فى بداية الأسبوع الماضى أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقريرًا عن حقوق الإنسان فى مصر وبه من الأكاذيب ما جعلنى أرفضه جُملة وتفصيلًا، ولا أعيره أي اهتمام؛ لأنه وقع فى فخ مُؤازرة الإرهابيين وتبني وجهات نظرهم المكذوبة ومع نهاية الأسبوع أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن زيارة مرتقبة لـ«مايك بومبيو» وزير الخارجية لمنطقة الشرق الأوسط خلال أيام، لذلك وجدت أنه لزامًا عليّ أن أرحب به على طريقتى الخاصة، ترحيبًا يليق به وبقيمته وبمكانته الدبلوماسية، وسمحت لنفسى بأن أوجه له نداءً، لعل وعسى يصل إليه ويُغير وجهه نظر وزارته وبلده عما يدور من أحداث فى مصر.
يا سيادة وزير الخارجية الأمريكى: إننى أشم رائحة تأييد للجماعة الإرهابية فى تقريركم عن مصر، ولا أستطيع أن أمنع نفسى أن أقول لك: لقد وقعتم فى فخ جماعة الإخوان وصدقتوهم فى إدعاءاتهم ضد مصر، فنحن ليس لدينا ما تدعيه جماعة الإخوان من وجود أعمال قتل خارج القانون واختفاء قسرى، وللأسف نقلتم عنهم هذه المُصطلحات ولَم تتحروا الدقة ولم تراعوا الصدق وابتعدتم عن الحياد والإنصاف، والحقيقة أن «مصر» ما زالت تُعانى من (غول إرهاب جماعة الإخوان)، غول أراد أن يفترسنا، ويأكل مصر، ويقسمها ويفتت جيشها ويكسر شرطتها ولا يعترف بالقضاء، فثرنا عليهم بعد أن قالوا لنا علنًا: يا نحكمكم يا نقتلكم، ومُنذ ذلك التاريخ وهُم يقتلون أبناءنا وشبابنا وخيرة رجالنا، قتلوا النائب العام ولما قدمنا المجرمين القتلة للمحاكمة شهروا بِنَا فى الخارج لكننا وبعد الحُكم النهائى بإعدامهم قُمنا بتنفيذ حكم الإعدام فزادوا من حملات التشهير لأننا نفذنا القصاص وللأسف الشديد صدقتموهم.
سيادة وزير الخارجية الأمريكى: لا يوجد لدينا ما تُسمونه فى تقريركم عن مصر بـ«انتهاك صارخ لحقوق التجمع السلمى»، والحقيقة نحن لدينا قانون يُنظم التجمع السلمى، مثلما لديكم قانون للتجمع السلمى، فهل تقبل أن يخرِق أحد هذا القانون؟ بل إننى أتعجب من دفاعكم عمَّن يخرقون القانون فى مصر فى الوقت الذى لا تسمحون فيه باختراق القانون لديكم؟ وليس لدينا قيود على الإنترنت، وليس لدينا اعتقال عشوائى ولَم يتم القبض على مُرشحين للرئاسة، وما حدث أن الدولة المصرية لم تَعُد تترك أحدا فوق القانون، فقد ولى عهد تقاعس الدولة عن تنفيذ القانون، فقد أنشئت جماعة الإخوان الإرهابية التى تُعادى الدولة والشعب ولا تعترف بالقانون مستخدمة مجموعة من المواقع الإلكترونية المُغرضة لتأجيج الفتن ونشر الشائعات والتطرف والتحريض، وما قامت به الدولة من منع هذه المواقع هو التصرف الأمثل لحماية مصر من طوفان الباطل الذى ينشرونه فى مواقعهم المُضللة، ومن يتم القبض عليهم من متهمين فى جرائم قتل وتحريض وإرهاب وتطرف لهم كل الحقوق فى استقدام محامين للدفاع عنهم أمام النيابة، ويأخذ القضاء مجراه من مُداولات ومرافعات ودفاع واستئناف وطعون ونقض، باختصار نحن لدينا قانون وننفذه على الجميع.
سيادة وزير الخارجية الأمريكى: أعلم تمام العلم بأنك عقلية مخابراتية مُحنكة بحكُم توليك رئاسة المخابرات الـ CIA، لذلك اسمح لى بأن أقول لك: خلاص انكشف المُخطط الذى يستهدف بلادى واستطعنا التصدى له ونحن الآن نواجه شياطين متطرفين إلى أقصى مدى، قالوا لنا: نريد تطبيق الشريعة ووجدناهم يفجرون المساجد وقتلوا ٣٢٢ مواطنا أثناء الصلاة، وفجروا الكنائس، وهم بذلك يمشون على نفس طريق مرشدهم وإمامهم حسن البنا ومُنظِرهم الأكبر سيد قطب، فنحن نحمى بلادنا من خطرهم فلا تُساندوهم ولا تُصدقوهم.
نـدائى لك يا سيادة الوزير بأن تنظروا لنا بنظرة أخرى، نظرة من يحمون وطنهم ويبنونه فى نفس الوقت، ونحن لدينا ثقة فى أنفسنا، وثقة فى عدالة قضيتنا، وثقة فى أن المجتمع الدولى يعرف الحقيقة كاملة، كيف تصدقون منظمات حقوقية تُشهِّر بِنَا وهى مُمولة من قطر، الدويلة التى تؤوى فطاحل الإرهاب الذين تورطوا فى عمليات إرهابية فى مصر وترفض تسليمهم لنا لمحاكمتهم؟ والقصاص منهم مثلما أمرنا الله عز وجل وقال لنا فى مُحكم آياته (وَلَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ)، فدماؤنا غالية طاهرة شريفة، هل تصدقون هذه المنظمات التى لم تُضبط يومًا بإصدار تقرير عن حالة حقوق الإنسان فى تركيا، رغم أن أردوغان حبس قضاة وصحفيين وعسكريين وموظفين ومدرسين وهو من لديه اعتقال عشوائى وليس مصر؟
سيادة الوزير: اسمح لى بأن أُهديك «شنطة صغيرة» بها مجموعة من الـ«C D» والتى اخترتها بعناية لك حينما علمت أنك ستأتى لمنطقة الشرق الأوسط خلال أيام، منها «C D» يضم جرائم جماعة الإخوان الإرهابية ضد جنودنا وشعبنا وضد المُصلين فى المساجد وضد الكنائس وفيديوهات من جنازات الشهداء فى ربوع مصر، ولم أنس أن أضُم لـ«الشنطة» التى سأهديها لك كتابا، فأنا أعلم أنك تحب القراءة، والكتاب بعنوان «اقتل اقتل» الذى ألفه الجندى الأمريكى «جيمى ماسى» الذى قضى ١٨ عامًا فى خدمة الجيش الأمريكى ويحكى فيه كيف ينال من شرف الدول؟ وللأهمية سأضع فى الشنطة التى سأهديكها «C D» به مقاطع فيديو مُصورة لأُمهات وزوجات وأبناء الشهداء من الجيش والشرطة وَهُم يوجهون رسالة لك مفادها (نُريد العيش فى سلام يا دُعاة السلام، واتركونا فى حالنا لكى نحيا ندعو لشهدائنا الذين فقدناهم لكى تبقى مصر).