الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشارقة عاصمة الكتاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة الأسبوع الماضي، باختيار إمارة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب دون منازع ولا منافس، لتنضم إلى مدن النور، حسب تصنيف اليونسكو صاحبة مبادرة عاصمة الكتاب، التى انطلقت عام ٢٠٠١م، باختيار العاصمة الإسبانية مدريد ثم الإسكندرية ٢٠٠٢، ودأبت الشارقة على الدوام ليكون لها حضور ثقافى بين مدن العالم المتحضر، ففى عام ١٩٩٨ تم اختيارها عاصمة ثقافية للوطن العربى، وعام ٢٠١٤م توجت عاصمة للثقافة الإسلامية، وبعدها بعام عاصمة للسياحة العربية، ثم عاصمة الصحافة.
ولم يتحقق هذا الإنجاز من عبث أو فراغ، فربان الفكر والقلم والكتاب الباحث المؤرخ المبحر فى علوم المعرفة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة، أراد قبل ٣٩ سنة أن تكون دولة الإمارات دولة المحبة والسلام، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، عنوانا حاضرا فى المحافل الدولية من خلال استثمار المعرفة والفكر والثقافة والإبداع ومحاربة الظلام والجهل، ومخاطبة الأمم بالمعرفة والحوار الحضارى البناء، فتحقق لسطان الفكر والإبداع والتسامح والعزيمة والإصرار ما أراد، فلم يغب سلطان يوما عن مشروع المعرفة السنوى، بل تسيد المشهد بالحضور والتخطيط والتأليف والدعم والتشجيع والمشاركة فحقق أجمل أمنيات الوطن العربى وحلمه وحلم الشيخ زايد وحلم شعب بأكمله، شعب متعطش للمعرفة يتوق للعلم بأن تصبح دولة الإمارات شعلة النور ومصدر إلهام للكتاب والمبدعين، فالإمارات منبع الخير والمحبة والسلام والتسامح والحوار الحضاري، فلا يوجد لدينا ما نسميه بمصطلح الكره لأحد، بل لدينا عنوان جميل اسمه التقدير والترحيب بجميع البشر، نتحاور ونتناقش ونتعايش مع بعض على أساس الاحترام المتبادل، لكل واحد منا وجهة نظر ومذهب ودين وفكر يجب احترامه، ربما أكون اقتربت من الصواب أو أخفقت فى الوصول إلى مراسى الحقيقة، فاعذرنى وحاول معى بحب وليس بكراهية لكى أعبر جسور الحقيقة، فكن عونا لى لنسلك معا طريق النور لا تكن خصما لتصفيتى، بل يجب أن نراعى بعضنا، ونحتوى بعضنا، ونساعد بعضنا فى أمور قد تكون صغيرة غائبة عنى حاضرة فى ذهنك، ويكون موقفى منها ضبابى وموقفك منها واضح.
فمحبة الناس والترفع عن الزلل والهفوات والتسامح المصحوب بركن التواضع والأخلاق والذوق الرفيع، هذه عناوين جميلة يفتخر بها شعب دولة الإمارات، ومن الشيم والقيم الأصيلة البحث عن المعرفة بعزيمة مقرونة بالأدب الرفيع، والاعتذار وهو قيمة فكرية يمتلكها الشجعان أهل العلم والأفق البعيد. فهنيئا لإمارة الشارقة تبوأ هذه المرتبة المرموقة التى يفتخر بها الإنسان؛ لأنها وسام عز وشرف وسعادة ونور، لتكون الإمارة الباسمة فى طليعة أمم ومدن الفكر والمعرفة والكتاب.