الشعب قال كلمته فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية وأبدى الموافقة.
لاحظت قبل الاستفتاء أن الأغلبية موافقة اعتمادًا على ثقتها فى تحركات الدولة وجهودها بشأن تقوية المجتمع وحل مشاكله وخططها لتطوير التعليم والثقافة والصحة والعلاقة بالشباب، ولاحظت أيضًا أن الوزراء والمسئولين التزموا بفلسفة عمل جديدة بالترويج للمشروعات بما تحقق منها.
اعتقد أن مصادر قوة الرئيس السيسى لعبت دورًا مهمًا فى دعم الشعب لرؤيته فى تنفيذ خطط بناء البلد وتفكيره فى خلق مصادر قوه جديدة مضافة لها مما يتيح لمصر على الأقل أن تعيش دون تدخلات أو معوقات أو تهديدات من غيرها مما يمنحها التركيز والتفرغ لصناعة حياة تليق بأهلها بالطبع تعظيم قوة مصر عسكريًا واقتصاديًا كانا لهما أثر واضح فى تأييد التعديلات الدستورية.
رغم أن هناك فئة قد تضررت من التغيرات الاقتصادية الملحة المصاحبة للتغير فإن مشاهدة الإنجازات على أرض الواقع خففت من الغضب بل تحول إلى تأييد لمنهج السيسى فى حل مشاكل البلد والمواطن بشكل عام.
قبل الاستفتاء كان من الممكن وبسهولة توقع النتيجة بالموافقة برغم الانزعاج العام من الكارهين الهاربين للخارج واستخدامهم للإعلام للترويج بالرفض ودعوتهم بالمقاطعة، وهى أدوات المهزوم مبكرًا، وكان من السهل أن نتوقف على أدوات الكراهية من جماعة الإخوان وأنصارهم بالداخل، وبأن اعتمادهم على اصطياد جمل مختزلة أو لقطات مصورة ووضعها بقالب جديد بغرض النيل من الشخص أو الحدث كلها أمور أوضحت وعكست وكشفت هشاشة الكارهين من حيث الفكر والتخطيط حيث اتضح اعتمادها على الأكاذيب باختلاق مواقف وخطب ولقطات لمناسبات مزورة لشخصيات محسوبة على النظام فى التسويق لرفضها للاستفتاء.
نتيجة الاستفتاء ترجمة لرأى الشارع تجاه دفتر أحوال البلد حرب على الإرهاب خطوات واضحة بشان الإصلاح الاقتصادى ما يوفر العدالة والمساواة فى الحقوق والواجبات بين الناس ويمنح البلد قوة تتيح لها إطلالة بين اللاعبين الكبار فى إدارة العالم.
كنت مدركًا وبسهولة أن الشعب سينحاز إلى الموافقة، وأعتقد أن نجاح جذب المواطن للمشاركة كان واضحًا ويرجع إلى المصداقية التى اتصف بها الوزراء الهيئات المحافظين وهو استفتاء تم دون وعود وهو أمر جديد على العملية التصويتية وإذا ما أضفنا اختفاء الرشاوى الانتخابية كموجهات للتصويت، فلا عيب على أجهزة حكومية وهيئات شاركت بكثافة فى شرح التعديلات الدستورية وتعريف الناس بها لإقناعهم، وهو أمر غير ضار فى ظل غياب شريحة كبيرة عن التفاعل لمثل هذه الموضوعات.
الإعلام من ناحيته أدى دوره فى شرح ما يدور بالبلد بالداخل والخارج وتسابق فى شرح مبررات التعديل وتعمق فى البحث حول ضرورة التخلص من السلبية رافعًا شعار انزل وشارك ولعب الإعلام على وتر إن التخلف عن تأدية الواجب الانتخابى له انعكاس بتغييب البعض وتخلفهم عن تأدية دورهم، وبالتالى تراجع موقعهم من المشاركة، وهو يعنى أن حياة هؤلاء ستظل على الهامش وهو أمر لم يعد مستساغًا.
الإعلام كشف بدوره أيضًا عن خطط الكارهين بالخارج من جماعة الإخوان وسلط الضوء على ازدواجية الرأى والحياة والمواقف لدى تلك الشريحة وأوضح بالدليل أنهم يعملون لصالح إطماع شخصية وليس لصالح الوطن أو الشعب وفى سبيل ذالك قد يتعاونون مع أى جهات تلبى لهم تلك المصالح وتحقق الأطماع.
مع نجاح الاستفتاء على التعديلات الدستورية والصورة التى خرج بها وتسابق الشعب للمشاركة، ودون أى إخطار هذا المشهد أربك الكارهين الهاربين للخارج وزاد من توترهم حيث اتضح أن كل المبررات التى يرمون بها النظام ما هى إلا أكاذيب، والأهم أن المواطن العادى البسيط أدرك ذلك ورفضها، والدليل أنه شارك وأبدى موافقته.
بالطبع لا يمكن أن يتفق شعب على موضوع أو شخص لكن الملاحظ أن نتيجة الاستفتاء كانت معبرة عن اتفاق عام بضرورة توفير الاستقرار لاستكمال مسيرة الإصلاح والتنمية، وهو ما حدث.