قال الأقدمون ونقلها التقدميون منهم، عندما كانت المرأة المصرية مصرية فعلا ١٠٠ ٪ ثقافة وأسلوب حياة وتفكيرا كان (الرسامون) يخلدونها كما هو فى الحياة بشكلها المصرى فى مظهرها.
وتعتبر لوحات (محمود سعيد) (نوستالجيا) بالنسبة لنا الآن نرى فيها (مصر) الحقيقة التى لم نعرفها ولم نعاصرها.
مصر المصرية التى خنقت وتكفنت وتراجعت وتفسخت وتدهور بها الحال أن نرى فى شوارعها (متكفنات) باسم الدين متأثرات بالبدو!!
عندما تريد هدم مجتمع عليك (بالمرأة) فى هذا المجتمع فعندما يتراجع دور المرأة وتتراجع حريتها يتراجع معها (المجتمع) بأكمله.
والعكس صحيح أيضا لو تريد بناء مجتمع حداثى متحضر تقدمى عليك (بالمرأة) فيه فكلما تحررت من القيود وتساوت بالرجل وأصبحت حره كلما تقدم هذا المجتمع وشع بالأنوار.
لوحات (محمود سعيد) تظهر المرأة من كل الطبقات (حرة) يوم كانت مصر حرة، ولا وجود (للكفن) فى اللوحات لأنه لم يكن هناك (مصرية) تعرف أو سمعت عن (الكفن البدوى) وبالتالى (مصر) كلها لم تكن تعرف هذا (الكفن).
مش ده الموضوع خلينا مع احتفالات الدولة بالمرأة، عندما ألقت الدكتورة هالة السعيد وزير التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، كلمة أمام رئيس الدولة، خلال حفل المرأة والأم المثالية تناولت مراحل دعم الدولة للمرأة المصرية، مشيرة إلى رؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مضيفة أنه لدينا ٥٧٪ نسبة الإناث بين طلاب الجامعات، مؤكدة أن المرأة تتقلد الآن جميع المناصب القيادية فى الدولة، مشيرة إلى أن معدل البطالة بين الإناث وصل لأول مرة ٢١٪.
الفاضلة السيدة هالة أرادت أن تقول «كله تمام» دون أن تنتبه إلى ما قالته زميلتها وشريكتها الأستاذة الدكتورة مايا مرسى رئيسة القومى للمرأة قبل عدة أشهر: إن المؤشرات تدل على أن مشاركة المرأة الاقتصادية ليست على النحو المرجو. وأضافت مايا خلال كلمتها بورشة عمل عقدها المجلس بالتعاون مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، ورشة عمل تعريفية بعنوان «المرأة: تمكين وشراكة فى قانون الخدمة المدنية»، أن حجم قوة العمل بلغ ٢٨.٣ مليون فرد، وعدد المشتغلين من الذكور يبلغ ١٩.٩ مليون مشتغل، عدد المشتغلات من الإناث يبلغ ٤.٨ مليون مشتغلة.
وتابعت: «تمثل نسبة البطالة بين النساء حوالى ٣ أضعاف مثيلتها بين الرجال، حيث بلغت نحو ٢٤٪ بين النساء فى حين تنخفض إلى ٨،٦٪ بين الرجال، مضيفه أنه على الرغم من أن المرأة تمثل نصف نسبه السكان فى سن العمل إلا أنها تشارك بحوالى ٣٧٪ من الناتج المحلى الإجمالى السنوي، كما تبلغ نسبة السيدات اللاتى يمتلكن مشروعا صغيرا أو متوسطا نحو ١٨٪ من إجمالى عدد المشروعات
وأوضحت أن مصر وصلت إلى المركز ١٣٦ بين ١٤٢ فى تقرير الفجوة النوعية ٢٠١٥ بين الجنسين، وأشار التقرير إلى أن نسبة مساهمة النساء فى النشاط الاقتصادى ٢٠.٢٪ بينما الرجال ٧٩.٨٪، بينما اتسعت الفجوة النوعية فى الأجور لصالح الرجال بنسبة ١٣.٨٪ وقالت لزوم ما يلزم «كما اتخذ الرئيس عدة إجراءاتِ وقراراتِ مهمة تكفل للمرأة المصرية الحصول على جميع حقوقها، من بينها تكليف الحكومة وكل أجهزة الدولة والمجلس القومى للمرأة، باعتبار الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة ٢٠٣٠ هى وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة فـى هذه الاستراتيجية. وبحسب بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن عام ٢٠١٥، والتى ما زالت كما هى دون تغيير يذكر، أن نسبة الإناث هى ٥٥٪ من المتعطلين عن العمل من حملة المؤهلات الجامعية، ووصلت نسبة المتعطلات عن العمل لمدة ثلاث سنوات فأكثر من الإناث لـ ٥٨.٨٪. ومثلت نسبة الإناث من البطالة طويلة الأمد بين حملة الثانوية العامة والثانوية الأزهرية ٦٧.٨٪، ونسبة ٦٠.٥٪ من البطالة طويلة الأمد بين حملة شهادة التعليم الفني. وفى تعداد البطالة لمدة عامين متتالين على الأقل، بلغت نسبة الإناث ٦٦.١٪ من العاطلين عن العمل. ورغم أن فترة الشباب تعد الفترة المثلى للعمل، إلا أن ٨٤.١٪ من البطالة بين صفوف الإناث تتمثل فى الفئة العمرية من (٢٠-٣٩) عامًا للنساء. وفيما يتعلق بحقوق العمل، أظهر التقرير الإحصائي، أنه بين كل ١٠ إناث فإن هناك ٤ إناث يعملن مقابل أجر نقدي، و٣ إناث يعملن دون مقابل أو أجر، و٢ من الإناث عاطلتان عن العمل.
ومن بين كل ١٠٠ أنثى عاملة، هناك ٣ متعطلات عن العمل سبق لهن العمل، و٢١ أنثى متعطلات ولم يسبق لهن العمل.
وازدادت نسبة البطالة فى صفوف النساء لتصل لـ ٢٤.٢٪، بزيادة قدرها ٠.٢٪ مقارنة بـ ٢٠١٤، حيث وصل عدد العاطلات لـ ١.٦٢ مليون سيدة بزيادة نحو ٢٦ ألف عاطلة عن العمل. وبحسب الإحصاء الرسمي، فإن الإناث يساهمن فى النشاط الاقتصادى بنسبة ٢٢.٥٪ فقط، و٦٢.٧٪ من الإناث العاملات يقع عملهن فى إطار القطاع الخاص، بينهن ١٨٪ يعملن داخل المنشآت، و٤٤.٧٪ يعملن خارج المنشآت. فى الوقت نفسه قالت الدكتورة غادة والى وزيرة التضامن: إن نسبة البطالة بين النساء أربعة أضعاف الرجال فى المؤتمر الدولى السنوى الثالث لجمعية سيدات أعمال مصر «سيدات شركاء النجاح» بمقر جامعة الدول العربية، أن المرأة فى الوطن العربى تمثل ٢٥٪ من قوة العمل فى حين أن متوسط النسبة عالميا ٤٠٪ وأن ترتيب مصر ١٣٢ من ضمن ١٤٤ طبقا لآخر إحصائيات المنتدى الاقتصادى.
المفارقة الجميلة هى أن هناك العديد من الدول اهتمت بالمرأة أقل كثيرا منا، منها البحرين، حيث تشغل السيدات ٤٠٪ من الوظائف العامة منها ٥٧٪ من الوظائف فى الإدارة العليا!