"ضيعة تشرين"، "شقائق النعمان"، "غربة"، "كاسك يا وطن"، "خارج السرب"، "العصفور الأحدب"، و"المهرج" عروض مسرحية لا تخلو من ذاكرة المسرح العربي، للشاعر والكاتب المسرحي السوري محمد الماغوط، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأربعاء، الذي يعد أحد رواد المسرح العربي، احترف الأدب السياسي ووظفه في مؤلفاته المسرحية التي لعبت دورا كبيرا في تطوير المسرح السياسي، ويظل اسمه واحدا من أهم رواد قصيدة النثر في الوطن العربي، حيث امتلأت نصوصه بحب الوطن والثورة وانتقاد سلبيات الأنظمة العربية.
قال عنه الشاعر محمد آدم، إن نص الشاعر السورى له يعد سطحيا بامتياز، ولكن يبقى له أنه حاول أن يسير فى مسار مغاير، فيما يسمى بقصيدة النثر، وتحسب له الريادة، وحينما يوضع الماغوط إلى جوار الشعراء العظام الذين شكلوا انقلابا فى الوعى يظل محليا بامتياز، وتستطيع أن تقول ذلك عن أحمد عبدالمعطى حجازى والبياتى وبدر شاكر السياب.
تعد مسرحية "غربة" من روائع المسرح العربي الهادفة، قدمت في إطار اجتماعي سياسي، شارك في البطولة الفنان دريد لحام، والفنان نهاد قلعي، ومجموعة أخرى من فرقة تشرين السورية، سلطت المسرحية الضوء على واقع الوطن العربي، في فترة السبعينيات في اطار كوميدي ساخر، تدور أحداثها حول "قريه" اسمها غربه يحكمها حاكم يقوم باستعباد المواطنين خارج القرية، وسلب خيراتهم وتركهم يعانون التخلف، وحققت نجاحا كبيرا نقديا وجماهيريا على المستوى العربي.
انضم الماغوط إلى جماعة مجلة "شعر" وتعرف من خلالها على الشاعر يوسف الخال، الذي احتضنه في المجلة بعد أن قدمه أدونيس للمجموعة، وكان يقول:"إنني أعد ملفا ضخما عن العذاب البشري لأرفعه إلى الله فور توقيعه بشفاه الجياع وأهداب المنتظرين، ولكن يا أيها التعساء في كل مكان جل ما أخشاه أن يكون الله أميا".
ترك الماغوط إرثا كبيرا من المؤلفات في الشعر والمسرح والأدب، حيث كتب عنه أخيه عيسى الماغوط كتاب تحت عنوان "محمد الماغوط رسائل الجوع والخوف"، رصد فيه حكايات عن أخيه تؤكد الصورة الشائعة له في انحياره للحرية والأحرار، كل هذا الإرث جعله ينال العديد من الجوائز والتكريمات كان آخرها جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية للشعر عام 2005.
