الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وزارة التعليم تلغي تدريس المواطنة!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
• ولأننى من الذين يقولون: إن الإرهاب يبدأ فى العقل وينتهى فى العقل
• ولأننى من الذين يقولون: إن المعركة بيننا كشعب ودولة، وبين تنظيم الإخوان الإرهابى الدولى وفلوله وميليشياته هى معركة على العقل المصرى قبل كل شيء.
• ولأننى متفق تمامًا مع الرئيس السيسى فى أن (الوعى الزائف) هو أخطر تهديد للأمن القومى، وأنه كما ذكر الرئيس مؤخرًا (فى محاضرته لقيادات وأفراد الجيش) هو أهم وأخطر تحد يواجه أمنا القومي.
• ولأننى من الشغوفين سنويًا بمتابعة المقررات الدراسية التى تدرس لأبنائنا الطلاب وخصوصًا كتب الدراسات الاجتماعية واللغة العربية والتربية الدينية. 
• لذلك فقد عشت حياتى أراجع تلك المقررات وأنظر لما يغرس من خلالها فى عقول أبنائنا.
• ولأننى من الذين يعتبرون أن وزارة التعليم يجب أن تكون وزارة حرب وأن تكون فى طليعة المواجهة فى معركة الإرهاب الذى يكتوى به المصريون ويتهدد الوطن المصرى فى وجوده وبقائه، يريد أن يطيح به وباستقراره وأن يغير طبيعته وتاريخه وتراثه وخصوصيته الثقافية، ويهدمه فوق رؤسنا جميعًا. 
• لذلك فقد عشت أكتب مقالات صحفية عديده تحمل نفس العنوان (قراءة نقدية لمقرراتنا الدراسية)، وأطلب تغيير تلك المقررات وحقن تلك المقررات بقيم الحداثة والإنسانية وعلى رأسها قبول الآخر وغرس قيم الدولة والقانون والمساواة والمواطنة وبث الثقافة الدستورية والوعى القانونى والوطنى والإنسانى والتركيز على الأساس المصرى فى الشخصية المصرية مع عدم إهمال البعد العربى والإسلامى والإنسانى لها.
• عشت حياتى مثلًا أطلب وضع درس عن (المواطنة) فى مقررات الدراسات الاجتماعية لأبنائنا الطلاب، وكتبت كثيرًا فى هذا الموضوع المهم والأساسي، كما طالبت بأن يستمر ذلك الدرس من الرياض إلى الثانوية العامة تحت محتوى مرن ومختلف ومتغير ومتناسب مع كل مرحلة سنية لأبنائنا الطلاب، كما طالبت بترسيخ قيم المواطنة من خلال دروس القراءة والمطالعة والنصوص والبلاغة وطالبت بالاهتمام بشخص رائد التحديث ابن الصعيد وابن الأزهر الشريف الشيخ رفاعة الطهطاوى رائد الأفكار الثلاثة (المواطنة والدستور وتعليم البنات) تاريخيًا فهو أول من نادى تاريخيًا بهذا الثلوث المهم لبناء أى دولة حديثة فى كتب ثلاثة كتبها بعد عودته من البعثة الباريسية عام ١٨٣٢.
• ولقد كانت سعادتى بالغة عندما قررت وزارة التربية والتعليم أخيرًا الاستجابة، لمناداتى وغيرى فى هذا الشأن الوطنى حيث أعدت الوزاره فصلًا عن المواطنة والحقوق والواجبات ودولة القانون بدلا من دولة الفتوى التى يريدها الإخوان تحت عنوان (أنت والقانون)، هذا وقد تم ذلك فى مقرر الصف الأول الإعدادى ضمن مادة الدراسات الاجتماعية الفصل الدراسى الثاني.
وللأسف تم وضعه فى آخر الكتاب كآخر فصل يدرس ضمن مقرر شهر أبريل. 
• ولأننا نعلم أنه فى بلادنا (لا مدارس بعد مارس) وأن الوزارة مشكورة تعودت أن تسعد الطلاب والمعلمين وأن تلغى لهم آخر العام بعض الدروس وأن تمنع مجيئها فى الامتحانات فيهمل تدريسها من قبل المعلمين وتهمل مذاكرتها من قبل الطلاب ويحذر واضعى الامتحانات أن يتناولوا أى جزء منها، هذا وقد قامت الوزارة مشكورة هذا العام وممثلة فى مستشار الدراسات (الفذ) فى إصدار أوامرها بالدروس الملغاة فقامت بإلغاء تدريس المواطنة والحقوق والواجبات وأنت والقانون وأخطرت المدارس بذلك. 
عن طريق موقعها على شبكة الإنترنت وعن طريق موجهى الدراسات الاجتماعية الذين سارعوا إلى المدارس لإثبات ذلك فى السجلات الرسمية للزيارات بالمدارس. 
• ولقد تم ذلك فى وقت وظروف كنا نريد من مستشار الدراسات (الفذ) أن يتحلى سيادته بقليل من الحس الوطنى وبقليل من الإدراك لازمتنا ولظروفنا ولتحديات المرحلة التى نعيشها ولمعركتنا الوطنية الضروس مع الإرهاب ولدماء شهدائنا من الجيش والشرطة والمدنيين وأن يصدر سيادته تعليمات تؤكد على أهمية تدريس دروس المواطنة والحقوق والواجبات وأنت والقانون، وتؤكد على ضرورة شمول أى امتحان لهما كل ما يهم المعلمين والطلاب على حد سواء بتلك الدروس الخطيرة والمهمة فى هذه المرحلة الخطرة.
وعمومًا فإننى أطالب السيد الوزير بمساءلة هذا المستشار كما أطالب بنقل ذلك الفصل الأخير فى كتاب الدراسات إلى بداية الكتاب قبل طباعته للعام الدراسى المقبل، ويبدوا أن السادة الموجهين العموم بمكتب مستشار الدراسات فى غفلة شديدة من قضايا بلادنا ومعاناة شعبنا فالموضوع كاشف لغياب كبير لكل قيادات الدراسات الاجتماعية بالوزارة والمحافظات المختلفة.