نواجه مشكلة وصعوبة فى الترويج لمشروعات الدولة أو لقوانين مقترحة أو للتعرف بنجاحات لوزير أو حكومة، فى الوقت الذى يلقى برنامج لمعارض ولو سطحى الجماهيرية والنجومية ولفت الأنظار.
ومع عملية الحراك والحديث عن التعديلات الدستورية بالشرح والنقاش مع شرائح المجتمع، لاحظت أن هناك اجتماعات مع الإعلام، القضاء، وبقية شرائح المجتمع، ولاحظت أن هناك تعتيما على أى جهود مبذولة فى هذا الشأن – أن وجدت – بين الشباب كشريحة مهمة، وأرى أن عدم رصد لأى جهود لأى جانب معهم فى صورة نقاش أو حوار أو غيره، بشأن الحراك المجتمعى الحالى بشأن التعديلات الدستورية، هذا يدل على أن هناك مشكلة، إما أن هناك تخوفا أو إهمالا.
لدى قناعة بأن الشباب هم أهم شرائح قوة المجتمع، لعبوا دورا مهما فى المحافظة على الدولة المصرية بمشاركة واضحة فى ثورة يونيو، وأعتقد أيضا أن دور الحركة الشبابية بشكل عام الإيجابى ساهم بفرض حالة الاستقرار، والدخول مع الحكومة كشريك فى صناعة التنمية، بالتالى تقوية المجتمع.وفى مشروع التعديلات الدستورية، يجب أن يكون لدى البرلمان والحكومة الإيمان بضرورة الاستماع للشباب، وإجراء حوار شفاف معهم، حول موضوع أرى أنه مصيرى ومطلوب تهيئة مساندة له، والشرح للناس عن أهميته فى تقوية واستقرار واستكمال المسيرة لبناء وتقوية البلد، وعليهما بذل مجهود فى هذا الشأن وبكل سبل التواصل.
نحن نرهن نجاح أى عملية انتخابية باستجابة الشباب لها، ولذا ظهر مصطلح العزوف مرادفا للإقبال، وأصبحنا وبعد كل عملية تصويت ننقسم ما بين من يؤيد أو يهاجم، كلا الطرفين هنا يتذكر سلوك الشباب الانتخابى،
فى كل انتخابات يلقى الشباب تهما متنوعة من المؤيد والمعارض، وأعتقد أن هناك ضرورة لحوار أيضا مع الشباب للتعديلات الدستورية، وحول ما يتم على الأرض من برامج تنمية، والتى تحتاج لرؤية على الطبيعة.
كنت قد طالبت وزير الشباب د. أشرف صبحى، أن يعمل على تفعيل وتكثيف برامج معسكرات العمل، وخلق مشروعات أمام الشباب ممتدة ومستمرة، مثل غابات الأشجار أو تصليح أو إصلاح كعمل حقيقى لغرس قيمة العمل والمشاركة، وعلى أفواج يمكن أن تتحول جهود الشباب إلى منتج ضخم يظل مرتبطا ورابطا للشباب المشارك بالتنمية، وأعتقد أن تنظيم رحلات لطلاب الجامعات والمدارس إلى أماكن التنمية للرؤية على الطبيعة أمر فى غاية الأهمية، ولو أردنا أن نسوق لأى أفكار أو قيم أو قواعد حاكمة مفيدة للمجتمع، علينا أن نقنعهم بأن النظام يعمل لصالح البلد، وعمليا رؤية مشروعات أجندة التنمية أهم وسائل الإقناع، وبالتالى المشاركة فى الحياة السياسية بشكل عام، تأتى كرد فعل أو نتيجة، وبالتالى تكون هناك فرصة للإقناع تسهل توحير الرؤية والأهداف.
الترويج للتعديلات الدستورية بين الشباب فى غاية الأهمية، حتى لو فيه صعوبة لمن يقوم بذلك، لكن إيمان الشباب بأن خطوات التنمية ومشروعاتها المتنوعة والشاملة والعادلة توزيعا بين المحافظات من الأمور المهمة التى تطمئن الشباب على حاضرهم ومستقبلهم، وبالتالى الثقة فى الدولة وخططها واستقرارها.
وعلى وزير الشباب والرياضة أيضا أن يقوم بدوره كمسئول فى التعمق بشأن شرح مفاهيم المشاركة، تدور حول عناوين واضحة لمبادرات.. «شارك فى صنع مستقبل بلدك.. لا تضيع فرصتك فى بناء بلدك.. عبر عن نفسك وشارك». وعلى وزير الشباب والرياضة تعظيم قيمة المشاركة لزيادة الإيمان لدى الشاب بأن له دورا طبقا لمبادرة «أنا ليا دور».. يجب أن يشعر الشاب بأن له قيمة بالمجتمع، وأن هناك ضرورة ملحة ليلعب دورا رئيسيا فى الأحداث السياسية وغيرها بالبلد، وأن دوره مهم كشريك وليس مهما فى صناعة القرار.
إن الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة من البرلمان هو أول تحد حقيقى فى التعرف على حقيقة العلاقة بين الدولة والحركة الشبابية المصرية بعد حزمة الحوافز التى حصلت عليها فى الفترة الأخيرة من الدولة ما بين تدريب ومشاركة فى صناعة القرار، وتوسيع مدارك ونسخ تجارب وعملية تقوية، وتحديد مساحات أوسع للحركة، عمليا ومعنويا، وأعتقد أن على الشباب أن يرد بمعرفته وبوسائله، على سؤال: هل الرسالة وصلت؟
بالطبع، مشاركة الشباب بالرأى فى عملية التعديلات الدستورية أو غيرها مما يهم المجتمع أمر ضرورى، ويأتى ضمن عملية توفير أجواء ومواقف وأحداث تصنع تراكمات مهمة فى بناء الإنسان والتهيئة للتمكين والانطلاق نحو مستقبل أفضل، نطمع بأن يكون للشباب فيه النصيب الأكبر.
مستقبل البلد وهو يعنى مستقبل الشباب، وأجد ضرورة أن نروج ونمارس أدوارا تصنع الثقة فى العلاقة بين الشباب والدولة، وأن يمتد الحوار من شرم الشيخ إلى مناطق أخرى للاستكمال، والوصول إلى أكبر الأعداد منهم للتعرف على كيف يفكرون لاستكمال قصة خلق روابط أو جسور معهم، أو تقويتها لتسهيل التفاهم، وهو ما يؤدى إلى انسجام فى التفكير ومشاركة فى البناء والأعمال.