يا بلدنا، فيكى حاجة
محيرانى، نزرع القمح فى سنين يطلع القرع فى ثوان مع إخواننا المسلمين. كلام قديم،
الإخوان، جماعة أكلها الهوا منذ زمن النشأة على يد أمامهم حسن الساعاتى، هوا
السلطة، كان المحرك الرئيسى للجماعة، والدين شغال، وكله بما يقوله الله ورسوله.
لعبوا مع الملك فؤاد،
ولعبوا مع الملك فاروق، وطلعت مظاهرات الإخوان تهتف للملك فى مواجهة مظاهرات الشعب
لتأييد النحاس،
ولعبوا مع عبدالناصر، إلى
حين الكلام على السلطة، هنا مات الكلام وبدأ الصراع الدموى بين الجماعة ونظام
عبدالناصر.
وجاء السادات، وبدأ لعب
تانى فى مواجهة الناصريين والشيوعيين، لكن كالعادة اللعبة انتهت بمحاولة الاستيلاء
على السلطة وقتل الرئيس الراحل أنور السادات. وللمرة الرابعة تتجدد اللعبة فى عهد
مبارك، وتتحقق الصفقة، المناصب العليا بتاعتنا، شيخ الأزهر والمفتى ورؤساء
النقابات واللى منهم، والجماعة حلال عليها الباقى.
وبعدها كان اللعب مع
المجلس العسكرى بعد انتفاضة يناير، طبيعة شخصية محمد مرسى، وذلك من خلال ثلاث
شهادات خطيرة، لثلاثة من كبار الشخصيات، الذين عرفوا محمد مرسى عن قرب معرفة وثيقة
جدًا.
الشهادة الأولى هى
للدكتور محمد حبيب، (النائب الأول السابق لجماعة الإخوان).. فعندما نشر د.محمد
حبيب مذكراته، كان الفصل الأول بعنوان «مرسى كما عرفته».. وجاء فيه أن مرسى رجل
معدوم الخيال، وأنه ليس شخصًا مبدعًا ولامبتكرًا، ويتسم بثقافة السمع والطاعة،
والثقة العمياء فى قيادته! وأما الشهادة الثانية فهى للطبيب النفسى الشهير د.أحمد
عكاشة (الرئيس السابق للجمعية العالمية للطب النفسي).. كتب د.أحمد عكاشة فى جريدة
المصرى اليوم، فى ٢٨ ديسمبر ٢٠١٣، أن محمد مرسى ذو قدرات متواضعة، وأنه ليس شخصية
قيادية، وأنه يعيش أزمة هوية، وأنه يعانى صراعًا داخليًا، لأنه مشتت بين الولاء
للمرشد، والولاء للشعب! وذلك بسبب أنه قد أقسم على الولاء للمرشد، وألغى عقله،
وسلمه للمرشد، لأنه يؤمن بأن المرشد لايخطئ! وقال د.عكاشة أن خطابات محمد مرسى
أقرب إلى خطابات شيخ فى مسجد، وليس رئيس دولة!
وأما الشهادة الثالثة فهى
للمفكر الإسلامى المنشق عن جماعة الإخوان، ثروت الخرباوى، الذى قال عن محمد مرسى،
إنه كان يطيع المرشد محمد مهدى عاكف طاعة عمياء، وأن المرشد لو طلب منه أن يلقى
بنفسه من أعلى البرج لفعل دون تردد! وقال إنه كان يخاف من محمد حبيب، وكان يموت
رعبًا من خيرت الشاطر، وترتعد فرائصه أمامه.. وقال ثروت الخرباوى إن محمد مرسى، قد
خان رفاقه فى الثورة، وذهب سرًا يوم ٤ فبراير ٢٠١١ لمقابلة نائب الرئيس عمر سليمان
(وكان يرافقه سعد الكتاتني)، وذلك لعقد صفقة مع نظام حسنى مبارك، تقضى بسحب شباب
الإخوان من ميدان التحرير، مقابل الاعتراف بشرعية الجماعة والإفراج عن خيرت
الشاطر، وحسن مالك!
ويفوز فاقد الأهلية «محمد
مرسى»، لكنهم لم يصدقوا أنفسهم حتى أطاحت بهم انتفاضة ٣٠ يونيو.
وما زال اللعب شغال تحت
ترابيزة دولة عبدالفتاح السيسى، تحت دعاوى التفرقة بين حاملى السلاح وبين من لا
يحمله، متناسين أن هؤلاء الجهلة دعاة السلطة هم رأس الفتنة بسلاح أو من غيره، وهم
على خطى الإمام الساعاتى الذى لم يحمل حتى مطواة قرن غزال،
هكذا نعود للماضى، أرض
النفاق صدرت لأول مرة سنة ١٩٤٩ رائعة الكاتب الراحل يوسف السباعى، لكنها شغالة حتى
وقتنا الحاضر، تتحدث الرواية عن المجتمع المصرى والعربى فى نهاية الأربعينيات فى
إطار خيالى، لكنها واقعية فى نفس الوقت وكأنه يعيش عصرنا. فضح الكاتب فى الرواية
معظم أشكال العوار الاجتماعى والسياسى فى تلك الفترة الحرجة، حيث كانت حرب فلسطين
على الأبواب والمجتمع المصرى فى حالة غليان داخلى. يعتبر النقاد هذه الرواية واحدة
من الروايات المبشرة بانتهاء العهد الملكى فى مصر حيث إن صدورها سبق حركة ضباط
يوليو بثلاث سنوات فقط، قام الفنان فؤاد المهندس بتمثيل هذه القصة فى فيلم أرض
النفاق (نفس اسم الرواية) عام ١٩٦٨.
هى قصة خيالية حول عطار
يبيع الأخلاق، فيذهب الراوى له ليأخذ منه خلقًا خلقًا فيصطدم بالناس فيما يجترحون
من خطايا وأكاذيب، ثم يلقى بشوال من الأخلاق فى ماء النيل، فيصيب الناس منه
الأعاجيب.
هكذا قالها، يوسف السباعى
الضابط والأديب الذى وصل لمنصب وزير الثقافة فى عهد أنور السادات واستشهد برصاص من
يدافع عنهم، يتحدث بالتفصيل عن أحوال الناس قديمًا، لكنه أيضًا حديث.
هكذا يقول: الحكام
سيكونون أشد الناس غضبًا فهم أكثر الناس انتفاعًا من النفاق فما ستر زيفهم سواه
وما حجب خداعهم غيره أننا سنحرمهم من خير بضاعتهم التى بفضلها استطاعوا أن يكونوا
حكامًا، أيها القراء المخدوعون أن هدف الصحيفة الأول إيه صحيفة ليست الوطنية ولا
للثقافة ولا خدمة الشعب ولا حرية الرأى ولا رفع منار الفضيلة ولا شىء من كل هذه
الخزعبلات، أن هدف الصحيفة الأول هو بيع الصحيفة هو المكسب هو أكل العيش، فهدفنا
الربح.
فإذا كانت الوطنية مربحة
فلتحيا الوطنية واذا كان الهزل والفكاهة أكثر ربحًا فلتسقط الوطنية وليحيا الهزل
والفكاهة وإذا كان ذكر الفضائح أشد ربحًا فلتحيا الفضائح وإذا كانت محاربة الرذيلة
وسيلة لانتشار الجريدة فلتحيا الفضيلة وإذا كانت الصورة الفاضحة والسيقان العارية
والتعود البارزة وسيلة ربح فلتذهب الفضيلة إلى حيث ألقت.
أتراهم يظنون بالشعب أنه
هذه القلة الفاسدة؟ أتراهم يخدعون أنفسهم أم يخدعون الشعب؟!
كفاية ولا كمان من أم
الشعر بيتًا وكمان فيلا وقصر أولاد بنى نفاق، دون الكلمة الصح، قالها مظفر النواب.
إنهم إخوان الشياطين.