قال عضو مجلس النواب اللبناني عن تكتل الجمهورية القوية (الكتلة النيابية لحزب القوات اللبنانية) بيار بو عاصي، إن حديث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو خلال تواجده في بيروت، جاء معبرا عن موقف بلاده من إيران وحزب الله، وهو موقف معروف وليس سرا، مؤكدا أن الهم الأساسي للدولة اللبنانية ولحزب القوات هو استمرار الدعم الأمريكي للجيش اللبناني.
وكان بومبيو قد شن خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده يوم الجمعة الماضي مع نظيره اللبناني جبران باسيل، هجوما عنيفا على إيران وحزب الله في لبنان، مشيرا إلى أن الحزب يقوض أمن وسلامة لبنان ومؤسساته، ويزعزع الاستقرار وينخرط في نزاعات مسلحة في منطقة الشرق الأوسط تنفيذا لتعليمات طهران، ويسرق موارد الدولة اللبنانية، وأن أمريكا ستستمر في تضييق الخناق عليه ومحاصرة شبكاته الإجرامية.
وأضاف بو عاصي في حديث لإذاعة لبنان الحر مساء اليوم: "نعلم أن تسليح الجيش وتجهيزه وتدريبه يرتكز بشكل أساسي وكبير على الدعم والمساعدات الأمريكية، ورئيس الدبلوماسية الأمريكية شدد على استمرار هذا الدعم".. مشيرا إلى أن الولايات المتحدة دولة عظمى ولديها مصالحها في كافة الدول، ومن ثم فمن الطبيعي أن يزور وزير خارجيتها العالم ومنطقة الشرق الأوسط ولبنان.
وأشار بو عاصي إلى أن لديه "هواجس كبيرة" حول وضع البنوك اللبنانية جراء العقوبات والعمليات الأمريكية التي تستهدف محاصرة حزب الله ماليا، وذلك على الرغم من أن بومبيو أكد أنه لن يكون هناك استهداف للبنوك طالما تلتزم بالشروط والإجراءات والقواعد.
وقال: "الأموال المودعة في المصارف هي للشعب اللبناني، ولدينا كل التطمينات من جمعية مصارف لبنان الناشطة للغاية في هذا الإطار داخليا وخارجيا، وتحديدا تجاه الإدارة الأمريكية، وحاولنا مرارا ونحاول حماية المصارف اللبنانية".
من ناحية أخرى، شدد النائب بيار بو عاصي على ضرورة إيجاد حل لعملية ترسيم الحدود البحرية والبرية مع إسرائيل في أسرع وقت، لافتا إلى أن الجانب الأمريكي وأطرافا أخرى يمكنها أن تلعب دورا في هذا الشأن حتى يعلم لبنان على وجه التحديد ما هي حقوقه وواجباته تجاه المجتمع الدولي، خاصة وأن مسألة الحدود تمثل أمرا سياديا، فضلا عن المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان (حقول النفط والغاز في البحر المتوسط) والتي يجب البدء في الاستفادة منها.
يشار إلى أن النزاع تصاعد في الآونة الأخيرة بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البرية والبحرية، وتطورت الخلافات بعدما تم الإعلان عن اكتشافات كبيرة لحقول النفط والغاز في البحر المتوسط، خاصة بالمناطق الحدودية والحقول النفطية التي تقع في أماكن مشتركة بين البلدين، وكذلك في أعقاب الإعلان عن مشروع مد خط أنابيب غاز بين إسرائيل وقبرص واليونان ومن ثم إلى إيطاليا، وهو الأمر الذي اعتبره لبنان يمثل تعديا على سيادته وحقوقه.
وبدأت إسرائيل مؤخرا أعمال الحفر والتنقيب في حقل (كاريش) البحري الإسرائيلي والذي يبعد نحو 5 كيلومترات فقط عن الحدود البحرية اللبنانية، وكذلك أعمال استكشاف حدودية لحقول نفط وغاز في البحر المتوسط و"آبار إنتاجية" مشتركة بين البلدين، على نحو يخشى معه لبنان أن تسحب إسرائيل من حصته النفطية في تلك الحقول المشتركة.