ننظر إلى كلمتى عرب وغرب فلا نجد فرقا إلا فى نقطة صغيرة، ولكن الحقيقة يفصلنا عن الغرب بحار ومحيطات وعادات وتقاليد وأمان وأمنيات.. عندما كنا أمة واحدة جيشها واحد استطعنا غزوهم والسيطرة على بلدانهم، ولكن بلهاث البعض وراء السيطرة والزعامة، وسيل اللعاب على الملذات، وإهدار الثروات فى كل فارغ!!.. تقهقر الحال شيئا فشيئا، وخرجنا من بلادهم بخزى وعار، حتى قالت أم آخر ملوك الطوائف فى الأندلس لابنها: «ابك كالنساء على ملك لم تحافظ عليه كالرجال».. لم يكتف الغرب بذلك فدخلوا بلادنا واستعمروها.. سرقوا خيراتنا وتراثنا وكل العلوم والفنون التى كانت من جهد أجدادنا.. وبعد كفاح مرير استطعنا تحرير أرضنا، ولكن لم نستطع أن نستعيد قوتنا، لأنهم تركوا فينا ما يدحض لم شملنا والقدرة على توحدنا!!.. رغم ما وهبنا الله من ثروات، ومن اشتراك فى لغة وتاريخ ومصير واحد!!.. خرج الاستعمار وزرع داخلنا كيانين لخلق النزاع والتشرذم (الكيان الصهيونى والإخوان).. كما بث داخل عقولنا فكرة الديمقراطية التى من المستحيل تحقيقها بالصورة التى رسموها لنا، وهو ما نراه بوضوح حين يُمس أمنهم، فلا يعرفون حينها حرية أو ديمقراطية!!.. فالديمقراطية فى حال شعوبنا ليست سوى طعم لإضعافنا، وهو ما عرضه البروتوكول الأول فى «بروتوكولات حكماء صهيون»، والذى يحدد كيفية السيطرة على الشعوب وتفكيكها من الداخل، وإضعاف الحكومة والدولة وإحداث الفوضى، حتى يستطيع اليهود السيطرة عليها، من خلال إطلاق فكرة الحرية السياسية والتى يرون أنها الطعم الذى يستطيعون به تفكيك الشعوب من الداخل وزرع النزاعات والخلافات بينهم، لأن الوصول إلى الحكم سيكون من خلال الأحزاب والتى سيحاول كل منها اجتذاب الجماهير، وسحق الحزب المناوئ، ويقولون أيضا إن فكرة الحرية مستحيلة التحقيق، لأن الجماهير لا تستطيع استخدامها بحكمة وأناة، وبالتالى إذا حكم الشعب نفسه فسرعان ما ستغشاه الفوضى ويشتد التناحر بين الجماعات والجماهير!!.. لذلك سعدت عندما وقف الرئيس السيسى بكل قوة للإجابة على ما يخص حقوق الإنسان بأن لكم إنسانيتكم ولنا إنسانيتنا فلا يجوز أن يحاسب أحدنا الآخر بإنسانيته، والمقصود بالقطع ظروفنا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى تختلف جذريا عن الغرب.. نحن أمة مستهدفة على مدار التاريخ بسبب الأرض وكنوزها..لذلك لى العديد من المآخذ على السادة الأفاضل الذين يقومون بتعديل الدستور، وخاصة ما يخص مُدد الرئاسة والمادة الانتقالية، ومن يدافعون عن الفكرة فى وسائل الإعلام.. لماذا لا نقف بجسارة أمام العالم أجمع، لنقول إننا لا ننظر إلى مدة الرئاسة بل إلى كفاءة الرئيس.. بمعنى لا يشغلنا أو يعنينا مدة حكمه بل يعنينا عطاؤه وإنجازه، وعندما نشعر بغير ذلك فنحن قادرون على تغيير قيادتنا، والتى تستمر معنا حتى انقضاء الأجل أو الثورة عليه - وهى عادة تكون مفتعلة وليست نابعة من الشعب - علينا أن نجهر بذلك، بدلا من الجرى وراء تغيير وانتخابات وعبث بالعقول.. وعلينا أن نعمل ونتعلم ونثقف أنفسنا ونحاول أن نستعيد مجدنا.. ونبذل الجهد فى التوعية بأهمية مجلس النواب، الذى دوره حماية الشعب والسعى لتحقيق آماله وطموحاته المشروعة.. علينا أن نكون معاونين للرئيس، ونخلق ثقة متبادلة أن الهدف هو الملاذ الآمن الذى يجمعنا (أرض الكنانة) وأن تظل حرة أبية لا تخضع ولا تلين فى الحق.. إننا شعب فى حقيقته لا يميل إلى التغيير ويعز علينا الإنسان والمكان.. ولكن بفئة قليلة تصدق نفسها تسعى لتنفيذ إرادة من لا يريدون الخير لنا. يصدقون فكرة الديمقراطية وأن الرئيس يخضع لإرادة الشعب، دون نظر إلى كيفية هذه الإرادة وملاءمتها لأمة مستهدفة، فمن المستحيل المشاركة فى الحكم مع النسبة المخيفة من الأمية، مع عدم وعى ثقافى وسياسى وحتى اجتماعى فى كثير من حاملى المؤهلات العليا!!.. أرجوكم املكوا شجاعة من يحكمكم واجهروا بالصدق، لا نريد التغيير نريد الأمن والاستقرار.. الأمن الداخلى والأمن على تراب هذا الوطن المعشوق ترابه.. وجهوا طاقاتنا للعلم لنستطيع النهوض والتقدم وخدمة هذا الشعب الصامد الصابر.. نزرع ونصنع بأعلى تقنيات.. نُنمى داخلنا أن الكرامة والعزة فى الاستغناء، فنأكل من غرسنا ونصنع احتياجاتنا.. ونتعلم ونُعلّم أن هناك حقوقا مقترنة بواجبات.. وأن نعمل جاهدين على اختيار الأكفاء بعيدا عن المحاباة أو المجاملات.. أقولها صدقا الشعب أبعد ما يكون عن أحلام وآمال جماعة النخبة.. بل يحتاج نظرة حانية لظروفه المعيشية الصعبة، وخاصة بعد سقوطه فى شراك من ادعوا الاهتمام به والمطالبة بحقوقه فى 25 يناير.. فلن يصدقهم ولن ينجرف وراء دعواتهم.. لذلك أتمنى أن نكف عن هذا السخف، وننتظر تحقيق وعود الرئيس بتوفير حياة كريمة نتيجة خطط جديدة فى التعليم والصحة والزراعة والأهم الثقافة.. ندعو للرئيس بالتوفيق ونقف فى ظهره حتى يتحقق الحلم، ونعيد مصرنا الحبيبة إلى مكانتها المستحقة.
آراء حرة
كفاءة الرئيس.. والأمن والاستقرار
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق