الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

د. سمية عسله تكتب: الانشقاقات تضرب نظام الملالي

د. سمية عسله
د. سمية عسله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


قام الصحفي ياشار سلطاني، المعروف بتغطيته لملفات الفساد في إيران، بنشر مقطع مصور عبر حسابه على موقع "تويتر"، يظهر فيه هروب الرئيس السابق لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، محمد سرافراز، ويبدو سرافراز، في المقطع المصور بأحد المطارات، وبيده حقيبة سفر، ويسلم على سيدة تتحدث وتصوره، ثم تظهر في المقطع أيضاً شهرزاد مير قلي خان، مساعدة سرافراز السابقة للشؤون الداخلية، وهي تتحدث أمام الكاميرا وتحمل بيدها ملفات "سبونسرد لينك".
وقد فسر ناشطون إيرانيون مضمون الفيديو، الذي قالوا إنه "لانشقاق وهروب سرافراز"، بأنه بدء مرحلة جديدة من تفكك النظام الإيراني بفعل الضغوط الأمريكية، وتزايد الضغوط الداخلية، واشتداد الصراعات داخل أجهزة النظام، ما سيؤدي إلى تآكله من داخل الدول العربية.
وفي يناير الماضي، كشف سرافراز عن وجود قائمة سرية سوداء يتم بموجبها منع الآلاف من صانعي الأفلام والممثلين والفنانين في إيران من العمل أو حتى عرض أعمالهم.
وفي إحدى اللقطات، يظهر سرافراز، وهو يقوم بتصوير مساعدته السابقة شهرزاد التي تتحدث في المصعد حول الملفات.وقالت شهرزاد، إن "الملفات مهمة جداً، وتحتوي على 1500 وثيقة سرية وأصلية".
والجدير بالذكر أنها ليست أول حالة هروب وانشقاق عن نظام الولي الفقيه من قبل رجاله الموثوق فيهم، فقد أفادت مؤخرا مواقع إخبارية إيرانية، معارضة بـ "هروب" قائد أمني كبير في الحرس الثوري الإيراني، في ظل التغييرات الجارية في قيادة ومسؤولي الحرس كان آخرها الإطاحة بالقائد العام للحرس اللواء محمد علي جعفري يوم الأحد الماضي، بقرار من المرشد علي خامنئي، وتعيين العميد حسين سلامي مكانه بعد حصوله على ترقيتين في ساعه واحده.
ونقل الصحفي الإيراني المعارض الذي يعمل في إذاعة صوت أمريكا باللغة الفارسية "علي جوانمرد" في قناته عبر التلغرام، إنه بعد الحديث عن استيلاء جهات خارجية على معلومات سرية للحرس الثوري، أعلن يوم السبت الماضي، اللواء محمد علي جعفري، عن عزل العميد علي نصيري قائد أفواج فيلق أنصار المهدي المسؤول عن حماية قادة النظام الإيراني، وتعيين الجنرال فتح الله جميري بدلاً عنه.
وأضاف أنه وفق المعلومات المتوافرة فإنه عادة عندما يتم عزل أو إعفاء قائد سابق بالحرس الثوري من منصب كبير يتم إسناد منصب آخر له، لكن ذلك لم يحدث مع العميد علي نصيري الذي هو شخصية مهمة ويتولى إدارة حماية كبار المسؤولين في إيران.
فيما تحدثت معلومات عن خلاف نشب بين قائد أفواج أنصار المهدي أو ما يعرف بالفارسية ”سپاه حفاظت أنصار المهدي“، العميد علي نصيري مع قائد وحدة الاستخبارات التابعة للحرس الثوري رجل المتشدد ”حسين طائب.
وأشارت المعلومات -التي لم تؤكدها السلطات الإيرانية- إلى أن"العميد علي نصيري هرب من إيران ولجأ إلى إحدى السفارات الأمريكية في دول المنطقة لطلب اللجوء والحماية“، مضيفة أنه ”حمل معه العديد من الوثائق حول زيارة بعض قادة الحرس ورجال الاستخبارات والمسؤولين المتنفذين في هذه المؤسسة العسكرية إلى دول أجنبية تحت غطاء دبلوماسي".
وبذلك يتضح أمام العالم أن النظام الإيراني بدأ بالانهيار فعليًا، فمن يصفهم مرشد الثورة علي خامنئي برجال الدولة المؤتمنين هم في طليعة من ينشقون عنه مع أول "مطب" وضعته امريكا أمامهم كحلقة أولى في سلسلة العقوبات الامريكية وأيضًا تتابعات مؤتمر وارسو ٢٠١٩ والتي أعلن فيها ترامب أن ايران أكبر دولة تدعم الارهاب بالمنطقه، وطالب دول العالم بالوقوف صفا واحدا أمام مخططاتها الارهابية الخبيثة.
وهذا إن دل فإنما يدل على أن الإنشقاقات التي بدأت تضرب نظام الملالي سوف ينعكس تأثيرها على الوضع الداخلي في طهران وهو ما سوف ينسحب على السياسة الخارجية لنظام الملالي وبالتالي سوف تظهر نتائجه في سقوط هذا النظام قريبًا.