■ سألنى أحدهم: ما معنى موافقتنا على التعديلات الدستورية فى الاستفتاء المقبل؟! وما هى حاجة البلاد إليها أصلا؟ ومن المستفيد منها؟ وهل أنا مثلًا صاحب مصلحة، كى أذهب للجان وأصوت بنعم لتلك التعديلات؟ وماذا سيستفيد أولادي؟! وماذا ستسفيد بلادي؟!.
■ فقلت: موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على تحويل أى إرهابى معتدى على رجال الجيش (خارج) معسكراته وأثناء حمايته للمنشآت المدنية إلى المحاكم العسكرية، فالدستور بوضعه الحالى يا صديقى لا يحمى أبناءنا الحماية الكافية، فهو يتحدث فقط عمَّن يذهب ويعتدى على أفراد الجيش هناك فى معسكراته فقط، أما من يعتدى عليهم حاله نزولهم لحماية منشآتنا المدنية فالدستور الحالى يصمت ولا يعالج ذلك الوضع أبدًا.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على أن تكون (فترة) مدة الرئاسة الواحدة ٦ سنوات بدلا من ٤، فنحن لسنا أمريكا، أمريكا لديها ٥١ رئيسًا منتخبًا- رئيس فى كل ولاية- ورئيس مركزى ونظام حزبى عريق ومستقر ومنتج لمرشحين جاهزين.
■ موافقتك على التعديلات الدستورية هى موافقة للمواطن ابن مصر البار عبدالفتاح السيسى على أن يقدم أوراق ترشحه- إذا رغب- فى انتخابات عام ٢٠٢٢ وعدم حرمانه من حقوقه السياسية وعدم منعه من تقديم أوراق ترشحه- إذا رغب أن يكمل معنا ما أنجزه وما بناه، فهو ليس مجرم أو مسجل خطر، كى نحرمه من حقوقه السياسية، ولنترك الرأى والإرادة والسلطة للشعب ينتخبه أو لا ينتخبه، يكلفه أو يعفيه.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على عدم اختيار رئيس الجمهورية لوزير الدفاع إلا (بعد موافقة) المجلس الأعلى للقوات المسلحة عليه. دعمًا لاستقرار جيشك الوطنى ودعما لوحدته وتماسكه (مش كل رئيس ييجى يختار وزير دفاع على مزاجه).
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى تكليف للجيش بثلاث مهمات جديدة هامة، بالإضافة إلى مهمته الأصلية والتاريخية والتقليدية وهى الدفاع عن الوطن وهي: مهمة حماية الدستور، ومهمة حماية الديمقراطية، ومهمة حماية مدنية الدولة يعنى تفضل دولة وطنية للكل مسلم ومسيحى وغيره، وليس دولة للسلفيين فقط أو للإخوان أو لغيرهم.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على حصص للكل من مقاعد مجلس النواب تضمن تمثيل الجميع، وكل فئة تعبر عن مشاكلها وتدافع عن حقوقها ومصالحها، عمال، فلاحون، شباب، معاقون، مسيحون، مغتربون.
أى محاولة تمكين كل الفئات الضعيفة من الوصول للبرلمان الوطنى الكبير وحتى لا تحتكر فئة بعينها مقاعد البرلمان.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على إنصاف المرأة وإعطاءها حقها فى مقاعد البرلمان، وفى طرح معاناتها ومشاكلها وأن تدافع عن حقوقها، التعداد يؤكد أن المجتمع نصفه ذكور ونصفه إناث.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على أن يكون للرئيس نائب (يمشى البلد) فى حالة غيابه (وميحصلش فراغ)، حالة مرض الرئيس أو سفره، وهو اقتراح داعم للاستقرار طبعًا، وهذا النائب ليس له حق الترشح فى الانتخابات الرئاسية أو أن يحل البرلمان أو الحكومة.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على تعيين الرئيس للنائب العام من بين ثلاثة مستشارين كبار يختارهم المجلس الأعلى للقضاء، كى نضمن عدم وصول أى خلايا نائمة تابعة للتنظيم الدولى الإرهابى إلى منصات القضاء الشامخة العالية.
■ موافقتك على مقترح التعديلات الدستورية هى موافقة على أن رئيس الجمهورية يعين رئيسًا للمحكمة الدستورية من بين النواب الخمسة لرئيس المحكمه فقط. وهذا معناه أن ملفات النواب الخمسة يتم التحرى عنها بدقة فى أجهزتنا الأمنية، تأمينا لهذا المنصب الرفيع والحساس والخطير فالمحكمة الدستورية هى المرجعية وهى الحكم بين السلطات.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على أن تكون هناك غرفة ثانية للبرلمان (مجلس الشيوخ) (مجلس خبراء) تساهم فى البناء المؤسسى للدولة، يعين الرئيس ثلثها، فهناك خبراء تحتاجهم مصر بشدة ولا يخوضون الانتخابات أبدًا ولا يفكرون فى ترشيح أنفسهم.
■ موافقتك على مقترح التعديلات الدستورية هو موافقة على أن يكون هناك مجلس أعلى برئاسة رئيس الجمهورية للشئون (الإدارية) المشتركة بين جميع (الهيئات) القضائية التابعة للسلطة التنفيذية و(الجهات) القضائية التابعة للسلطة القضائية.
■ موافقتك على مقترح التعديل الدستورى هى موافقة على ضبط اختصاصات مجلس الدولة، لمراجعة وصياغة مشروعات القوانين التى (تحال إليه فقط) وليس كل مشروعات القوانين، إعمالًا لمبدأ الفصل بين السلطات والتكامل بين السلطات وحتى لا تطغى أو تجور سلطة على أخرى
■ فى النهاية قلت له انزل شارك. بلدك محتاجاك، محدش يملك تعديل دستورك غيرك، ديه سلطتك الحصرية.
■ انزل لو خايف على بلدك ومصالحك وعايز تأمنها زيادة وترسخ استقرارها وأمنها، انزل سد الفراغات الموجودة فى الدستور الحالى وعدله واعدله.
■ المفروض أننا تعلمنا من تجربة السنين الماضية بما فيه الكفاية وما حدث لنا، يكفينا، والمفروض طبعًا ألا يتكرر، تحياتى يا صديقى، ولنصطحب أسرتينا ولنذهب إلى الاستفتاء.
ولكن قبل ذلك عليك أن تقنعهم بتلك المهمة الوطنية العظيمة التى نحن بصددها.