السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

لـيـبـيـا إلـى أيــن؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ عام ١٩٩٥ بدأ عدد من شباب جماعة الإخوان فى «ليبيا» شد الرحال والسفر لأفغانستان من أجل الانضمام لتنظيم القاعدة، وأمضوا فى أفغانستان سنين طويلة تدربوا خلالها فى مُعسكرات التنظيم على يد «أسامه بن لادن وأيمن الظواهرى»، وبعد أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ وتفجير مبنى مركز التجارة العالمى، تم مُطاردة عناصر التنظيم وصدرت لهم التعليمات بالعودة إلى بلدانهم، فعاد أعضاء تنظيم القاعدة الليبيين إلى ليبيا، بعضهم قُبض عليهم وتم تسليمهم للولايات المتحدة الأمريكية، وتم حبسهم فى «سجن جوانتانامو» وتم التحقيق معهم طوال أكثر من ثلاث سنوات من المدة من عام ٢٠٠٢ حتى عام ٢٠٠٥، بعدها خرجوا من السجن وكأنهم شخصيات جديدة فى رداء جديد وهو «الإرهابيون الجُدُد»، أو «الإرهابيون المودرن»، وتم استخدامهم كـ «وقود» لما يُطلق عليه بـ (الفوضى الخلاقة) لتمهيد الأرض لإحداث تغيير فى دول الشرق الأوسط، وفى ليبيا وبعد عودة هذه العناصر المُتطرفة شكلوا تنظيمًا يسمى بـ(الجماعة الإسلامية المقاتلة المسلحة) تحت قيادة «عبدالحكيم بلحاج» العضو السابق فى تنظيم القاعدة، ودخلوا فى صدامات لسنوات مع نظام «معمر القذافى»، حاربوه فى معارك فى جنوب ليبيا، تم قتل أعضاء منهم، وسجن آخرون، ثم دخلوا فى مفاوضات مع «نظام القذافى» بعد وساطة من كل من (يوسف القرضاوى ومحمد حسان وصفوت حجازى وعائض القرنى)، وبالفعل نجحت المفاوضات وتدخل فى المفاوضات على الصلابى الرجل الإخوانى القوى فى ليبيا والمُقيم فى دويلة «قطر» وصاحب النفوذ على «عبدالحكيم بلحاج» قائد تنظيم الجماعة الاسلامية المقاتلة، وبمقتضى المفاوضات حدثت مراجعات للجماعة الاسلامية المُقاتلة المسلحة، ووعدوا بعدم العودة للعنف وعدم حمل السلاح مقابل حصولهم على أموال وسكن خاص وحصلوا على فيلات للمعيشة ومرتبات شهرية بالدولار وعقدوا عدة جلسات مع سيف الإسلام نجل القذافى.
مع بداية عام ٢٠١١، بدأت الأمور فى ليبيا تتبدل وتنشط الفوضى، وكانت «الجماعة الاسلامية المقاتلة المسلحة» فى مقدمة الصفوف وجاءت لهم الأموال من (قطر) عن طريق الليبى الإخوانى «على الصلابى» الذى حصل على الجنسية القطرية واعترف بذلك فى حوارات تليفزيونية كثيرة، وفى لمح البصر: أصبح «بلحاج» ورفاقه نجوم الأحداث فى ليبيا عن طريق قناة الجزيرة ونُسب لهم الفضل الأول فى تحرير المُدن الليبية والسيطرة على «بيت العزيزية» محل إقامة القذافى، وسرعان ما سيطروا على مطار (معيتيقة)، وسيطروا على السلاح المتواجد فى مخازن السلاح التابعة للقذافى، واقتحموا أقسام الشرطة، وسيطروا على الأجهزة الأمنية وحصلوا على وثائق جهاز الأمن الداخلي وجهاز المخابرات الليبيين، وقاموا بتسليم هذه الوثائق لـ«قطر» مقابل ملايين الدولارات، وأسس «عبدالحكيم بلحاج» شركة الأجنحة البيضاء بعد سيطرته على (مطار معيتيقة)، وأسس حزب الوطن وأصبح رئيسًا له، ورفض تسليم سلاح تنظيمه، وتم توليه منصب «رئيس المجلس العسكرى الليبى»، واستغل نفوذه فى الحصول على حصة من المناصب الكبرى فى ليبيا، وقام بتعيين نائبه فى التنظيم وهو «خالد الشريف» فى منصب وكيل وزارة الدفاع.
انتشرت التنظيمات المتطرفة فى ربوع ليبيا وتحديدًا فى «درنة» و«بنى غازى» و«مصراتة» و«الزنتان» نتيجة غياب المؤسسات الأمنية والسيادية، وسيطر الإرهابيون على عدد من المدن، وأصبحت «درنة» معقلا للإرهاب، وجاءت وفود من الإرهابيين من دول عديدة وأقاموا فى (درنة) ومن هذه التنظيمات الآتى:
ـ أنصار الشريعة: بقيادة عضو تنظيم القاعدة الليبى «سفيان بن قمو»
ـ مجلس شورى مجاهدى درنة: بقيادة الإخوانى «سالم دربى» الذى قُتل فى إحدى العمليات العسكرية، وتولى بعده «هشام عشماوى» قيادة الجناح العسكرى للتنظيم لكنه قبض عليه حيًا، ويضم التنظيم أيضًا «عمر رفاعى سرور» الذى تولى مسئولية الفتوى والتشريع وتم قتله فى العمليات العسكرية بين التنظيم والجيش الوطنى الليبى فى درنة.
ـ تنظيم داعش: الذى ضم متطرفين جاءوا من سوريا.
واعتبر «تنظيم مجلس شورى مجاهدى درنة» أن (إمامهُم ومُفتيهم) هو الشيخ الصادق الغريانى، وهو قيادى إخوانى قُطبى مُتشدد، ويعادى مصر، ويمدح قطر، وله تسريبات هاتفية مع عدد من الإخوان وهم يتصارعون على الأموال التى تأتى لهم من قطر.
كانت هناك مجموعات مُسلحة موجودة فى الغرب الليبى جميعها من المنتمين لجماعة الإخوان، قرروا الانضمام معًا فى كيان واحد أطلقوا عليه اسم «البنيان المرصوص»، زاروا «قطر» مرات عديدة والتقوا مسئولين قطريين كثيرًا، وصدرت بيانات رسمية قطرية تقول نصًا: نُدعم قوات البنيان المرصوص تمويلًا وتسليحًا وأن الأمير تميم أكد ضرورة دعمهم.
لا ننسى أن نذكر أن هناك حظرا دوليا على تسليح الجيش الوطنى الليبى، فى الوقت الذى تتلقى فيه التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة كل الدعم من دول بعينها ودول إقليمية معروفة. لذا نتمنى أن تخرج ليبيا من محنتها، وتطرد الميليشيات المسلحة من أراضيها، وتنجح فى فرض إرادة شعبها، وتنعم بالأمان، وتزدهر وتستطيع بيع بترولها ليعم الخير على أبنائها، ويكون هناك حل سلمي، وتنجح أيضًا فى رفع حظر التسليح عن جيشها الوطنى حتى تعود ليبيا مستقرة.