فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على 7 أشخاص في بلجيكا وكينيا وتركيا، بتهم تمويل بتهم تمويل تنظيم داعش.
وعلق أسامة الهتيمي، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، مشيرا إلى أن القرارات التي شرعت الإدارة الأمريكية في اتخاذها حيال بعض الممولين المفترضين لتنظيم داعش والتي جاء أبرزها مؤخرا عبر وزارة الخزانة الأمريكية حيث فرضت عقوبات على سبعة في بلجيكا وتركيا وكينيا بتهمة دعم التنظيم هي إجراء طبيعي في أعقاب العملية العسكرية الموسعة في شمالي سوريا والتي نجحت بشكل واضح في تحقيق هدفها وإضعاف التنظيم إلى حد كبير وذلك انطلاقا من أن العمل على تجفيف المنابع المالية للتنظيم ستساهم بشكل قوي في الحد من قدراته التي تزايدت طيلة السنوات الماضية بعد أن نجح التنظيم في توظيف هذا المال في استقطاب أعداد كبيرة من العناصر في كل من سوريا والعراق ومن خارجهما أيضا للانضمام له والاصطفاف للقتال بين صفوفه.
وأضاف "الهتيمي" في تصريحات لـ"البوابة نيوز" اليوم الخميس، أن الإجراء الأمريكي ينطلق كذلك من إدراك أن بمقدور التنظيم أن يلتف على الأجواء السيئة التي شهدتها عناصره في الآونة الأخيرة الأمر الذي يصعب معها أن تعتمد كما كانت في السنوات الماضية على أموال النفط أو الضرائب والجباية التي كانت تفرضها على سكان المناطق التي كانت تخضع لسيطرة التنظيم وبالتالي فإن التنظيم مضطر أن يستحدث طرق أخرى للدعم والتمويل تتناسب مع الوضع الجديد.
وأكد "الهتيمي" أن الإدارة الأمريكية تركز على رصد الذين خلفوا فواز محمد جبير الراوي الذي كان يتولى وزارة المالية فيما يسمى بدولة الخلافة الإسلامية والذي قتل خلال غارة على البوكمال السورية في يونيو قبل عامين والذي استطاع أن يوفر ويرسل ملايين الدولارات لمقاتلي التنظيم..
وأضاف "بالطبع يكشف التنوع الجغرافي للذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات أن للتنظيم شبكة منتشرة في بلدان مختلفة ما يعني أن معركة تمويل التنظيم ستستغرق وقتا طويلا حيث العمل على الحصول على الأدلة التي تثبت المستهدفين مراعية في ذلك القوانين واللوائح التي تختلف من بلد إلى آخر بل ومراعية أيضا لحدود العلاقة السياسية بين أمريكا وهذه البلدان فضلا عن موقف كل بلد على حدة من تنظيم داعش".
وتابع أنه وفي المقابل فليس متوقعا أن تؤثر مثل هذه الإجراءات الأمريكية الجديدة تأثيرا كبيرا على نشاط وحركة التنظيم الذي وعلى الرغم من انهيار دولته إلا أنه تخفف من عبء الإنفاق على بناء مؤسسات الدولة المزعومة وأنشطتها ليعود من جديد إلى حرب العصابات وحروب الكر والفر ومن ثم الاختباء في صحراءالأنبار الواسعة أو جبال كردستان أو المزارع الشاسعة في كل من العراق وسوريا وهو تحركات لا تحتاج إلى كثير مال.
وقال إنه لا يمكن أن نتجاهل أيضا أن التنظيم قد استطاع وطيلة نحو 5 سنوات ماضية من أن يحقق ثروة هائلة وأن يشارك في استثمارات كبيرة في العقارات والسيارت الصرافة وغيرها فضلا عن تحويله كميات كبيرة من الذهب إلى بعض بلدان الإقليم وهو ما سيوفر له غطاء مالي كبير يغنيه عن الحاجات المالية لفترة ليست بالقليلة.
