تجسدت روح الأخوة والمحبة الصافية بين دولة الإمارات وجمهورية مصر فى ذلك اللقاء الذى جمع نخبة من أهل الفكر والقلم، العاملين فى مختلف قطاعات الصحافة والإعلام فى قارب النيل على أضواء عاصمة الفخر والاعتزاز وشموخ التاريخ «القاهرة»، وذلك خلال حفل العشاء الذى أقامته جمعية الصحفيين فى دولة الإمارات على شرف المؤسسات الصحفية والإعلامية فى مصر، وكان الأهم فى هذا اللقاء تلك الروح الحميمة التى غطت المكان، والطاقة الإيجابية التى سرت فى المشاعر، لتبرهن من جديد على نموذج العلاقة المميزة التى تربط الدولتين والشعبين الشقيقين.
كان لقاء مفعمًا بالود والوفاء وجمع رموزًا من الأقلام والقامات الصحفية من أهل الخبرة والمهنية الصرفة، وكانت فرحتنا كبيرة بحضور لفيف من زملاء المهنة الذين جمعتنا بهم السنين فى وطن الخير دولة الإمارات وتركوا بصمة واضحة فى صحف الإمارات وأفنوا عمرهم فى حب دار زايد....
كان ولا يزال إحساسًا صادقًا يسرى فى عروقى منذ أن كنت طالبًا فى المرحلة الابتدائية فى المدرسة وأنا أتلقى دروس الحياة من الأساتذة المصريين الفضلاء الكرام، إن أهل مصر هم مصدر العلم والفكر والطيب والبساطة والابتسامة، وقد جال فى ذاكرتى وأنا على قارب النيل رفقة زملائى من أصحاب مهنة المتاعب جيل الصحفيين المصريين الكبار الذين أسسوا وساهموا فى تعزيز مسيرة الصحف فى دولة الإمارات، أمثال مصطفى شردى، الذى كان أول مدير تحرير لجريدة الاتحاد كأول صحيفة رسمية فى دولة الإمارات عام 1969م، والأسماء اللامعة الأخرى التى أعطت من جهدها وفكرها وخبرتها الكثير لصحف وإعلام الإمارات، لذلك لم يستغرب وفد الصحفيين الإماراتيين الذى يزور القاهرة حاليًا من مظاهر تلك الحفاوة وحرارة الاستقبال وكرم الضيافة الذى حظى به من كل المؤسسات الصحفية والإعلامية التى زارها، وجاء حفل العشاء على ضفاف النيل الحافل بمعانى الوفاء ليعزز مسيرة التعاون والتنسيق، ويخلق أجواء نحو انطلاقة جديدة عنوانها الأهم توحيد الرؤية والهدف والتطلعات فى الخطاب الإعلامى لأن المصير واحد كما قال الشيخ زايد رحمه الله الذى غرس فينا حب وتقدير مصر.
ومن الضرورى جدًا ترجمة أفكار ومقترحات هذه الزيارات إلى برامج عمل تنعكس لصالح تطوير وتحسين مستوى أداء المؤسسات الإعلامية وتطوير وصقل المهارات الشابة بين البلدين الشقيقين، لاسيما بعد أن أبدت المؤسسات الصحفية والإعلامية المصرية ترحيبها وكامل استعدادها لتنظيم ورش عمل فى جميع ميادين صنع الحدث الإعلامي، والاستفادة من الكفاءات والخبرات المصرية المتخصصة فى هذا المجال.
وفى الختام نقول لابد من جدولة لزيارات سنوية ومن الممكن أن نطلق عليه اسم. اللقاء السنوى لصحافة الوفاء بين مصر والإمارات، شكرًا جمعية الصحفيين فى دولة الإمارات على هذا الجهد المميز والمبادرة لزيارة مصر، وشكرًا جزيلًا للإعلام المصرى الذى غمرنا بالترحيب والحب والوفاء.
