الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

جمهورية الإرهاب التركي.. الحدود "المفضوحة" لتهريب الدواعش إلى سوريا

 الرئيس التركى رجب
الرئيس التركى رجب طيب أردوغان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ارتبط اسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بـ«مساعدة الجماعات الإرهابية» بداية من جماعة الإخوان، ووصولًا إلى تنظيم «داعش» الذى عبر إلى أرض الخلافة المزعومة من خلال الأراضى التركية التي كانت «مفتوحة على مصراعيها» تحت أعين أردوغان.
وفى عدد من التقارير، رصدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، علاقة «أردوغان» بالجماعات الإرهابية، وبخاصة «داعش»؛ إذ ذكرت المجلة فى تقرير، فبراير الماضى، أنه فى مقابل «إيديولوجيا أردوغان»، فإن السلفية التى تلهم «داعش» هى عقيدة متشددة، وحتى إذا كان ظاهريًّا لا ينتمى كل طرف منهما إلى الآخر، فإن إيمان «أردوغان» الشخصى له جذور فى هذه الطرق، وتعتمد مصالحه السياسية على دعمها المستمر، مضيفةً أن أردوغان لديه «تعاطف» مع الإرهاب، وقد يغض الطرف عنهم، فى حين أنه يقمع الحلفاء الأكراد الذين ساعدوا القوات الأمريكية على ضرب «داعش» فى سوريا.
وفى تقرير سابق، قالت المجلة: إن أنقرة رغم تعهدها باستئصال فلول «داعش» من سوريا، فإنها ترددت أكثر من مرة فى شنِّ حرب مباشرة على التنظيم المتطرف؛ والسبب فى هذا أن تركيا تفضل التركيز على عدوها اللدود المتمثل فى الأكراد، وأضاف التقرير: «ظلت تركيا تؤدى لعبة مزدوجة طيلة سنوات»، فالرئيس التركى ينظر إلى إنهاء وجود «داعش» باعتباره أولوية ثانية، يجرى تجاهلها على الدوام. وأشار التقرير إلى أن «داعش» قد يتخذ من تركيا قاعدة إمداد خلفية للمعارك فى سوريا، فى حال الانسحاب الأمريكي، بالنظر إلى سهولة اختراق الحدود المشتركة بين البلدين، لا سيما أن تركيا كانت الممر الأكبر لمسلحى التنظيم، الذين كانوا يتدفقون على سوريا عبر حدودها الشمالية الطويلة، قبل أن تصبح ملجأ الفارّين منها.
ولا تعد قصة عبور الإرهابيين الدواعش إلى سوريا من خلال الأراضى التركية، مجرد تكهنات، إذ كشفت «وثائق رسمية» حصلت عليها صحيفة «شبيجل أون لاين» الألمانية، عن أن تركيا كانت «دولة العبور المثالى للمتطرفين إلى تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا».
واطلع فريق محققين استقصائيين فى الصحيفة الألمانية، على مئات من جوازات السفر حصلت عليها من قوات سوريا الديمقراطية عليها أختام تركية، يثبت اتهامات طالما طالت تركيا بتأمين ممر آمن للإرهابيين للالتحاق بتنظيم «داعش» فى سوريا.
ووصفت، فى تحقيقها المنشور الشهر الجاري، تركيا بأنها كانت «عنق الزجاجة العالمي»؛ حيث سمحت بعبور وسفر عشرات آلاف الأشخاص من نحو مائة دولة، خاصة من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا، فى عام ٢٠١٣ للانضمام إلى تنظيم داعش فى سوريا والعراق.
وقالت الصحيفة الألمانية: إنه من خلال تتبع أقوال وطريق سير من انضموا إلى التنظيم، اتضح أنهم كانوا يسلكون نفس الطريق تقريبًا للوصول إلى داعش «تركيا».
وحصل فريق البحث التابع لـ«دير شبيجل» و«شبيجل تى فى» على «صندوق بأكمله مملوء بالأدلة الرسمية حول دور تركيا، وتضمن أكثر من ١٠٠ جواز سفر لأتباع داعش من ٢١ دولة، أسرهم ضباط الميليشيات الكردية فى الأشهر الأخيرة، بما فى ذلك بعض الألمان وكثيرين من إندونيسيا وروسيا وتونس، ولكن أيضًا من دول غير متوقعة مثل ترينيداد وتوباجو وجنوب أفريقيا وسلوفينيا».
وتختلف الأسماء واللغات والجنسيات بين أفراد التنظيم المنضمين من دول مختلفة، لكن تتشابه نقطة واحدة وهى «ختم واحد على الأقل لدخول تركيا».
وتقول «شبيجل أونلاين»: إنه «أحيانًا هناك ختمان بل وثلاثة أختام دخول، وهو ما يتوافق أنه فى البداية حتى عام ٢٠١٤، حضر كثير من الجهاديين إلى مملكة الإرهاب وأقاموا لفترة قصيرة فيها، وبعد شهرين أو ثلاثة أشهر غادروا مرة أخرى لتجنيد أشخاص أكثر استعدادًا فى بلادهم والعودة مرة أخرى»، إضافةً إلى أختام الدخول، فإن جوازات السفر ليس بها خاتم خروج من تركيا، ما يعنى أنهم لم يغادروا أبدًا تركيا رسميًّا، فهؤلاء إما عبروا الحدود إلى سوريا من مناطق أقل مراقبة، أو أنهم ذهبوا إلى هناك عبر عمليات تهريب.
وقال مصطفى بالي، المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، خلال اطلاعه على الجوازات: إن حكومة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ساعد داعش، مضيفًا: «اليوم لدينا الأدلة.. لدينا آلاف الجوازات من هذه العينة».
ويوضح بالي، أن بعضًا من الأسرى من أتباع داعش كانوا يحملون تلك الجوازات، أما الجزء الأكبر فحصلت عليه قواته من مبان إدارية كانت تابعة لداعش.
وتقول «شبيجل»: إن هذا ينطبق مع أقوال أسرى أو هاربين يتبعون داعش، أفادوا بأنه بداية من ٢٠١٥ كان هناك حظر تام للسفر وتمت مصادرة جوازات السفر وبطاقات الهوية.