الإثنين 04 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ضياء السبيري يكتب.. هل يستحق جمال شعبان الإقالة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابعنا خلال الأيام القليلة الماضية تسريب خبر من وزارة الصحة والسكان بإقالة الدكتور جمال شعبان عميد المعهد القومي للقلب، والمُلقب بطبيب الغلابة، وسرعان ما اشتعل موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، رافضا قرار الوزيرة هالة زايد، باعتباره خاطئا، وبعد ساعات من الغليان خرج علينا متحدث وزارة الصحة والسكان الدكتور خالد مجاهد ببيان رسمي على لسان مساعد الوزيرة الدكتور أحمد محيي القاصد بأنه تمت إقالة "شعبان" وإحالته للتحقيق للتقصير في العمل.
في حقيقة الأمر لم يقتنع جمهور السوشيال ميديا بحقيقة هذا البيان وحينها انتشر أيضا نص مذكرة الإقالة والتي نصت على أن "شعبان" أجرى عددا كبيرا من عمليات القلب المفتوح والقسطرة بالنظام المجاني.. إلى آخره.
وهنا ترد إلينا عدة تساؤلات لماذا لم يحال جمال شعبان للتحقيق قبل الإقالة؟ وبناءً على نتيجة التحقيق يتم اتخاذ القرار، ولما لا يتم الإعلان عن إقالته وتعيين آخر؟ قبل أن تضغط السوشيال ميديا يوما كاملا، لو أن "شعبان" مقصر في العمل بالفعل كيف لوزارة الصحة أن تحتفي بالمعهد قبل أسبوعين من الإقالة وأنه انتهى من أكبر عدد ممكن من العمليات خلال فترة وجيزة.
لمن يتساءل من هو جمال شعبان ولماذا كل هذا الإصرار عليه من قبل المواطنين والمتخصصين في هذا الملف.
أولا.. جمال شعبان أستاذ في كهرباء واختلال نبض القلب، ماهر جدا في تخصصه الدقيق، له من الأعمال الإنسانية عشرات، تراه في الواحات البحرية على رأس أي قافلة طبية مجانية وتراه في سيناء وأسوان ومطروح، رغم شهرته لا يتأخر عن المشاركة في أي قافلة طبية مجانية بالأماكن الحدودية والتي تبعد عن الخدمات.
جمال شعبان أغلق عيادته بمنطقة المهندسين الشهيرة بمجرد صدور قرار تعيينه ليتفرغ للعمل بالمعهد، وذلك على عكس كل قيادات وزارة الصحة.
صدر قرار بتعيينه منذ 6 أشهر عميدا لمعهد القلب القومي، وبمجرد تسلم العمل رفع شعار "حياة الإنسان أهم من إتمام الأوراق"، فأصدر قرارا بعمل القساطر للمرضى دون انتظار إنهاء أي إجراءات ورقية بصورة البطاقة فقط للمريض أو أي من أقاربه، ووجّه بتركيب الدعامات الذكية لمرضى القلب مجانا بدون إجراءات أيضا، وذلك أدى لإجراء نحو 7 آلاف عملية قلب مفتوح وقسطرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفتح القسم الفندقي للبسطاء.
حصل معهد القلب خلال الـ 6 أشهر الماضية على المركز الأول في إنهاء قوائم الانتظار، كان يُجري يوميا 90 قسطرة، وأعاد تشغيل قسم جراحة القلب للأطفال حديثي الولادة بعد توقفه لسنوات، في 27 فبراير الماضي، ومنحته جمعية القلب المصرية لقب "الطبيب الأكثر تميزًا".
كنا جميعا سندعم وزيرة الصحة والسكان الدكتورة هالة زايد في قرار الإقالة لو أنه تورط في قضية فساد أو كان هناك شكاوى للمرضى بتأخر عملياتهم وغيره أو تكدس المواطنين في طوابير، كما كان يحدث قبل ذلك أو أنه يوجه باستخدام دعامات قاربت على انتهاء صلاحيتها؛ لكن لن يقبل أحد قرار الإقالة بدون سبب أو لأسباب أخرى تم إعلانها على السوشيال ميديا.
للعلم معهد القلب القومي ليس مكانا صغيرا أو على الهامش، فهو أمن قومي مصري، لذلك يستحق الاهتمام به وتعيين مَن استطاع الوصول به لأعلى معدلات النجاح، والذي لم يشتكي في عهده أحد، والدليل على ذلك إصرار رئيس الوزراء الأسبق المهندس إبراهيم محلب على تطويره.
ننتظر جميعا قرار وتدخل المهندس مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، لرفع الظلم عن طبيب لم يتأخر عن خدمة مريض، وحوّل العمل بمعهد القلب من وظيفة إلى عمل إنساني يتسابق الجميع للمشاركة فيه.. وأتمنى أن يكلف السيد رئيس الوزراء لجنة محايدة لعمل تقرير شامل من أرض الواقع عما كان عليه معهد القلب قبل قدوم جمال شعبان وأثناء توليه.