بعد اغتيال العقيد القذافى بمؤامرة من حلف الناتو، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية نجحت المؤامرة الصهيوأمريكية فى الفوضى الخلاقة، ودعم الإرهابيين من داعش والإخوان من قبل أجهزة استخبارات الولايات المتحدة وإيطاليا، بالإضافة إلى قطر وتركيا، وكلنا يعلم كيف جاء فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى الليبى من الخارج فى سفينة حربية إيطالية ليحكم ليبيا بتوجهات غربية، ودون إرادة الشعب الليبى الشقيق من أجل تحقيق أهداف الاستعمار الحديث فى تمزيق وتقسيم الدولة الوطنية العربية. وفى القمة المصغرة فى مدينة باليرمو بإيطاليا فى نوفمبر العام الماضي، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى لقائه مع رئيس الوزراء الإيطالى جيوزيبى كونتى، أن أى مقترحات لحل الأزمة الليبية لا بد أن تشمل جميع الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية نظرًا لطبيعة الوضع المتشعب والمركب للأزمة، مشيرًا إلى ضرورة أن تكون تلك المقترحات متسقة مع الاتفاق السياسى وخطة المبعوث الأممى. وأكد السيسى ثوابت الموقف المصري، القائم على ضرورة التوصل لتسوية سياسية شاملة فى ليبيا بدعم من الأمم المتحدة يكون قوامها تنفيذ الاتفاق السياسى الليبي، بالشكل الذى يحافظ على وحدة ليبيا وسعادتها الإقليمية، واستعادة دور المؤسسات الوطنية وعلى رأسها الجيش الوطنى والبرلمان والحكومة، وتتيح الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات الليبية، لتحقيق مصالح الشعب الليبى فى عودة الأمن والاستقرار. وقد أكد البيان الصادر من وزارة الخارجية المصرية منذ أيام أن مصر تتابع ببالغ القلق الاشتباكات التى اندلعت فى عدد من المناطق الليبية، وناشدت جميع الأطراف ضبط النفس ووقف التصعيد. وقد أكد البيان موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأمم المتحدة والتمسك بالحل السياسى كخيار وحيد للحفاظ على الدولة الوطنية الليبية وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها. ولا تزال الولايات المتحدة مستمرة فى مؤامراتها بشأن ليبيا عندما طلبت من مجلس الأمن صدور قرار بمنع تسليح الجيش الوطنى الليبي، وهو ما يؤكد سوء النية تجاه الشعب الليبى. المشكلة أيضًا أن فايز السراج رئيس المجلس الرئاسى الليبى يحتضن جماعات مسلحة وإرهابية، وفى خطوة تؤكد سوء نيته، عندما دعا تركيا إلى إقامة قاعدة عسكرية فى ليبيا، وهو ما يعنى التهديد المباشر للأمن القومى المصري، وتناسى السراج أن تركيا وقطر كانتا ولا تزالا تدعمان التنظيمات الإرهابية فى ليبيا بالمال والسلاح، لإسقاط الدولة الوطنية لحساب المشروع «الصهيوأمريكي» الشرق الأوسط الكبير. وعندما شعر المشير خليفة حفتر منذ أيام بوجود مؤامرة تحاك ضد ليبيا من الجماعات الإرهابية فى ليبيا، وتحديدا فى طرابلس، قرر مواجهة الإرهابيين فى غرب وجنوب طرابلس من خلال عملية شاملة، وأعلن أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الوطنى الليبى سيطرة الجيش الليبى الكاملة على مطار طرابلس. وكان المتوقع أن ينحاز المجلس الرئاسى الليبى بقيادة فايز السراج للجيش الوطنى الليبي، لكن السراج انقلب على الجيش الوطنى الليبي، وبدأ فى تجميع كل العناصر الإرهابية فى ليبيا لمحاربة الجيش الوطنى الليبى. ويبدو أن الصراع على الثروات الليبية هو الذى أدى إلى تزايد الضغوط الداخلية والخارجية لاستمرار الوضع المتردى لمصلحة أطراف خارجية. أيضًا يبدو أن المجتمع الدولى أصبح يبحث عن مصالحه والدلائل تؤكد ذلك، فهناك أحد قادة الإرهاب فى ليبيا يشرف على إحدى منصات البترول فى ليبيا، ويقوم بتصدير النفط الليبى إلى إيطاليا، وهذه الواقعة تؤكد عدم رغبة إيطاليا فى مساندة ليبيا للقضاء على الإرهابيين من داعش والإخوان، وهؤلاء مثل تركيا وقطر أرادوا إعادة الإرهابيين للحكم بعد أن أسقطهم الشعب فى انتخابات ٢٠١٤. أيضًا الدعم الأمريكى لليبيا لا يذهب إلى الجيش الوطنى الليبي، ولكن يذهب إلى فايز السراج لدعم الإرهابيين الذين يدافعون عنه لهدم الدولة الوطنية، وليس من أجل محاربة الإرهاب كما تدعى الولايات المتحدة الأمريكية. الجيش الوطنى الليبى بدأ معركة مواجهة الإرهاب، «طوفان الكرامة» انطلقت من قاعدة الجفرة ووصلت إلى غريان وسيطرت على بلدة العزيزية حتى وصلت إلى مطار طرابلس وسيطرت عليه، وإن شاء الله تكلل المعركة بالنصر على الإرهابيين فى العاصمة طرابلس.
آراء حرة
ليبيا والأمن القومي المصري
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق