دعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الحكومة الجديدة إلى الإسراع في تحقيق وإنجاز ما تعهدت به في بيانها الوزاري والذي حازت بموجبه على ثقة المجلس النيابي، والعمل على تنفيذ المشاريع التنموية والإصلاحية والاقتصادية.
وأشار المجلس الشرعي - في ختام جلسته المنعقدة اليوم السبت - إلى أن المقررات المالية التي تضمنها المؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد والبنى التحتية اللبنانية (سيدر) يعول عليها المجتمع الدولي للنهوض بلبنان ومؤسساته، وأن أي سجال ومناكفات سياسية بين الفرقاء اللبنانيين، تنعكس سلبا على إنتاجية عمل الحكومة ومستقبل لبنان في التنمية والاستقرار.
وأكد المجلس أن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم هو مطلب جميع اللبنانيين على أن تكون العودة بشكل آمن بالتعاون مع المجتمع الدولي ومؤسساته المعنية بكل أنواع النزوح واللجوء.
وشدد على أن معالجة مسألة مكافحة الفساد يجب أن تكون ضمن الأطر القانونية ومحاسبة الفاسدين على أسس واضحة المعالم من خلال المستندات والوثائق الرسمية، وألا تكون كيدية أو سياسية أو انتقائية، وأن القضاء النزيه هو من يتخذ القرارات في هذا الإطار ولا يحق لأي أحد التلميح أو اتهام أي شخص دون أي مسوغ قانوني.
واعتبر أن استهداف رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة يمثل افتراء وحكما مسبقا ظالما.. داعيا إلى ترك الأمور إلى القضاء ليقوم بمهامه وعدم التدخل فيه، وأن تكون محاربة الفساد شاملة لجميع الحقبات، بحيث تشمل ما قبل عام 1992 حيث تولي رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري رئاسة الحكومة، كي لا يشعر أي فريق سياسي بأنه مستهدف.
وكان (حزب الله) قد أطلق عبر أحد نوابه بمجلس النواب حملة ضد السنيورة قال فيها إن الحكومة أنفقت خلال الأعوام 2006 إلى 2009 (إبان رئاسة السنيورة) مبلغ 11 مليار دولار أمريكي دون مستندات وعلى نحو يمثل فسادا وإهدارا للمال العام، إلى جانب تلميح الحزب إلى أن السياسات المالية التي اتبعت منذ عام 1992 تنطوي على أوجه فساد وإهدار للمال العام.
وعقّب السنيورة خلال مؤتمر صحفي عقده قبل عدة أيام، مؤكدا أن كافة الأموال التي أشار إليها نائب حزب الله أنفقت بما يتفق مع الأصول وأحكام الدستور والقوانين المالية وبعد مراجعة الجهات الرقابية والمحاسبية ، وبما يؤمن تسيير المرافق العامة وتلبية حاجات الدولة والمواطنين، واستعرض خلال المؤتمر مجموعة من الجداول والمستندات والبيانات الإحصائية التي تشير إلى أوجه الإنفاق لذلك المبلغ.
واعتبرت أوساط سياسية بتيار المستقبل وقوى (14 آذار) المناهضة لحزب الله أن الحملة التي يقودها الحزب مؤخرا، تستهدف بطريق غير مباشر، النيل من رئيس الوزراء سعد الحريري والضغط عليه سياسيا خاصة وأن فؤاد السنيورة يعد أحد كبار السياسيين المقربين من الحريري وتياره.