يفتقر الطفل بعد وفاة والده، إلى مجموعة من الاحتياجات الأساسية، أهمها الأمان والحماية والتقويم السلوكي؛ الحرمان من أحد الوالدين أو كليهما، خاصة فى مرحلة الطفولة، أمر صعب للغاية، عاصفة تخلع قلوب الأطفال، أمر لا يمكن تخيل وحشته، إلا لمن ذاق مرارته، فعندما يموت الأب، الذى يعد بمثابة العصب والسند فى الحياة، يفقد الطفل الأمان، ويفتقد مصدرًا من أهم أركان حياته، لأنه فقد المقوم له، وكذلك الذى ينفق عليه، وإن فقد أمه ضاع الحنان من بين يديه وأصابه الإحساس بالضياع والتشتت، وبالتالى تتعرض الأسر للتصدع والاضطرابات بفقد أحد أعمدتها، وتختل العلاقات داخل الأسرة.
لذا ننصح باتباع بعض الطرق للتعامل مع الأطفال، الذين فقدوا أحد والديهم، وفى حالة وفاة الأب على الأم اتباع التالي:
يعتقد الطفل، فى كل الأحوال، أن الموت شىء مؤقت، لكنه يظل منتظرًا عودة الأب أو الأم أو الشخص الذى فقده، ويصطدم بالواقع حينما لا يعود من ينتظره، ويجب هنا توضيح الأمر بطريقة يستوعبها الطفل، بأن الموت لا رجعة منه، وبقياس الأمر على الحيوانات الأليفة والنباتات، وأن الطفل نفسه يعترف باستيعابه لاحقًا للأمر، وبأنه سوف يموت هو أيضًا.
يفتقر الطفل بعد وفاة والده، إلى مجموعة من الاحتياجات الأساسية، أهمها الأمان والحماية والتقويم السلوكي، لذا وجب على الأم أن تجتهد فى منح أطفالها الأمان وتسعى جاهدة لتعويضهم دور الأب قدر المستطاع، بالقيام بدور الأب كيفما استطاعت.
يجب على الأم أن تعزز شخصية أطفالها منذ السنوات الأولى من عمرهم، وأن تسهم فى تكوين شخصياتهم، وذلك باتباع الطرق الصحيحة للتربية وتعويض دور الأب، وتزويد الطفل بالنصائح والروايات التى تعزز من القدوة لديه، فتجعله ينتهج سلوكيات صالحة.
على الأم أن تسعى للتواصل مع أطفالها، وتخلق جوًا من الصداقة بينها وبين أطفالها، لتمنح الفرصة للأطفال للبوح بما فى داخلهم، وبالتالى التعرف على ما يؤرقهم وأيضًا الوصول لما يرضيهم.
تجتهد الأم فى إدخال البهجة والسرور بصفة مستمرة على الطفل فى شعوره بالفرح ونسيان حزن فقدان الأب ولو لفترة قصيرة، عن طريق إحضار بعض الهدايا والمأكولات وتنظيم الخروجات التى من شأنها أن تسعد الطفل.
فى حالة وفاة الأم يجب اتباع هذه النصائح لتخطى الأطفال الأزمة:
التحدث عن الذكريات أمام الطفل، سواء كانت مريرة أو مزعجة وأيضًا إذا كانت جيدة، بأن يقوم شخص كبير سنًا وذو تأثير فى حياة الطفل، بأن يرغبه فى الحياة من جديد، ويروى له ذكريات جيدة، ويتقرب منه ويحاول أن يدمجه فى حياته، ويتغلب على الماضى المؤلم بالنسبة له، ومن المهم أن يحتوى الشخصُ المعالجُ الطفلَ.
التقرب إلى الطفل من قِبل الشخص المعالج له، ومعرفة كل ما يحبه وما يزعجه، وذلك من خلال أقاربه ورفاقه فى المدرسة، وأيضًا استشارة الطفل ومناقشته فى كل الأمور التى تسعده ويرغبها أيضًا.
محاولة دمج الطفل مع أطفال توفيت أمهاتهم، والتوضيح له بأن مشكلته ليست فردية، وتجنب الأطفال الذين يسألونه عن موت أمه، لأن هذا يثير أحزانه من جديد.
فقد الطفل أمه يجعله هشًا قابلًا للكسر وضعيفًا، لذا تجب مواساة الأطفال واحتواءهم بالقدر الذى ينتشلهم من أى انكسار أو ضعف، والاستماع إليه فى حالة رغب فى التحدث عن ذكرياته مع والدته أو أى من الأمور التى يرغب فى الحديث عنها، لأن هذا سيمنح الفرصة فى التعرف على رغباته وما لا يريده.
مدرس علم نفس بجامعة القاهرة