب أفريقيا ومنهم من يقول إنها كانت تمارس فى القرن الثانى عشر فى فرنسا، وأنها امتداد طبيعى للتنس الأرضى الذى كان منتشرًا بشكل كبير فى فرنسا آنذاك.
بالطبع كل هؤلاء كفار فى نظرك يا مولانا ولم يكن بينهم شخص أو دولة تتبع منهج الدعاة المتنطعين.
اما عن فوائد رياضة اليوجا فقد أكدت دراسات علمية عديدة أن لتمارين اليوجا فوائِد كبيرة، منها ما هو للصّحة الجسديّة، ومنها ما هو للرّاحة النفسيّة، ومن هذه الفوائِد: تعمل بعض تمارين اليوجا على حرق الدّهون، وبالتّالى خسارة الوزن. لليوجا دور كبير فى التخلّص من القلق والتوتّر، كما تزيد من الشّعور بالاسترخاء؛ لأنها تُعلِّم الإنسان كيفيّة التأمّل. تزيد من مرونة الجسم، بما فيها الظّهر والأكتاف. تُخفّف من آلام الظّهر بشكل كبير. وبحسب الدّراسات العلميّة الحديثة، فقد تمّ إثبات أنّ اليوجا تُقلِّل الإصابة بالاكتئاب. تُساعد على النّوم بشكل أفضل؛ لأنّها تُحسِّن المزاج وتُحارب الأرق. تجديد طاقة الجسم والشّعور بالانتعاش والحيويّة. تنشيط أجهزة الجسم والدورة الدمويّة، وتُحسّن من حالة الجسم الداخليّة. لها دور كبير فى شدّ الجسم وعضلاته بالكامل. تمدّ الجسم بطاقة كبيرة وتجعله أكثر اتّزانًا. تجعل الجسم أكثر مرونة وليونة. تعمل على زيادة الطّاقة الجنسيّة - وده أمر يهمكم ويهم كثيرين يا مولانا-. تزيد من كفاءة عمليّة التنفّس. تُخفِّف من آلام الطّمث وأعراض ما قبل الطّمث. تعمل على رفع مستوى الهيموجلوبين فى الدم، ممّا يقى الجسم من الإصابة بفقر الدم. تُساعد فى العلاج من التهاب المفاصل.
أما من حيث فوائد رياضة اليوجا للعقل، فهى تفيد فى التخفيف من الضغوط النفسية ومشاعر القلق والتوتر، وتساعد على التفكير الإيجابي؛ كما تساعد فى زيادة الوعى العقلى والجسمانى وتعمل على تعديل المزاج والتخلص من حالات الاكتئاب والحزن؛ وتساهم فى التقليل من مشاعر العدوانية، والرضا بالذات؛ كما تساعد على النوم المريح والهانئ ليلًا، وتحقق الهدوء النسبي؛ وتفيد فى تحسين وتنشيط الذاكرة وزيادة التركيز.
واعترافا بفضل رياضة اليوجا أعلنت الأمم المتحدة يوم ٢١ يونيو، «يوما دوليا» لليوجا بموجب القرار ٦٩/١٣١، بعد أن أصبحت الرياضة التى تغزو العالم، ويمارسها الملايين فى كل مناحى الكرة الأرضية.
معلهش يا مولانا فات الأمم المتحدة استشارة سعادتك أو الدعاة من أمثالك.