الجمعة 27 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

نعيمة عاكف.. تمر حنة الفن

نعيمة عاكف
نعيمة عاكف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خطفها الموت مبكرا وهى فى سن السادسة والثلاثين، ورغم قصر عمرها، الا ان لها رصيدا ضخما من الاعمال المتنوعة بين الرقص والتمثيل والغناء والاستعراض والمونولوج،" نعيمة عاكف" تلك الفنانة صاحبة الملامح الجميلة والدم الخفيف والموهبة المتعددة، والتى اثرت بهم قلوب جماهيرها، ولدت في مدينة طنطا لعائلة يعمل جميع افرادها بالسيرك، فكان والدها يقدم عروضه خلال ليالي الاحتفال بمولد السيد البدوي.
وبسبب طلاق والدها لأمها، اضطرت والدتها الى ترك طنطا والسفر الى القاهرة لتستقر هناك وتعيش بشقة صغيرة بشارع محمد على برفقة اولادها، وكانت وقتها نعيمة تبلغ من العمر 10 سنوات، لتنقل بعد ذلك للعمل داخل احد ملاهي الكيت كات، وكان لحسن حظها ان هذا الملهى يتجمع فيه ويرتاده معظم مخرجي السينما، فقابلها المخرج أحمد كامل مرسي واكتشفها كراقصة وقدمها خلال فيلم "ست البيت".
وجاءت الخطوة الثانية لها فى عالم الفن باختيارها للمشاركة فى بطولة فيلم "العيش والملح" من قبل المخرج حسين فوزي الذى احتكرها فى الافلام التي يخرجها لحساب نحاس فيلم لتقوم بأول بطولة سينمائية لها في لهاليبو.
ولم تقتصر العلاقة بينها وبين المخرج حسين فوزى الذى احدث لها فارقا فى حياتها الفنية على العمل فقط، إنما قرر الزواج منها ووافقت رغم فارق السن بينهما لتعيش بفيلته بمصر الجديدة، وامتلكت سيارة وأصبح لها رصيد في البنوك، أصرت ان تستكمل تعليمها الذى حرمت منه بسبب عملها في السيرك فاستعانت بمدرسين تلقت منهم دروسا في العربية والإنجليزية والفرنسية وبذلك أصبحت تتحدث ثلاث لغات.
وفي عام 1956 اختارها زكي طليمات بطلة لفرقة الفنون الشعبية في العمل الوحيد الذي قدمته هذه الفرقة وكان أوبريت بعنوان ياليل ياعين تأليف يحيي حقي، في شهر سبتمبر من عام 1956 سافرت نعيمة مع البعثة المصرية إلى الصين لتقديم الأوبريت، وفي عام 1957 سافرت إلي موسكو لعرض ثلاث لوحات استعراضية كانت الأولى تحمل اسم مذبحة القلعة والثانية رقصة أندلسية والثالثة حياة الفجر.
قدمت خلال مشوارها ما يقرب من 25 فيلما سينما ومن ابرز هذه الافلام:" بلدي وخفة، بابا عريس، فتاة السيرك، جنة ونار، تمر حنة، ياحلاوة الحب".
عاشت عاكف مع زوجها الاول 10 سنوات اخرج لها خلالهم 15 فيلما، وبعد انفصالهما عام 1958 تزوجت من المحاسب صلاح الدين عبدالعليم وأنجبت منه ابنها الوحيد محمد صلاح الدين عبدالعليم، وتعرفت عليه بعد زيارته له بالمكتب لاستشارة قانونية بعدها أصبح المسئول عن عقودها وارتباطاتها المالية.
حصلت نعيمة عاكف علي لقب أحسن راقصة في العالم من مهرجان الشباب العالمي بموسكو عام 1958 ضمن خمسين دولة شاركت في هذا المهرجان.
تنوعت مواهبها الفنية بين الاستعراض والغناء والتمثيل والاكروبات وتعلمت ايضا فن "الكلاكيت "، فبعد عملها لفترة فى مسرح حيث طلبها للعمل معه هى وشيقيقاتها، تلقت عرضا افضل من بديعة مصابني للعمل في فرقتها مقابل خمسة عشر جنيها، وكان ضمن فرقة بديعة فتاة تدعي تيشي تجيد رقص الكلاكيت وتنال اعجاب كل الحاضرين فشعرت نعيمة بالغيرة تجاهها، وقررت أن تتعلم رقصة الكلاكيت وإلقاء المونولوجات فذهبت إلى مدرب للرقص فطلب منها أجرا كبيرا فقررت أن تعلم نفسها بنفسها، وانتهزت فرصة غياب تيشي يوما ما ودخلت حجرتها لترى حذاء رقصة الكلاكيت، ودهشت من قطع الحديد الموجودة في هذا به، ووضعته في قدميها وبدأت في تقليد الرقصة، واستنسخت نسخة من الحذاء عند عامل أحذية تتعامل معه، وبدأت التدريب بحذائها، وبعد أسبوع ذهبت إلى بديعة مصابني وطلبت منها أن تتيح لها فرصة تقديم رقصة الكلاكيت، وبرعت فى ادائها.
هاجم المرض نعيمة عاكف مبكرا، حيث شعرت باعراضه الاولى أثناء عملها في فيلم بياعة الجرايد عام 1963، واكشفت أنها مصابة بداء السرطان المعدة، وصارعت المرض حتى توفيت في 23 أبريل 1966 تاركة وراءها ارثا كبيرا من الفن والموهبة.