"المصارحة" هي كلمة السر في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي بعيد
العمال، الذي تشرفت بحضور هذه الاحتفالية العريقة والتي أقيمت
بقصر رأس التين بالإسكندرية بحضور الرئيس وعدد من رجال الدولة.. بدأ الرئيس خطابه
لجموع المصريين عامة ولعمال مصر خاصة بالتحية والتقدير والاعتزاز بدورهم في مسيرة
التنمية والبناء، وأكد أن النجاح والفشل مسئولية جماعية، وأننا في حاجة إلى تجهيز
وتأهيل أبنائنا وبناتنا إلى سوق العمل خلال السنوات المقبلة في نظرة حكيمة منه إلى
مستقبل مُشرق يتطلب مؤهلات وكفاءات خاصة.
ولم ولن أشك يوما في إيمانه الدائم بتجهيز وتأهيل الشباب
لتمكينهم والدفع بهم في كافة قطاعات الدولة، الأمر الذي طالما أكد عليه أنهم
المستقبل، وأن الجميع إلى زوال، وستظل مصر مرفوعة هامتها.
ولم يخلُ خطاب الرئيس من الحس الفكاهي المعتاد مع
المصريين، عندما وجه حديثه للعامل قائلًا: «إنه عندما يرى موظفًا سمينًا يعلم
يقينًا أنه لا يعمل بجد»، لأنه يرى أن الموظف المثالي لا وقت لديه لتناول الكثير
من الطعام، ورغم أنها كانت دعابة من سيادته إلا أنني وجدت نفسي للأسف أمام حقيقة
مأساوية وهي أن عددا لا بأس به من قيادات العمال في مصر أصحاب أوزان "ما شاء
الله"، حَدِّث ولا حرج، ولكن هناك نوع آخر من السمنة المفرطة في الفكر القديم لدى
(بعض) الأشخاص المسئولين عن تطوير الأداء العمالي استعدادًا لمراحل التطور
المأمولة يا سيادة الرئيس.
دعونا نأخذ من مبدأ سيادته بالمصارحة ونقول: إن الرئيس
يسير في طريق وبعض ممثلي عمال مصر يسيرون في طريق مخالف تمامًا، ثم يدّعون أنهم خلف
الرئيس والدولة، وأنهم يعملون وفقًا لخطة التقدم والتطور التي ترغب في تنفيذها
الدولة، وإذا كانت الحقيقة هي التي تخرج من أفواههم فلماذا لم يخرج كبيرهم في
خطابه السنوي للعمال أمام الرئيس ويتحدث بالأرقام عن الإنجازات التي ساهم فيها
اتحاد العمال خلال السنوات الماضية، وما دور اتحاد العمال في تلك الإنجازات؟ وأين
التثقيف والتدريب العمالي؟ وكم عدد الدورات التثقيفية التي أقيمت تحت رعاية
الاتحاد العام؟
فليذكرني اتحاد العمال وقياداته متى كانت آخر مرة ساهم الاتحاد في سفر عمال لتلقي تدريب وتثقيف حقيقي من الخارج؟!! هل حافظتم على أكبر كيانات التعليم الفني في مصر "الجامعة العمالية"؟
فليذكرني اتحاد العمال وقياداته متى كانت آخر مرة ساهم الاتحاد في سفر عمال لتلقي تدريب وتثقيف حقيقي من الخارج؟!! هل حافظتم على أكبر كيانات التعليم الفني في مصر "الجامعة العمالية"؟
كنت أتمنى أن يتحدث رئيس
اتحاد العمال عن أن الكيان العريق يواجه أزمة مالية وأن الاتحاد لا يتمكن من صرف
مرتبات اتحاداته المحلية بالمحافظات، ملف اتحاد العمال يطول الحديث عنه ليس لنهدم
ولكن لنبحث سويًّا عن حلول واضحة وصريحة لإنقاذه، فجميعنا فى مركب واحد، تهمنا مصلحة
الوطن وتقدمه وازدهاره.
سؤال بسيط إلى وزير الشباب والرياضة: ألا يوجد شاب رشيق مثلك يقود اتحاد شباب العمال ومستقبل عمالها بدلاً من أصحاب المعاشات؟!