رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

الإعلام المصري يتوهج في الدفاع عن ميثاق الشرف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد أسبوع حافل قضيناه فى ربوع مصر الحبيبة تجولنا خلاله كوفد يمثل كل أطياف الصحف فى دولة الإمارات فى أهم وأكبر الصحف والمجلات المصرية، مرورًا بالإعلام المرئى المتمثل فى هيئة الإذاعة والتليفزيون المصرى وقوفًا على وكالة أنباء الشرق الأوسط واتحاد الصحفيين العرب، ومدينة الإنتاج الإعلامي. وتم تتويج هذه الزيارة بلقاء نقابة الصحفيين المصريين.
والعنوان الأهم الذى سطع وحضر ووقع فى قلبى وفكرى وأنا أتجول مع زملائى الصحفيين الكرام بين صالات التحرير فى الصحف ودهاليز الإخراج والإعداد والتقديم فى التليفزيون هو أن الإعلام المصرى يتوهج ويعمل بإخلاص للدفاع عن ميثاق شرف مهنة الإعلام وبالأخص الصحافة، وذلك من خلال التأكيد على الثوابت المهنية والترحيب بالتجديد، مما يعطى انطباعًا مفرحًا للزائر أن الإعلام المصرى يسير بخطى علمية مهنية مدروسة صحيحة، وهذا يبشر بالخير لأن أى تطور للإعلام المصرى سوف ينعكس وبدون أدنى شك إيجابيًا على الإعلام العربى، وذلك لما تمتلكه جمهورية مصر من تاريخ وإرث وخبرة طويلة وتخصص ومهنية يفتخر بها كل إنسان.
ولكى نقترب أكثر من هذا التطور والحماس والتجديد الذى لاحظناه فى بلاط صاحبة الجلالة، نتوقف مع تاريخ نشأة جريدة «الأهرام» كأول جريدة تأسست فى مصر عام ١٨٧٦م، وهى معلم ورمز وقلعة صحفية ومرجعية إعلامية كبرى، ليس على مستوى مصر بل على مستوى الوطن العربى والعالم، ونعرج لجريدة «اليوم السابع» التى تعتبر ضمن أحدث الصحف فى مصر ٢٠٠٨م، نلاحظ أن هناك تحديًا مشتركًا بين القديم والحديث، المتمثل بالسعى الجاد الرصين للدفاع عن جوهر الصحافة وميثاقها الأهم لدى القارئ وهو تحرى الدقة والأمانة والصدق والنزاهة، مع الترحيب بكل ما هو جديد ومتطور من تكنولوجيا وأفكار خلاقة تساهم فى تحسين مستوى الأداء، والسرعة لاسيما فى وقت أصبحت الكلمة فيه تتطاير كالشرار غثها وسمينها على وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الأخبار الكاذبة والمحرضة على الدمار وتشويه سمعة الأديان السمحة وضرب الديار الآمنة وبدون أى راع قانونى أو أخلاقي، لذلك ترى صحافة مصر قديمها وحديثها وكل وسائل الإعلام فيها ومن منطلق غيرتها وحبها وحرصها الشديد على وطنها وعلى سمعة ومكانة صحافتها المرموقة تعمل بدون كلل أو ضجر وبمسئولية تامة ووعى ومهنية كبيرين وإدراك من أجل أن تحافظ الصحافة فى مصر على كيانها كرمز للحقيقة ومصدر للكلمة الصادقة، وهذا لم يأت من فراغ أو عبث بل جاء كنتيجة طبيعية لتولى أصحاب الخبرة والاختصاص زمام الأمور وقيادة الصحف والإعلام بشكل عام بكفاءة عالية واقتدار تام، وأنا على يقين بعون الله أن مصر وبالتعاون والتنسيق مع دولة الإمارات سوف تظل تقود ركب الصحافة والإعلام فى الوطن العربى لأنها تعتمد على أسس قوية ومتينة وهى المهنية الصرفة مع احترام عقول البشر والتصدى بحنكة وحكمة بعيدا عن الكلام المبتذل المهين للحرية وأخلاق المهنة والجريدة قبل القارئ، وتفنيد كل ما هو دخيل على مهنة المتاعب ودحض أباطيله وكذبه بالبرهان والدليل الصحفى القاطع وهذا هو الميثاق الأهم لأى صحيفة تحترم نفسها وقراءها.
فهنيئا لجمهورية مصر ودولة الإمارات الإبحار معًا فى أشرعة العلم والمعرفة والإعلام وتوحيد روح التحدى والفكر التواق للتجديد والابتكار مع التأكيد على ثوابت المهنة باعتماد الحرية المسئولة واحترام عقل القارئ ونقل الكلمة الموثوقة النزيهة.