ألا نحلم جميعًا بالعيش فى بيئة نظيفة؟ بأن نتمتع برؤية مناظر مريحة للعين فى شوارعنا؟
فاجأتنى بعض الأخبار والبيانات عن القمامة وتنظيفها فى الفترة الأخيرة، فأردت مشاركتها مع من يقرأ الآن.
فى تقرير لوزارة البيئة عام ٢٠١٣ قُدرت قمامة مصر بـ٧٠ مليون طن سنويًا بواقع ٤٧ ألف طن يوميًا، ويشير المركز القومى للبحوث الاجتماعية، إلى أن قمامة مصر تعد الأغنى على مستوى العالم من حيث المواد العضوية، فالطن منها يحقق عائدًا يصل لحوالى ٦ آلاف جنيه، لما يحويه من مواد تقوم عليها صناعات تحويلية، ويمكن النظر لهذه الأرقام فى إطار توسيع مدى استغلال القمامة كثروة كبيرة تنتظر من يحصدها.
وبالتوازى مع ما سبق، نجد أنه توجد فى مصر ٧٥ شركة وطنية تم تأسيسها من قبل الزبالين التقليديين الذين يعرفون أحياء مصر وطبيعة حركة القمامة فيها جيدًا، وهى شركات تشق طريقها بشكل مثابر، يُضاف لها مشاريع قليلة للتخلص من القمامة التى يقوم بها سكان بعض الأحياء فى العاصمة والأقاليم التى تفرض على ساكن كل حى أن يتخلص من قمامته على نحو يتفق عليه أهل الحى، مثل الاتفاق مع الزبالين المختصين بهذا الحى على طريقة ملائمة لجمع القمامة.
لعل مشكلة القمامة عكست لبعض المتخصصين فى أحيان كثيرة فكرة مفادها أن عمال النظافة هم مفتاح نجاح عملية التنظيف، لذا أقام فندق شهير بإمارة الفجيرة بالإمارات العربية المتحدة، مأدبة إفطار لخمسين من عمال النظافة فى أجواء بالغة الترحيب بهم تقديرًا لجهودهم، كما قامت بلدة (سوق الشيوخ) العراقية مؤخرًا بإقامة نصب تذكارى لعمال النظافة فى سابقة جديدة على العالم العربى.
وفى هذا الصدد يشير تحقيق صحفى، نشرته مؤخرًا إحدى الصحف المصرية، لترحيب عدد من عمال النظافة المصريين بالحصول على وجبة ساخنة تلقاء قيامهم بعملهم، وشجعوا على تنفيذ هذه الفكرة التى ابتكرتها إحدى الجمعيات الألمانية، وذلك لتشجيع العاطلين على المشاركة فى تنظيف الشوارع وإيجاد مصدر طعام لأطفال الشوارع، بالإضافة لإيجاد عائد مرضٍ لهؤلاء العمال أنفسهم، ويمكن أن نستنتج هنا أهمية التعامل المباشر مع العمال فى تحقيق المزيد من النجاح من وراء عملية التنظيف.
تشير كل الأخبار والأرقام السابقة إلى أن الوحدة الأساسية فى منظومة التنظيف هى عامل النظافة الذى يعرف دورة حياة القمامة بكل خباياها فى أحيائها المختلفة ؛ لذا فالحرص على أن يكون مشاركًا فعالًا فى تلك المنظومة يمكن أن يكون حلًا مفيدًا لمشاكل التنظيف، وكلما زادت درجة مشاركته ربما يزيد نجاح عمله، فإن أردت تنظيم الصيد عليك أن تسأل الصيادين عن عادات السمك وعاداتهم.
