السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«أقطاي» وخطة الإخوان الجديدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى يوم ٨/٣/٢٠١٩ عقد ياسين أقطاى مستشار أردوغان اجتماعًا مغلقًا مع عدد من قيادات التنظيم الدولى للجماعة، وأغلبهم من الجيلين الثانى والثالث غير المعروفين، وتوج هذا الاجتماع فى نفس اليوم باجتماع آخر سُرب عن عمد للإعلام، حتى يتم التمويه على اللقاء الأول، وكان الثانى مع عدد من شباب الجماعة، وقيل يومها إنهم ناقشوه فى تسليم محمد عبدالحفيظ لمصر، ووعدهم بعدم تسليمهم، وهذا منشور فى مواقع متعددة، لكن اللقاء الأول كان مع محركى التنظيم الحقيقيين (كلهم الآن جدد، وأغلبهم شباب) حيث ناقشوا خطة الإخوان الجديدة التى تكلمنا عنها من قبل (أذرع الإخوان الخمسة)، فالإخوان الآن مختلفة عما نعرفه، وأضرب مثلًا لما يجرى من الجماعة وسياساتها الجديدة فى أمريكا الجنوبية، وعلى سبيل المثال لا الحصر موضوع (اللحوم الحلال) فلم تعد كلمة (حلال) وسيلة يجب التقيد بها عند ذبح الحيوان لكى يكون محللًا للأكل، بل هى اقتصاد يتحرك بالمليارات، ويخضع لسلسة إجراءات طويلة، تمر عبر المراكز الإسلامية التى تمنح رخصة المرور، وجلها فى يد حفنة أكثرها تابع لجماعة الإخوان!.
اللحوم الحلال التى تصل مصر والسعودية والإمارات تبلغ قيمتها ١٤ مليار دولار سنويًا، ويمتلكها فى البرازيل اثنان، أحمد الصيفى، الذى يقابل وزير الأوقاف السعودى عبدالله الصامل، اليوم، ومحمد حسين الزغبى، وكلاهما يصدر للدول الثلاث.
الزغبى يتهم الصيفى أنه إخوان، والثانى يتهم الأول أنه يروج للمخدرات، والصيفى يمتلك فريقًا إعلاميا كبيرا جدا ويعمل معه صحفيون من مصر، يتقاضون آلاف الدولارات شهريًا، نظير تمرير لقاءاته، وتسويقه مع المؤسسات المصرية، رغم أنه منذ عام ٦٥ كان بوابة مرور الإخوان لأمريكا الجنوبية، وهو عضو الجماعة الإسلامية بلبنان، وكل الدعاة الذين يطلق عليهم دعاة الصحوة بالمملكة كانوا لا بد أن يمروا بمؤسسة الصيفى، الذى أنفق على ١٥٠ خليجيًا، والآن وصل عددهم لحوالى ألف شخص تحت لقب (داعية) يشرفون على ما يسمى «اللحوم الحلال».
كيف يتم ذلك؟!.. مثلا شركات الدجاج تدفع دولارًا على كل دجاجة لكى تأخذ ختمًا أنها (حلال) وذبحت على الطريقة الإسلامية، ولأن الموضوع مربح جدًا فأصبح فى البرازيل وحدها:
- مجموعة الذبح الحلال وهى شركة برازيلية تابعة لمركز الدعوة الإسلامية فى أمريكا اللاتينية ومؤسسها أحمد الصيفى.
- سيبال وهى شركة برازيلية تابعة للمركز الإسلامى البرازيلى لأغذية الحلال وهى الذراع الفاعلة لاتحاد الجمعيات الإسلامية فى البرازيل، وصاحبها هو محمد حسين الزغبى.
- أغذية حلال وهى شركة برازيلية تابعة للمركز الإسلامى البرازيلى وسكرتيره العام هو ناصر خزرجى.
- شركة إيرانية.
أصبحت هذه الجمعيات «غير الربحية بالأساس» مؤسسات ضخمة وذلك لأنها تتقاضى أجورًا مقابل ختم «صكوك» الحلال التى تبيعها. 
والصيفى عقب فض اعتصام رابعة مع وعاظ وأئمة وزارة الأوقاف المصرية المقيمين بالبرازيل قاموا بمظاهرات ورفعوا شعارات رابعة، وتم فصلهم من الوزارة، وبعد أن قدم بعضهم فروض الولاء تمت إعادتهم للخدمة.
مع الخطر بدأت الدول تعى كيف توغلت هذه المؤسسات فى رابطة العالم الإسلامى بالمملكة، والندوة العالمية للشباب الإسلامى (يسيطر عليها الإخوان)، وحين تولى محمد العيسى مسئولية الرابطة ألغى عقود ألف داعية فى أوروبا وأمريكا، وبقيت الندوة العالمية حتى الآن كما هى.
لنجل الصيفى تصريح قال فيه: نحن لا نتبع الإخوان ولا نتبع السيسى نحن نعمل بزنس وفقط!.
كما أن وزارة الأوقاف الكويتية ألغت عقود ٤٥٣ داعية فى أوروبا بتهم تتعلق بدعم الجماعات الإرهابية بتوصية من بريطانيا فى الفترة التى كانوا يناقشون فيها إعلان الإخوان إرهابية.
فى البرازيل أيضًا، وتحديدًا فى مدينة فوز تؤكد تقارير السى آى إيه النشاط الإيرانى فى مسألة اللحوم الحلال، وكذلك أنشطة حزب الله الكبيرة جدًا فى تجارة المخدرات، والصراع بين الأجنحة اللبنانية (الصيفى – الزغبى – حزب الله) فى السيطرة.
هناك أيضًا المعهد العالمى للفكر الإسلامى، الذى بلغت ميزانيته حوالى ٢ مليار دولار، والذى كان يشرف على ما يسمى «أسلمة المعرفة»، وسحب بنك الراجحى السعودى تمويله له عقب المعلومات المؤكدة لعلاقته مع الجماعة، وكذلك علاقاته مع منظمة (كير) فى أمريكا الشمالية، و(اسنا)، والجناح الأخرى (مؤسسة ماس)، وكل هذه المنظمات الإخوانية اختلفت هياكلها تمامًا. 
من بنود الخطة الجديدة، هو تغيير أسماء المنظمات القطرية إلى أسماء جديدة مثل قطر الخيرية التى أصبحت (نكتار ترست)، وانسحاب الدور القطرى لصالح التركى، الذى سيدير هذه الملفات بشكل مباشر، كما تم الاتفاق على أن يشرف جمال بدوى (كندا) على ملف التربية والتعليم، والسيطرة على كل المؤسسات التعليمية فى العالم لفتح الله كولن، عن طريق شرائها، أو منافستها ببديل أفضل، كما يشرف وضاح خنفر على الملف الإعلامى، وأن يقوم عزمى بشارة بجمع ما تبقى من يسار، وافتتاح مراكز بحثية أو شرائها.