عندما ترشح عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية بناء على رغبة الملايين من الشعب الذين كانوا يهتفون فى ميادين الثورة «انزل يا سيسى.. مرسى مش رئيسى» و«يسقط.. يسقط حكم المرشد».. تحدث الرئيس للشعب قائلًا: «أنا واحد منكم....»، وصدق الرئيس القول، فبالرغم من قسوة الإصلاح الاقتصادى الذى نجحت مصر فى تطبيقه إلا أن الرئيس السيسى كان حريصًا على الطبقات الفقيرة ومحدودة الدخل وأصحاب المعاشات من أن يتأثروا كثيرًا بقرارات الإصلاح، وكان الرئيس شديد الحرص على الارتقاء بالإنسان المصرى من خلال منظومتى التعليم والصحة، وفى هذا الصدد وجه الرئيس بالنسبة لمنظومة الصحة بسرعة الانتهاء من المشروع القومى للتأمين الصحى الشامل، وقد أعلنت وزيرة الصحة أن الحملة القومية لعلاج فيروس «سى» لا تزال مستمرة وتم الكشف على ٤٤ مليون مواطن وهى الحملة التى أطلقها الرئيس السيسي. وكانت مبادرة الرئيس السيسى «سجون بلا غارمات» بدعم من صندوق «تحيا مصر» تأكيدًا على أن الرئيس يحمل هموم المرأة المصرية حيث تم الإفراج عن ٧٠ غارمة من صندوق «تحيا مصر»، وبلغ عدد الذين شملتهم مبادرة الرئيس خلال الفترة الماضية ٦ آلاف غارم وغارمة مقابل ملايين الجنيهات من صندوق «تحيا مصر». وكان أهم مبادرات الرئيس السيسى بالنسبة للمصريين القضاء على العشوائيات وإقامة عمارات لهم وسكن كريم مجهز بكل الإمكانات، ووعد الرئيس أن مصر سوف تكون لهم خالية من العشوائيات تمامًا إن شاء الله. وسعى الرئيس من خلال تحقيق منظومة العدالة الاجتماعية أن يتم توسيع قاعدة مظلة الحماية الاجتماعية، حيث تم رصد استثمارات بقيمة ٨٥٫٥ مليار جنيه، ومبلغ عدد الأسر الفقيرة التى استفادت من الدعم النقدى غير المشروط نحو ٣٫٦ مليون أسرة، وزاد المستفيدون فى مجال التأمينات الاجتماعية إلى ٩٫٥ مليون مستفيد، كما تم توفير سكن كريم لـ ١٥٠ ألف أسرة وبالتعاون مع القطاع الخاص تم تنفيذ ٥٠ ألف حضانة منزلية لدعم التعليم ما قبل الابتدائى، وقامت وزارة التضامن بزيادة الدعم النقدى المشروط، «تكافل وكرامة» وتم صرف ٧٫٧٤ مليار من أجل «تكافل وكرامة». وكان لشباب مصر نصيب كبير من اهتمامات ورعاية الرئيس السيسى من خلال مؤتمرات محلية وعالمية وبرنامج رئاسى لتدريب الشباب لتمكينهم من القيادة. وكانت بداية الثقة بين الرئيس والشباب عندما فاجأ الجميع وشرع فى إطلاق أول مؤتمر للشباب بشرم الشيخ فى أكتوبر ٢٠١٦ تحت شعار «إبداع»، ثم شهدت مدينة أسوان المؤتمر الثانى للشباب فى يناير ٢٠١٧ لمواجهة التحديات والمشاكل لتى يتعرض لها صعيد مصر، وشهدت مدينة الإسماعيلية المؤتمر الثالث وتناول ٤ محاور هى: مواجهة ارتفاع الأسعار وآفاق التنمية المستدامة فى قطاعى النقل والإسكان وآفاق التنمية بمحور قناة السويس ومحاكاة مراحل الاقتصاد المصرى، ثم جاء مؤتمر الإسكندرية الرابع للشباب، وكرم فيه الرئيس عددًا من شباب المبدعين والمتميزين فى كافة المجالات، كما احتضنت مصر منتدى شباب العالم الأول فى نوفمبر ٢٠١٨ بمشاركة أكثر من ٣ آلاف شاب من ١٠٠ دولة وبحضور عدد من رؤساء وملوك العالم، وخرج المنتدى بعشر توصيات أبرزها وضع استراتيجية لمواجهة التطرف والإرهاب ومحو الأمية.
وفى نوفمبر ٢٠١٨ احتضنت مصر منتدى شباب العالم فى نسخته الثانية بشرم الشيخ، وضم المنتدى أكثر من خمسة آلاف شاب وفتاة. ويعتبر البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة من أهم المكتسبات التى حققها شباب مصر خلال الفترة الماضية، كما إنحاز الرئيس السيسى لأصحاب المعاشات فى قرار تاريخى عندما طلب من وزارة التضامن سحب الاستشكال على حكم «الإدارية العليا» بشأن العلاوات الخاصة الخمسة لأصحاب المعاشات وتنفيذ التسوية اعتبارًا من موازنة العام الحالى الجديد، ولم يكتف الرئيس السيسى بكل هذه القرارات لمساندة المصريين محدودى الدخل، لكنه قرر زيادة المخصصات للبطاقات التموينية لحماية محدودى الدخل من آثار الإصلاح الاقتصادى إلى نحو ٨٧ مليار بنهاية عام ٢٠١٨. وأخيرًا كان الإنجاز التاريخى للرئيس السيسى بحزمة قرارات لرد الجميل لشعب مصر العظيم الذى تحمل وصبر على الإصلاح الاقتصادى، وأعلن الرئيس زيادات تاريخية فى المرتبات والمعاشات وأكبر حركة ترقيات للموظفين فى مصر، حيث قرر منح جميع العاملين بالدولة العلاوة السنوية بنسبة ٧٪ وعلاوة إضافية استثنائية ١٥٠ جنيهًا، ورفع الحد الأدنى للأجور من ١٢٠٠ إلى ٢٠٠٠ جنيه، وزيادة المعاشات بنسبة ١٥٪ وبحد أدنى ١٥٠ جنيها ورفع الحد الأدنى للمعاش إلى ٩٠٠ جنيه،، كما وجه الرئيس لوزير المالية بالبدء فى رد المديونيات لصناديق المعاشات. كل الشكر والتحية والتقدير لقائد مصر على رعايته شعبه الذى تحمل كل تبعات الإصلاح الاقتصادى، وتحية لشعب مصر العظيم الذى يحصد اليوم ثمار الإصلاح الاقتصادى بقرارات تاريخية رئاسية.