أصبح الناقد فؤاد دوارة علامة بارزة من علامات النقد المسرحي، ليس ناقدا مسرحيا فقط، ولكنه واحد من القلائل الذين لا يتعدون أصابع اليدين ممن أفنوا حياتهم بالمعنى الحرفى للكلمة فى دراسة المسرح بشكل عام والمصرى بشكل خاص، كان يستند دائما إلى معايير النقد الواضحة التى تواكب الحركة المسرحية، ويضع مصر وبنية المسرح فوق كل اعتبار.
قال عنه توفيق الحكيم: «إن الصفة البارزة التى عرف بها دوارة هى صفة الناقد الجاد والجدية عنده قد بلغت حدا يمكن وصفه بالفدائية، ففى دنيا الأدب جماعة من الفدائيين يكرسون حياتهم وجهودهم فى سبيل عمل وهدف مما يرونه ضروريا ونافعا بصرف النظر عما يأتى لهم بالفائدة التى يسعى إليها أكثر الناس».
صاحب مقولته الشهيرة: «إننى أحب بلدى ولا أطيق البعد عنها، حتى حينما زرت الغرب لم يحدث أن انبهرت به بل ازددت حبا لمصر وترابها، وأننى لا أطيق أن يجرح النسيم خدها».
تعد الإسكندرية مسقط رأسه؛ حيث ولد فى ١٥ نوفمبر ١٩٢٨، من عائلة فنية وأدبية، والشقيق الأصغر لكل من الكاتبين محمد دوارة وسعد دوارة، حصل على ليسانس الآداب فى اللغة العربية جامعة الإسكندرية، وماجستير فى الأدب العربى «السياسة فى مسرح توفيق الحكيم» بجامعة القاهرة ١٩٧٧، قام بتأليف أكثر من ثلاثين كتابا، إضافة إلى ترجمة أكثر من عشرة كتب أغلبها فى المسرح، إلى جانب نشر مئات الأبحاث والدراسات والمقالات الأدبية فى أكبر الصحف والمجلات المصرية، والعربية، شغل العديد من المناصب من بينها الإشراف على المركز القومى للطفل، ثم المركز القومى للمسرح والموسيقى، وأخيرا مستشارا لوزير الثقافة من ١٩٨٦ حتى ١٩٨٨ سن التقاعد، بفضل إنتاجه الغزير فى النقد جعله ينال العديد من الجوائز والأوسمة، توفى دوارة فى ١ مارس ١٩٩٦.