ما أشبه اليوم بالبارحة في السودان، فرغم مرور 34 عاما على الإطاحة بالرئيس جعفر النميري بعد انتفاضة وحراك شعبي سوداني انتهى بانحياز المشير عبدالرحمن محمد حسن سوار الذهب أعلى قادة الجيش فى ذاك الوقت للانتفاضة الشعبية وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات، تولى الحكم الانتقالي في أبريل وتعهد بتسليم السلطة لرئيس منتخب وأوفي بعهده، وكأن المشهد يكرر نفسه مرة أخرى وفى نفس الشهر أبريل المبارك عند الشعب السوداني بتاريخ 2019 بانحياز رجال القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان ومجلسه العسكري الانتقالي إلى الثورة وعزل البشير رأس أعتى نظام ديكتاتوري حكم البلاد لمدة 30 عاما، وأكدوا من اللحظة الأولى أنهم أبناء سوار الذهب، الذين ورثوا من أبيهم حب الوطن والحفاظ على دماء أبنائه ولعل العجيب أنهم ساروا على درب أبيهم بحل الحكومة وإحلال كل الشخصيات والأجهزة التابعة لنظام البشير، وما زالوا يوما بعد يوم يسيرون فى تنفيذ الوصية ويعيدون الإرث الحقيقي لأبناء الشعب السوداني فى وطنهم الذى اختطفته مجموعة المصالح وأحزاب تطلق على نفسها دينية والدين منها براء بما اقترفته أيديهم من قتل ونهب وتدمير.
ولا شك أن هناك مجهودا لا ينكره المعارض قبل المؤيد للدور الكبير الذى قام به المجلس العسكري الانتقالي فى السودان، ولا نقلل من المسئوليات الجسام التى ألقيت على كاهله والضغوط الدولية والشعبية التى تمارس عليه، وربما أن من أسباب نجاح سوار الذهب فى الفترة الانتقالية مساعدة الأشقاء العرب له وبالأخص المملكة العربية السعودية، حيث كانت المعونات العاجلة للسودان في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز في صورة أموال دولارية قُدرت بـ 60 مليون دولار وبترول استطاع أن يسد الاحتياجات الخاصة بالدولة لمدة عام كامل، ولكن حاليا لن تكون المساعدات والدعم وحدهما كفيلان بالنجاح، فلقد اختلفت آليات العصر وإمكانياته التكنولوجية والعقلية والإعلامية والثورية والحزبية، فالإيقاع سريع ويتطلب التعامل بحكمة وسرعة يراعى فيها الانفتاح على جميع الأفكار والأحزاب وبناء جسر الحرية الذى يعبر من خلاله السودانيون إلى بر السلام والأمان والرخاء نحو دستور وانتخابات حرة نزيهة، وحينها يعلن أبناء سوار الذهب تسليمهم السلطة للمنتخبين الجدد ووفاءهم بتسليم الأمانة دون انحراف أو بطء وحينها سيقول العالم سلاما عليكم أبناء سوار الذهب طبتم فنعم ما فعلتم فلكم عقبى الدار.
وفى الوقت نفسه على الثوار والنُخب والأحزاب أن يحافظوا على مكتسبات ثورتهم ويسيروا بمبدأ "حرص ولا تخون" ويعملوا على توحيد الصفوف وتجنب التشرذم السياسي والابتعاد عن المكاسب الحزبية الضيقة باستحواذ مجموعة سواء ثورية أو حزبية على تورتة الحكم وإعلاء المصلحة الجماعية، لأن الاختلاف سيكون بداية النهاية لنسيم الحرية الذى تنشقه الشعب السوداني وجعل منه أحلاما كالجبال الشاهقة التى يصعد عليها أبناؤه وأحفاده ليروا "سودان أخضر" ذا مظهر خلاب.
وفى الأخير فإننا نعول على حكمة وتسامح الشعب السوداني ذي الثقافة المتنوعة فى أن يستكمل حلمه فى دولة مدنية ديمقراطية قوية قائمة على التعددية.
ولا شك أن هناك مجهودا لا ينكره المعارض قبل المؤيد للدور الكبير الذى قام به المجلس العسكري الانتقالي فى السودان، ولا نقلل من المسئوليات الجسام التى ألقيت على كاهله والضغوط الدولية والشعبية التى تمارس عليه، وربما أن من أسباب نجاح سوار الذهب فى الفترة الانتقالية مساعدة الأشقاء العرب له وبالأخص المملكة العربية السعودية، حيث كانت المعونات العاجلة للسودان في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز في صورة أموال دولارية قُدرت بـ 60 مليون دولار وبترول استطاع أن يسد الاحتياجات الخاصة بالدولة لمدة عام كامل، ولكن حاليا لن تكون المساعدات والدعم وحدهما كفيلان بالنجاح، فلقد اختلفت آليات العصر وإمكانياته التكنولوجية والعقلية والإعلامية والثورية والحزبية، فالإيقاع سريع ويتطلب التعامل بحكمة وسرعة يراعى فيها الانفتاح على جميع الأفكار والأحزاب وبناء جسر الحرية الذى يعبر من خلاله السودانيون إلى بر السلام والأمان والرخاء نحو دستور وانتخابات حرة نزيهة، وحينها يعلن أبناء سوار الذهب تسليمهم السلطة للمنتخبين الجدد ووفاءهم بتسليم الأمانة دون انحراف أو بطء وحينها سيقول العالم سلاما عليكم أبناء سوار الذهب طبتم فنعم ما فعلتم فلكم عقبى الدار.
وفى الوقت نفسه على الثوار والنُخب والأحزاب أن يحافظوا على مكتسبات ثورتهم ويسيروا بمبدأ "حرص ولا تخون" ويعملوا على توحيد الصفوف وتجنب التشرذم السياسي والابتعاد عن المكاسب الحزبية الضيقة باستحواذ مجموعة سواء ثورية أو حزبية على تورتة الحكم وإعلاء المصلحة الجماعية، لأن الاختلاف سيكون بداية النهاية لنسيم الحرية الذى تنشقه الشعب السوداني وجعل منه أحلاما كالجبال الشاهقة التى يصعد عليها أبناؤه وأحفاده ليروا "سودان أخضر" ذا مظهر خلاب.
وفى الأخير فإننا نعول على حكمة وتسامح الشعب السوداني ذي الثقافة المتنوعة فى أن يستكمل حلمه فى دولة مدنية ديمقراطية قوية قائمة على التعددية.