حملوا أحلامهم على ظهورهم اعتقدوا أن الحلم يتحقق هناك خلف تلك البحار والمحيطات، حيث الحياة بشكل آخر... مال وفير يجعلهم يهربون من الفقر إلى عتابات الثراء، ظنوا أن البعد عن الأوطان هو الأمل، ولو عرضوا حياتهم للموت، هربوا من الفقر -على حد ظنهم- فانتظرهم الموت في باطن البحر.
محاولات لا تنتهي من الأجهزة الأمنية لمنع هذه الجريمة حيث ألقت قوات الأمن القبض على عدد من الشباب الذين حاولوا الهجرة غير الشرعية، حيث أكدت التحريات الخاصة بإدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية أن أحد الأشخاص قام بمحاولة تهريب مجموعة من الشباب بطريقة غير شرعية بموجب استصدار تأشيرات دخول سياحة إلى أحد الدول العربية ومنها إلى إحدى الدول الأوروبية، وذلك مقابل مبالغ مالية تصل إلى 50 إلى 100 ألف جنيه، وذلك يوم 4 أبريل خلال الشهر الجاري، كما حدثت العديد من المحاولات الأخرى التي باءت بالفشل.
في هذا السياق يقول الدكتور إبراهيم مجدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس أن للهجرة غير الشرعية العديد من الأسباب لعل أبرزها الأسباب الدينية والاجتماعية والأسباب الدينية مثل عدم الالتزام بتعاليم الأديان السماوية والعمل الجاد والتحرك الصحيح للوصول إلى المال أو الراحة والسعادة في الحياة، كما أن هذا لا يمنع أيضا أن الفقر والجهل ربما يكونوا أحد الأسباب الرئيسية في هذا الأمر حيث أن الفقر والجهل يمكن أن يتسببوا بالعديد من المشكلات وتعتبر مشكلة الهجرة الغير الشرعية أبرزها.
وأكمل "مجدي" أنه تتمثل الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى الهجرة غير الشرعية في عدم وجود الترابط الأُسري، وقلة وجود توافق بين العادات والتقاليد، أو الضعف في الروابط الاجتماعية بين الأهل وبعضهم أو الأصدقاء، ويمكن أن يكون السبب وراء الهجرة غير الشرعية هو وجود تفرقة ما بين فئات المجتمع أو بين الطوائف التابعة له، وقد يهاجر الإنسان بسبب وجود أشخاص مقربين له في تلك البلاد أيضا بحثا عن حياة أفضل، ومن هذا المنطلق نؤكد علي أهمية الروابط الاجتماعية في منع حدوث هذه المخالفة.
بينما أوضح اللواء محمد نور، الخبير الأمني، أن مصر تهتم كثيرا بمكافحة الهجرة غير الشرعية ليس علي المستوي المحلي فقط بل علي الصعيد الدولي والعالمي أيضا، حيث وجد هذا الملف الهام والخطير اهتمام كبير جدًا من قبل القيادات المختلفة، مشيرًا إلى أن الدول تركز على حماية الشواطئ الدولية من الهجرة غير الشرعية، للحد من وقوع ضحايا وقتلى نتيجة هذا الأمر، كما أن مصر من أكبر وأكثر الدول التي تبذل جهود لحماية المهاجرين غير الشرعيين.
وتابع نور، أنه لابد من التعاون من كافة الجهات والقوى التي تكافح الهجرة غير الشرعية، سواء كانت الشرطة أو القوات المسلحة أو حرس الحدود وغيرها داخل مصر وخارجها، موضحًا أنه هناك منظومة متكاملة لمكافحة هذه الظاهرة، تهدف إلى مساعدة المهاجرين والحد من الظاهرة التي تودي بحياتهم، مثنيًا على جهود مصر الأخيرة في هذا الملف.
