الأحد 17 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المشاركة بين احتياجات الفرد والدولة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عنوان مهم ومؤثر في مسار الدولة.. وأعتقد أن المشاركة شريان تمر من خلاله عناصر حياة وبقاء للدولة، ولدينا إشكالية بتغيب شرائح مجتمعية معينة عن المشاركة.. مرة كإسقاط وأخرى لعدم الاهتمام بالتعمق فى معظم الملفات التى تنطوى تحت تلك العناوين.. جهات تقع عليها مسئولية غياب تجمعات أو فئات تحت أى ظرف من القيام بدورها السياسى والذهاب لصناديق الانتخابات، رغم أن اللوم فى النهاية يذهب لغيرها.
جذب فئات المجتمع للمشاركة السياسية أو حتى الاجتماعية يعود إلى أننا لا نهتم بعمل تواصل دائم.. وخلق آليات جديدة تنسجم مع التطوير فى أدوات الاتصالات أو غيرها.
ما زالت أدواتنا فى جذب الفئات المستهدفة لم تتغير من عشرات السنين.. ننتظر لما قبل الحدث بشهرين ثم نتحرك والتحرك هنا محدد فى مؤتمر وكلمتين وهتاف ولافتة وتصفيق.
فالنتيجة لهذا السلوك ما نراه من غياب شريحة أو تراجع الاهتمام أو التركيز واصطناع المشاكل وبث ونشر الشائعات.
المشاركة هنا ببساطة تعنى أن تجذب المواطن بطريقة ما إلى الحقائق الموجودة بالبلد لتصل به إلى نقطة اتفاق من خلالها يقتنع بالتنمية كفائدة مباشرة، وبالتالى نضمن المساندة.. ويتطور إلى الإيمان بها ثم الدفاع عنها.. الاقتناع أمر فى غاية الصعوبة، خاصة لو جاء من طرف الحكومة أو الرسميين ولا يحتاج جهدا لو أنه جاء من طرف أقلية متطرفة أو حزبية أو معارضة.
أعلم أيضًا أن الأغلبية سواء كانت حزبية أو تحت أى مسمى عادة ما تتعامل بتكاسل مع عملية الترويج لأهدافها والتواصل مع الناس.. بالطبع الأسوأ أن هذا الكسل يمنع أمورا مهمة بشأن المشاركة بكل صورها ومنها تباطؤ فى تحديد الأهداف، خلق عقيدة كباعث لتوحيد الرؤى والإقناع وبالتالى الاقتناع.
الأغلبية قد يعطل عملها ويلغى اجتهادها غرورًا بأنها تملك الأكثرية، ولا داعى للانزعاج هذا الطرح يلقى بظلاله على ما يسمى بالمشاركة والتى هى انعكاس للجهد المبذول للتوضيح والشرح والاقتناع بما يتم الترويج له، ويؤدى للإيمان بالدولة، ويتبعه أن يكون المواطن موجودًا فى المواقف مساندًا فى البناء والتنمية وحماية البلد.
على المنوط بهم دراسة تلك الإشكالية، ووضع خطط طويلة الأمد ومستمرة للوصول إلى نقطة تلاقى مع الجميع تتيح الانسجام الفكرى والعملى مع خطوات العمل والمواقف.
إذًا الدعوات المتأخرة بشأن الترويج بالمشاركة أو غيرها فى غاية الخطورة، وأذكر أن هناك انتخابات على المستوى الأقل بإحدى الهيئات، أحد المرشحين ذهب لعدد من أفراد العائلة طالبا الدعم وكانت المفاجأة والرد منهم أن المنافس زارهم بدرى وارتبطوا معه بكلمة.. والأمر هنا يوضح أن الشرح والترويج المبكر لأى خطوات مصيرية تتطلب مزيدًا من المشاركة والمساندة الشعبية، ويجب أن تكون التحركات طبقا لخطة مبرمجة زمنيًا ومستمرة فى ظل تغير عناوين الأهداف المطلوبة.
الناس فى بلدى طيبون.. ومصر تحديدًا بلد الأديان والكتب السماوية والأنبياء.. بلد لو قرأنا تاريخها بتمعن لعلمنا أنها بداية الحياة.. والتاريخ والجغرافيا وأهلها متدينون بالفطرة.. مرتبطون بالأرض، ومترابطون إلى يوم الدين.. فهذا الإرث يسهل من تحقيق أى خطط للجذب خاصة ما يتم الترويج له بأن المشاركة تحمى المواطن والبلد.
انزل وشارك فى حماية بلدك، فى تدعيم قيم الحق والعدل.. فى استمرار تنفيذ أكبر وأضخم برنامج تنموى بمحافظات مصر كلها.. فالتعديلات الدستورية ما هى إلا حماية للاستمرار فى خطط تقوية البلد وحمايتها.. وتقوية الجيش بتنوع مصادر السلاح والقوة.. واستصلاح الأراضى لتعويض ما تم فقده من يناير، وزيادة مساحاتها لتلعب دورًا إنتاجيًا فى توفير الغذاء للبلد.
فى الطرح الواضح بضرورة القضاء على الفوضى المعيشية وتوحيد الفرص وخلق عدالة فى تقديم الخدمات، مع تنفيذ برامج تنموية ومساعدات متنوعة للطبقات التى تعانى.
الملاحظ أن الدولة هنا، ورغم كل ما أصابنى وأسرتى شخصيًا من التغيرات الاقتصادية والمعاناة فى المعيشة، لكن لاحظت أن الجهود المبذولة للإصلاح تمتد لتشمل المجتمع ككل، وبالتالى تنعكس على المجتمع وليس فئة ما.. أنا أرى أن التحولات التى تضرب المجتمع بشأن التغيرات الاجتماعية مفيدة كتصحيح مسارات، بالطبع ليس من المعقول أن يتحول موظف لا عمل له إلا وظيفته إلى مليونير، وغيره من نماذج متعددة تتربح من القرارات بحلول مؤقتة، وكأنها لصالح أشخاص بعينهم. القوانين والقرارات الآن تطبق على الجميع، وستكون دافعًا لبذل الكثير من الجهد والعرق من جانب الجميع ليحتل مكانة يستحقها.
أرى أيضا نهاية الفرص غير العادلة، من ناحية التربح أو الحصول على خدمة ليست من حقك، وأيضًا التساوى أمام القانون.
من منا غير سعيد بشبكة الطرق الحديثة بالمدن الجديدة فى قنا وأسيوط وسوهاج والإسماعيلية ودمياط والمنصورة وبورسعيد.
من منا غير سعيد بأن الجيش المصرى يسيطر على سماء مصر والمياه الإقليمية ويحمى الوطن والمواطن.
كلنا سعداء.. ويجب أن نساعد فى الشرح للناس بكل الطرق لنصل لتطبيق المشاركة كما ينبغى.