«أنا زهرة اللوتس التى تنمو فى الضياء المتألق لتصبح البهجة الفريدة للآلهة» كتاب الموتى فى الفصل 81.
سأحدثكم عن أجمل وأعظم زهرة إلهية مقدسة تستطيع أن تنقلنا إلى النور وتصلنا بالوعى «زهره اللوتس» وقد عرف اللوتس الأبيض باسم «شنسن»، وقد جاء من هذا الاسم اسم سوسن، وعرفت زهرة اللوتس الأزرق باسم «ساربات» وجاء من هذا الاسم اسم شربات الذى يستخدم حتى يومنا هذا للتعبير عن كل ما هو جميل.
وقد جاءت فى نظرية من نظريات نشأة الكون فى الديانات المصرية القديمة أن زهرة اللوتس أول من خرج من المياه الأزلية «نون» عند بداية الخلق «نظرية ثامون الأشمونيين» وقد دون على جدران بعض المقابر أن استنشاق زهرة اللوتس يعنى استنشاق رحيق الأبدية وهى تعنى أيضًا التأمل باعتبار استنشاق الزهرة وضع من أوضاع التأمل الذى يرتقى بالروح ويتصل بالطاقة الروحية فهى تؤدى إلى الاسترخاء العقلى فى حالة تشبه حاله الإنسان بين اليقظة والنوم ويتم فى هذه الحالة تحفيز وتنشيط العقل الباطن للإنسان وتحفيز قدرات العقل الكامنة، فاستنشاق زهرة اللوتس ما هو إلا ممارسة للتأمل للوصول إلى التنوير، وقد استخدم الكهنة زيت زهرة اللوتس الأزرق فى التواصل مع العالم الآخر باعتبارها مادة مقدسة لديها القدرة على إطعام الروح لترى كل ما هو خفى فى الكون وقد أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن هذا الزيت يعتبر مادة مخدرة قوية جدا وأن استنشاق الزهرة يعتبر مهدئا طبيعيًا يطلق الشعور بالخوف بعيدًا ويقضى على القلق الكامن فى الروح.
ويقال فى الأساطير المصرية القديمة «فى البدء كان السديم يعم الأرض والفوضى عارمة، والظلام يلامس وجه الماء، عندها انبثقت زنبقة الماء «زهرة اللوتس المقدسة» وببطء تفتحت تويجاتها ليظهر الإله الطفل جالسًا فى قلبها، نفذت رائحتها العطرة لتعشش على الماء، وأشع نور من جسد الطفل ليبدد الظلام الدامس، ذلك الطفل هو إله الخلق منبع كل حياة إله الشمس رع، وفى نهاية كل نهار تغلق زنابق الماء البدائى تويجاتها، لتسود الفوضى طوال الليل حتى يعود الإله الخالق إلى قلب زنبقة الماء، ولكى يحمى إله الشمس ضياءه من الانطفاء كان يبقى عينيه مغمضتين يحيط نفسه متلفعًا بزنابق الماء».
الزهرة المقدسة زنبق النيل «زهرة اللوتس» الرحم الذى خرج منه «رع» وهى رمز الوعى ورمز العقل الباطن المصرى فإذا تأملتها ستجد جذورها فى الطين وساقها فى الماء، وأوراقها تتفتح فى الهواء وتحت ضوء الشمس لذلك فهى تجمع عناصر الطبيعة الأربعة «الأرض- الهواء- الماء- النار»، تأمل معى خريطه مصر ستجد زهرة اللوتس متفتحة يبدأ ساقاها من الجنوب وتتفتح الزهرة عند الدلتا حتى تصل أوراقها إلى البحر المتوسط، وداخل كل منا زهرة لوتس وهى القناة والطريق المتصل بغدد مراكز الوعى فى الجسم، فتجد ساق الزهرة يمتد من أسفل الظهر صاعدًا لأعلى متجسدًا فى العمود الفقرى للإنسان الذى يصل إلى المخ وغدد مراكز الوعى وقد استخدم زيت زهرة اللوتس الأزرق فى تنشيط مراكز الطاقة فى الجسم ولها تأثير سحرى على تحسين مناعة الجسم، فمن زهرة اللوتس يشع ويتدفق النور بعد الظلام ومن المخ يشع ويتدفق الوعى بعد الجهل لاسيما فهى الزهرة الوحيدة القادرة على أن تنبُت وتنبع من الوحل والمستنقعات، ومن شدة تقديس المصرى القديم لزهرة اللوتس جعلها رمزًا وشعارًا للجيش المصرى، وليس هذا غريبًا؛ لأنها تماثل وتحاكى نهر النيل، قد يبدو ما أقوله خيالًا للبعض لكن عليك بالتأمل جيدًا.