السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

30 يومًا في رئاسة الجمهورية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أُتابع باهتمام شديد ما يدور فى رئاسة الجمهورية، ولفت نظرى نشاطات وجولات الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال ٣٠ يومًا ماضية، وتحديدًا منذ ٣٠ مارس حتى ٣٠ أبريل، وانحصر معظم هذه النشاطات الداخلية والجولات الخارجية تحت عنوان واحد هو: حماية الأمن القومى المصرى بكل السُبل، وهذا خير دليل على أن مصر استعادت مكانتها على الصعيد المحلى والعربى والإقليمى والدولى، بل تأكيد على عودتها لمكانها الطبيعى فى مُعادلة القوة المؤثرة فى صنع القرار العربى.
فى البداية وتحديدًا فى ٣٠ مارس المُنقضى، كانت نشاطات الرئيس السيسى فى الداخل خلال احتفالات عيد الأم، وأعلن مجموعة من القرارات الاقتصادية الهامة وقام برفع الحد الأدنى للأجور إلى ٢٠٠٠ جنيه ومنح أصحاب المعاشات علاوة ١٥ ٪ ومنح جميع العاملين بالدولة العلاوة الدورية بنسبة ٧ ٪ وعلاوة إضافية، وإطلاق أكبر حركة ترقيات لهم والبدء فى رد الأموال التى تمثل مديونية الخزانة العامة وبنك الاستثمار القومى للمعاشات، وقد نالت هذه القرارات رضا الرأى العام وجعلت هناك شعورًا عامًا بأنه قد حان الوقت للبدء فى جنى ثمار الإصلاحات الاقتصادية التى تحملها الشعب بكل جلد.
وفى ٦ أبريل التقى الرئيس السيسى بوزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، ووضح خلال اللقاء تطابق وجهات النظر حول تطورات القضايا العربية والإقليمية، خاصة فيما يتعلق بمخاطر الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة العربية.
وفى ٧ أبريل زار الرئيس السيسى غينيا لأول مرة لرئيس مصرى منذ ما يقرب من ٥٠ عامًا، ليبدأ بعدها فى ٨ أبريل زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، والتى التقى خلالها بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أشاد بالرئيس السيسى، وقال عنه: حقق تقدمًا كبيرًا فى محاربة الإرهاب ويقوم بعمل عظيم فى مصر والتقى السيسى بوزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو وجاريد كوشنر كبير مستشارى ترامب، والتقى أيضًا كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد الدولى
وتبع ذلك زيارة الرئيس السيسى للأشقاء الأفارقة فى كوت ديفوار والسنغال لتدعيم التعاون المتبادل على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إلى جانب الأولوية المتقدمة التى تحظى بها القضايا الأفريقية فى السياسة الخارجية المصرية، خاصةً فى ضوء الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى.
وفى ١٤ أبريل التقى الرئيس بالمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، وتم بحث تطورات ومستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وحرص مصر على وحدة واستقرار وأمن ليبيا، وتابعنا بعد ذلك أن أعلن البيت الأبيض فى بيان رسمى عن قيام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاتصال تليفونيًا بالمشير خليفة حفتر، وقال فيه: إن الرئيس ترامب اعترف خلال الاتصال بدور القائد العسكرى حفتر فى محاربة الإرهاب وتأمين حقول النفط الليبية وناقش الرؤية المشتركة لتحول ليبيا إلى نظام سياسى ديموقراطى مستقر.
وفى ١٦ أبريل أجرى السيسى اتصالًا هاتفيًا مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس العسكرى الانتقالى السودانى، وأكد خلال الاتصال على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان ومساندتها لإرادة وخيارات الشعب السودانى الشقيق فى صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، معربًا عن استعداد مصر لتقديم كل سبل الدعم للأشقاء فى السودان، كما استمع الرئيس السيسى إلى عرض رئيس المجلس العسكرى الانتقالى لتطورات الأوضاع فى السودان والجهود التى يبذلها المجلس العسكرى الانتقالى فى التعامل مع الأوضاع الراهنة، وأعرب السيسى عن ثقته فى قدرة الشعب السودانى ومؤسسات الدولة على استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقدرات دولة السودان، مؤكدًا على أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان الشقيق على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السودانى، وتبع ذلك أن استقبل السيسى فى ٢٢ أبريل الفريق أول أبو بكر دمبلاب رئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطنى السودانى، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وفى مساء ٢٢ أبريل خرج الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان فى لقائه مع وكالة سبوتنيك الروسية، وقال نصًا نشكر الرئيس السيسى والحكومة المصرية والسودان يستقر بدعمكم.
وفى خضم هذه الأحداث لم ينس الرئيس السيسى القضية الفلسطينية، وهى كما يقول عنها دائمًا قضية العرب الأولى واستقبل الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن فى ٢١ أبريل.
ورغم أن مصر كانت تشهد حراكًا سياسيًا وشعبيًا غير مسبوق طوال أيام ٢٠ و٢١ و٢٢ إبريل للاستفتاء على التعديلات الدستورية، وشاهدنا تزايدًا واضحًا فى نسبة المشاركة فى التصويت، إلا أن مصر ظلت تبحث سُبل دعم الأشقاء فى السودان وليبيا وعقد الرئيس السيسى قمة أفريقية تشاورية للشركاء الإقليميين للسودان وليبيا بحضور رؤساء ومسئولين من عدد من الدول الأفريقية فى ٢٣ أبريل وشهدت القمة مشاركة رئيس المفوضية الأفريقية وفى ٢٥ أبريل زار الرئيس السيسى الصين والتقى بالرئيس الصينى شى جين بينج واستعرض أمام ٣٧ دولة رؤية مصر حول مبادرة الحزام والطريق والتعاون الدولى.
بالتأكيد كانت ٣٠ يومًا شاقة، ولكنها حملت لنا رسائل طمأنة بعد مُتابعتنا لما يبذله الرئيس السيسى لصالح مصر وشعبها، والعمل على أمنها واستقرارها.