الانطوائية، العزلة، الخجل، جميعها صفات غير مستحبة لدى الأطفال، خاصة أنها قد تفصلهم عن العالم الخارجي، فيؤثر ذلك على علاقتهم بزملائهم وأصدقائهم فى نفس مراحلهم العمرية، كما يؤدى إلى محو شخصيتهم والاعتماد على الأب والأم فى كل أمور حياتهم ومع مرور الوقت، قد يتحول الطفل إلى شخص حساس، يهرب من جميع الأشياء، ويلجأ إلى البكاء كبديل للمواجهة وحل المشكلات، لذا نقدم لك نصائح يمكنك من خلالها القضاء على عزلة طفلك وانطوائه، وكذلك تعزيز الجرأة بداخله والحد من شعوره بالخجل لأبسط الأمور.
عززي روح المغامرة بداخله
افتحي الأبواب لطفلك كى يكون صداقات جديدة واكتساب خبرات من شأنها تغيير سلوكه مثل ممارسة الرياضة، تعلم الموسيقى، قراءة المزيد من الكتب فى جميع المجالات، فكل هذه الأشياء تجعله متميزا وتزيد ثقته بنفسه، كما يعتبر تعليم الطفل مهارات اجتماعية من الأمور الهامة لذلك عليك تعويده على الاستماع للآخرين والدخول فى نقاش معهم ولا مانع من أن يقوم طفلك بطرح أسئلة حول المعلومات التي يريد معرفتها.
تنمية قدرات طفلك
عليك أولا معرفة قدرات طفلك وعدم تحميله أشياء تفوق عمره، فهذا من شأنه أن يشعره بالعجز مما يدفعه إلى اللجوء للانعزال عن الناس بدلًا من مشاركتهم فى أمور الحياة المختلفة، ويمكنك علاج ذلك من خلال تعريف الطفل ماذا سيحدث إذا قام بهذا الفعل ونجح فى خوض المغامرة، فهذا من شأنه زيادة حماس الطفل لتجاوز المهمة، مما يساهم فى تنمية قدراته العقلية مع كل أمر جديد ينجح فى فعله، كما يؤدى تربية حيوان أليف فى المنزل إلى تعويده على وجود صديق بجانبه يشاركه فى أمور حياته دون الاعتماد الكلى عليه.
ركزي على اهتمامات طفلك وميوله
إن إجبارك للطفل على الاهتمام بشيء معين لا يميل إليه قد يؤدى إلى إلغاء شخصيته مع تكرار الأمر، لذلك لا بد من احترام رغبات الطفل وميوله، إذا كان يميل إلى الرسم عليك توفير الأدوات اللازمة لذلك، وهكذا بالنسبة للقراءة والرياضة وغيرها من الهوايات، فقط عليك مراقبته وتقديم النصائح إليه لتعزيز تلك الهواية بداخله مع مراعاة عدم تخصيص وقته كله فى ممارستها فعليك تنويع اهتماماته وميوله لتشمل أغلب مجالات الحياة.
الاستقلالية والاعتماد على الذات
تعتبر التربية الاستقلالية والاعتماد على الذات هي الحل الفعال لتكوين شخصية طفلك، كما يعد «الحب» من الأساليب الفعالة فى نجاح ذلك، فكلما كان الحب متواجدا بين أفراد الأسرة كان له دور هام فى علاج الانطواء لدى الأطفال، ولكن التمادى فى التدليل ينعكس بالسلب على شخصية الطفل، مما يجعله يعتمد على والديه بشكل أكبر من الطبيعي، لذلك على الوالدين حماية أبنائهم من التدليل وتربيتهم تربية استقلالية مما يفتح لهم أبواب المجتمع كافة ليدخلوا من أي باب شاءوا، مع مراعاة أن يكون ذلك بالتدريج، على ألا يختار الطفل طريقا خاطئا من شأنه إفساد سلوكه.
تكتبها
د. غادة عبدالرحيم
مدرس علم نفس بجامعة القاهرة