الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

سر "الكحل" في سبت النور.. زينة وصحة مع الحاجة "فوقية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اعتادت في نفس الميعاد من كل عام، الجلوس أمام منزلها الكائن بإحدى قرى الشرقية، صبيحة يوم الجمعة، لتستقبل "سبت النور" بالبهجة وسط الصغار والكبار، بيدها المكحلة وريشة وبصل، لتزين عيونهم بالكحل، لم تدري السبب للإقبال على هذه العادة والاستمرار بها إلى اليوم، إلا أنها ورثتها عن والدتها منذ أكثر من ٤٠ عاما، هذا بالإضافة للسعادة التي تغمرها وهي بين الأطفال، تزين وجوههم بالبهجة.
تقول الحاجة "فوقية" المرأة السبعينية : كانت أمي التي توفت منذ أكثر من ٣٥ عاما، تكحل عيون الأطفال والجيران في كل سبت النور من كل عام، بغرس ريشة دجاجة في قلب بصلة ثم غرسها في مكحلة الكحل، بالكحل الحجر الحراق، التي تضيف له "عرق الذهب" الذي تجلبه من العطار، بإضافة مسحوق حبة لوز، وتجلس في صحن دارها في صباح سبت النور، لم تكن تعلم سببا لذلك إلا أنها عادة ورثتها هي الآخرة عن والدتها وجداتها، والكحل صحة للعين، وتعهدت لنفسي أن أصل عادة أمي إلى يومنا هذا، ففي هذا اليوم بدأت بتكحيل عيون أحفادي وزوجات أولادي ثم أطفال الجيران وجيراني من النساء، وتتابع :"عادة لن انقطع عنها ما دمت على قيد الحياة، ولن ابحث عن السبب، كل ما في الأمر أنها تغمرني بهجة وسعادة".
لم تكن تعلم الحاجة فوقية، أنها عادة ربما فرعونية، أو عادة مسيحية، إلا أنها اقبلت عليها كإرث عن والدتها، وقيل إن هذه العادة مأخوذة من الإنجيل، في الأية رؤ ٣:١٨ «وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْل لِكَي تُبْصِرَ»، واستخدم الكحل حتى ترى العيون النور المقدس، حيث كان في القدم يتم تكحيل العيون، لحمايتها من شدة النور، الذي يخرج من قبر السيد المسيح من كنيسة القيامة في القدس، ثم توارثتها الأجيال، فيما يرجع البعض الآخر تلك العادة لما كان يقوم به المقدسيون في أورشليم من تكحيل العيون، لحمايتها من فج نور قبر السيد المسيح، وذلك كما أورده «إدوارد وليم لين»، في كتابه عن عادات المصريين، والذي انتشر في القرن التاسع عشر.
وسبت النور يعرف بالسبت المقدس، وسبت الفرح، وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة، قبل أحد القيامة، وتبدأ الاحتفالات حوالي الساعة 11 مساءً من ليلة سبت النور وحتى الساعات الأولى من صباح نفس اليوم، ثم يبدأ الاحتفال بعيد القيامة بصلاة تسبحة العيد عصر السبت، ثم باكرعيد القيامة مع حلول الظلام، وأخيرا قداس عيد القيامة مع انتصاف الليل، وتختم مع الساعات الأولى من يوم أحد القيامة.
وتختلف توقيتات الاحتفال بسبت النور وعيد القيامة بين كنائس الشرق والغرب، فبعض الكنائس تحبذ الاحتفال بعيد القيامة في صباح الأحد، وليس ليلة السبت، حيث إن النساء ذهبن إلى قبر المسيح فجر الأحد، وكان المسيح قد قام، ويٌقام هذا الاحتفال عادةً في ساحة الكنيسة.
وفي مدينة القدس تزدحم كنيسة القيامة بعدد كبير من الزوار، من مختلف دول العالم، انتظارا لانبثاق النور المقدس من قبر السيد المسيح، بحسب المعتقدات المسيحية.