تشكل هضبة الجولان السورية المحتلة أهمية مزدوجة لإسرائيل، سواء فيما يتعلق بموقعها الجغرافي الاستراتيجي، الذي يجعلها تهدد أربع دول عربية هي سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، وأيضا فيما يتعلق بمواردها الكبيرة من المياه العذبة.
فإسرائيل تحصل حاليا على ثلث استهلاكها من مياه الشرب والري والاستعمالات المختلفة الأخرى من مياه الجولان المحتل، التي تعتبرها بمثابة شريان الحياة لها، لاسيما أنها تعاني من نقص حاد في منابع المياه. وكان موضوع المياه في أواسط الستينيات أحد الأسباب الرئيسة للخلاف الإسرائيلي السوري الذي أدى إلى حرب يونيو 1967، إذ اتهمت دمشق آنذاك إسرائيل بتحويل منابع نهر الأردن لمصلحتها.
وتتحكم الجولان في مصادر مائية مختلفة مثل مجرى نهر الليطاني في لبنان وبردى في سوريا، كما يضم الجولان المحتل، جبل الشيخ، الذي ينبع منه نهر الأردن، وأيضا بحيرة طبريا أكبر تجمع مائي في المنطقة العربية، بمخزون قدره 4 مليارات متر مكعب من الماء.
وفي تصريح يكشف مدى أهمية الجولان المائية لإسرائيل، قال "إيغال آلون"، أحد مؤسسي حزب العمل الإسرائيلي:" إن لهضبة الجولان وجبل الشيخ أهمية حيوية، لا من أجل الدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم سوري،، وإنما أيضا لحاجات إسرائيل الاستراتيجية الشاملة في الجولان، فهذا الأمر يتعلق بالمياه وتلبية احتياجاتنا المائية".
وفي عام 1993، قال شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل في تعليقه على المفاوضات مع سوريا حول هضبة الجولان:" إن المياه قبل الأرض، ولو اتفقنا على الأرض، ولم نتفق على المياه، فسوف نكتشف أنه ليس لدينا اتفاق حقيقي".
وقد جرت مفاوضات بين سوريا وإسرائيل حول مرتفعات الجولان، بدأت بمحادثات ثنائية في مدريد في 1991، واستمرت بشكل متقطع حتى انهارت تماما في عام 2000.
وتقع هضبة الجولان المحتلة في جنوب غربي سوريا، حيث تطل على نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وتبلغ مساحتها نحو 65 كيلومترا طولا و25 كيلومترا عرضا، بمساحة إجمالية أكثر من 1800 كيلومتر مربع، وهي تبعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة السورية دمشق.
وفي حرب 1967، احتلت القوات الإسرائيلية ثلثي مساحة الجولان، وهناك فقط 510 كيلومترات مربعة من الجولان تحت السيادة السورية.
وفي 1981، أعلنت إسرائيل ضم الجولان إليها في خطوة لم تحظ باعتراف أي من دول العالم، وقد رفض مجلس الأمن الدولي في قراره 497 لسنة 1981 قرار إسرائيل ضم الجولان.
وفي 25 مارس 2019، اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة في عام 1967، وهو ما قوبل بعاصفة إدانات عربية ودولية.