الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

«الصعايدة» وحلم المشاركة في كأس الأمم الأفريقية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فور فوز مصر الساحق على جنوب أفريقيا، واختيارها لتنظيم كأس الأمم الأفريقية لهذا العام، وحصولها على 16 صوتًا من أصل 20 فى مقابل صوت لجنوب أفريقيا، استبشر المصريون خيار بهذا الإنجاز، لما يأتى به من فوائد سياسية واقتصادية وثقافية ومعنوية، وشتى النواحي، وفرح أبناء محافظات الصعيد من بنى سويف حتى أسوان، حالمين بانتعاش السياحة، والحركة التجارية خلال البطولة التى تنطلق يوم 21 يونيو حتى 13 يوليو المقبلين.

لكن فرحة الصعايدة باستضافة أحد ملاعبهم للبطولة سريعا ما تبخرت مع اقتصار اللعب على استادات ستة، هي: القاهرة الدولى، والدفاع الجوى، والإسكندرية، والسويس، والإسماعيلية، وبورسعيد، وذلك رغم وجود استادات كبرى ومناسبة فى محافظات أسوان وقنا وأسيوط وغيرها يمكنها المشاركة فى هذا الحدث المهم والتاريخي

فمن أهم النتائج الإيجابية، التى تحصدها مصر، بعد اختيارها لتنظيم هذا الحدث الهام فى القارة الأفريقية، يتعلق بالجانب الاقتصادى والسياحى، وفى هذا الشأن كيف نتكلم عن ازدهار السياحة فى غياب محافظتى الأقصر التى تضم ثلث السياحة العالمية، وكذلك أسوان عن هذا الحدث المهم؟ وكيف لضيوف مصر خلال البطولة والذين تقدرهم بعض التوقعات بالملايين أن يأتوا المحروسة ولا يرون آثار مصر فى الصعيد، ويتعرفون على طبيعة شعبها الصعيد؟.. وكيف لمشجعى الصعيد أن يغيبوا عن المشاركة فى هذه البطولة؟

كما أن المرجو أيضًا من تنظيم البطولة أن يشعر الضيوف بأن مصر بلد الأمن والأمان، وأنها انتصرت على الإرهاب، ولم تعد خائفة من تهديدات الإرهابيين، فكيف يحث ذلك والضيوف لا يزورون مدن وقرى الصعيد المترامية الأطراف؟

ما قيل عن أسباب عدم إقامة مباريات مجموعات كأس الأمم الأفريقية 2019، فى الصعيد، مثل ارتفاع درجة الحرارة، وعدم كفاية سعة ملاعب الصعيد للحدث، هى حجج غير منطقية، فالضيوف أفارقة وكلنا يعرفة أنهم يعيشون فى بيئات أشد حرارة من الصعيد، كما يمكن تجهيز استاد أو أكثر بالصعيد للمشاركة فى هذه البطولة المهمة للغاية.

يأتى ذلك، فى ظل الدعم والاهتمام الذى يوليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتنمية الصعيد ماديا وبشريا، لذلك كان على وزارة الشباب واتحاد الكرة بترجمة ذلك على أرض الواقع لإشراك أهالى الصعيد فى هذه البطولة التاريخية، فضلًا عن وضع شاشات عرض مجانية للمواطنين بالميادين الكبرى والحدائق ومراكز الشباب، وعرض أفلام وثائقية عن الأماكن السياحية والتراثية بالصعيد على الشاشات بجانب المباريات.

وفى ملاحظة سريعة للأمور نرى أن الـ«كاف» سحب أواخر نوفمبر الماضى، استضافة البطولة من الكاميرون، على خلفية التأخر فى إنجاز أعمال البنى التحتية، ومنشآت الملاعب، إضافة إلى مخاوف من الوضع الأمنى، وإسناده لمصر يعنى تمتعها بما عجزت عنه الكاميرون، من أعمال البني، وعدم وجود مخاوف أمنية، فهذه هى المرة الخامسة التى تستضيف فيها مصر البطولة القارية، بعد نسخ أعوام 1959، و1974، و1986، و2006، بينما فشلت جنوب أفريقيا، فى احتضان الحدث الكروى الأبرز فى القارة السمراء للمرة الثالثة، بعد استضافتها لبطولتى 1996 و2013.

وتعد البطولة، واحدة من أهم الأحداث الرياضية التى تستضيفها مصر، لذا كان يجب لتطوير ورفع كفاءة الاستادات الرياضية التى تستضيف المحفل الأفريقى من حيث قوة الإضاءة وأرضية الملاعب، حيث تحرص الجماهير، خاصة «الصعايدة»، على ظهور شكل مصر الحضارى أمام العالم من خلال التشجيع المثالي، فضلًا عما يمثله ذلك من دعم لأهل الصعيد معنويًا وماديًا وأمنيًا واجتماعيًا، وبث روح التفاؤل للمهمشين مرة أخرى ومحو الشعور الموجود لديهم عبر سنوات كثيرة بأن التنمية تقتصر على الوجه البحرى والقاهرة، فأهالى الصعيد عاشقون للأحداث الرياضية، ومشجعون بقوة لمنتخبهم القومي.

«الرياضة هى لغة الشعوب»، وهذه فرصة كبيرة للتقريب بين الشعوب الأفريقية والشعب المصرى بشكل عام والصعايدة بشكل خاص، كنت أتمنى استغلالها، ومحاولة استثمار الحدث الرياضى لدفع رجال الأعمال لضخ استثمارات رياضية جديدة بالصعيد، تسهم بشكل كبير فى تشغيل الشباب، والقضاء على البطالة، ورفع المستوى الاجتماعى للأهالي.

فمحافظة مثل أسيوط مثلا يمكنها استضافة جزء من هذا الحدث الرياضى الكبير، لما تملكه من 3 ملاعب مؤهلة، هى «الأسمنت، الجامعة، استاد بترول أسيوط»، وأيضًا أسوان وكذلك قنا وسوهاج.

وفى هذا المقام، يتوجب على وزارة الرياضة، إعداد أو صيانة ملاعب بالصعيد يمكنها استضافة دورات رياضية، دون أن يقتصر تنظم البطولات على القاهرة والجيزة والسويس والإسماعيلية وبورسعيد والإسكندرية فقط، وأيضًا عند تنظيم أى بطولة عالمية أو قارية لا بد أن يتم وضع مجموعة من المجموعات فى إحدى محافظات الصعيد، للاستفادة من ذلك فنيًا وشعبيًا، كما يجب إحياء الرياضة المدرسية وتنظيم بطولات للطلبة وإعداد كوادر رياضية فى كل محافظة للمشاركة فى تنظيم البطولات العالمي.