الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

قطار الموت.. 20 حالة وفاة و40 مصابًا في انفجار جرار بمحطة مصر.. تكليف الطب الشرعي بإجراء تحليل DNA للجثث مجهولة الهوية للتعرف عليها.. شهود عيان: السائق صرخ قبل الانفجار بثوان: "وسعوا وسعوا"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب- طه هاشم ومنتصر سليمان ومي غلاب ونورهان مطاوع وحمزة عبدالمحسن وعمر عزوز

كارثة جديدة فى السكك الحديدية، وقعت اليوم الأربعاء لتُضاف إلى قائمة طويلة من الكوارث التى حصدت مئات الأرواح، وآخرها حريق محطة مصر فى رمسيس الذى وقع إثر اصطدام القطار رقم ٢٣٠٢ بالرصيف مما أدى إلى حدوث انفجار نتج عنه ٢٠ حالة وفاة و٥٠ مصابًا.
الكارثة أن الحادثة وقعت داخل محطة مصر المليئة بالركاب، ما بين أُمٍّ تنتظر نجلها، وأب يودع ابنته على المحطة لذهابها إلى الجامعة، وعشرات الموظفين وأصحاب المصالح.

البداية باصطدام جرار القطار رقم ٢٣٠٢ بالرصيف فور دخوله إلى محطة مصر برمسيس، ونتج عن ذلك نشوب حريق هائل، وعلى الفور دفعت قوات الحماية المدنية بالقاهرة بـ١٠سيارات إطفاء إلى محيط محطة رمسيس للسيطرة على الحريق، وانتقلت قوات الإنقاذ البرى ودفعت وزارة الصحة والسكان بسيارات إسعاف لنقل الجثث المتفحمة والمصابين. ودفعت مديرية أمن القاهرة بتعزيزات أمنية لمساعدة رجال وزارة الصحة والمصابين فى نقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات وكذلك إخلاء المحطة من الأشخاص منعًا للتكدسات وإنقاذًا للمصابين. ونجحت قوات الحماية المدنية فى زمن قياسى فى السيطرة على الحريق، ثم بدأت فى عمليات التبريد للجرار والعربات الأخرى المشتعلة، وعلى الجهة الأخرى كانت هناك عمليات نقل المصابين إلى مستشفيات السكة الحديد والجلاء والهلال الأحمر، وقصر العيني، فاستقبلت المستشفيات العديد من المصابين ومجهولى الهوية. 
وتم تكليف الطب الشرعى بسرعة عمل تحليل DNA للجثث مجهولة الهوية للتعرف عليها والوصول لأهليتها، وفى هذه الأثناء بدأت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة وشرطة النقل والمواصلات، لأقوال شهود العيان، حول واقعة الحريق، كما فتحت نيابة الأزبكية تحقيقا موسعا لسماع أقوال شهود العيان وطلبت سرعة التحريات حول الحادث وضبط سائق القطار، كما أمرت المستشارة أمانى الرافعى رئيس هيئة النيابة الإدارية بفتح تحقيق عاجل فى الحادث.

وكلف اللواء محمد منصور، مدير أمن القاهرة، بتشكيل فريق بحث أمني، رفيع المستوى، لكشف ملابسات حادث قطار محطة مصر، وموافاته بنتائج، وكلف الأجهزة الأمنية، بإخلاء المحطة من الركاب، وذلك لاستخراج جثث ضحايا الحريق، الذى نشب نتيجة اصطدام جرار بالرصيف، وانتقل فريق من نيابة حوادث جنوب القاهرة الكلية، بإشراف المستشار سمير حسن، المحامى العام لنيابات جنوب القاهرة، إلى مشرحة زينهم بالسيدة زينب، لإجراء مناظرة لجثث ضحايا حادث قطار محطة مصر، وإعداد تقرير بها، وتسليمها لنيابتى حوادث شمال القاهرة والاستئناف، لإرفاقها بالتحقيقات.
روى أحد شهود العيان كواليس مأساة انفجار قطار رمسيس وأكد أن عاملًا بأحد الأكشاك الموجودة بالقرب من الجرار كان أول الضحايا ولم يستطع الفرار وظل يردد «الحقونا الحقونا»، لكن قوة الموجة الانفجارية الناجمة عن احتراق الجرار لم تمكن أحدًا من إنقاذه فاحترق على الفور داخل الكشك، موضحًا أن الكشك تفحم بالكامل وأخرجنا الجثث من داخله متفحمة.

وقال شاهد عيان آخر، إن الصدام المروع أسفر عن نشوب حريق مروع، أسقط كثيرا من الضحايا، ونتج عنه وفاة بعض الجالسين على كراسي المحطة فى انتظار لحظة ركوبهم القطار، وأكد الشاهد أن القطار دخل إلى المحطة بسرعة كبيرة واصطدم بالرصيف فاشتعلت النيران لمسافات كبيرة أطاحت بـ«الأخضر واليابس» واشتعلت النيران فى المتواجدين على الرصيف، فمنهم من تفحم ومنهم من ساعده البعض فى إطفاء النيران من جسده وأصيب بالحروق.
وقال شاهد عيان ثالث، إنه أثناء انتظاره على المحطة شاهد سائق «قطار الموت» يقفز منه صائحًا: «وسعوا وسعوا» والناس بدأت تهرول خارجة من المحطة، لكن البعض لم يستطع الهروب ولم يسمع صوت السائق لأن صوت القطار كان أعلى من صوت السائق فالتهمتهم النيران، وأضاف الشاهد أنه قبل وصول سيارات الإسعاف لانتشال الجثث لفظ رجل وزوجته وبرفقتهما طفلاهما أنفاسهم الأخيرة متأثرين بإصابتهم، وتم نقلهم فيما بعد كجثث.

«البوابة نيوز» تمكنت من الوصول لعدد من أسماء المصابين، فى الحادث المروع المتواجدين بمستشفى الهلال وهم: منصور محمد عمارة «مجند»، وهدير مدحت عبدالحميد، وخالد محمد عبدالمنعم، ومحمد مجدى محمد، وناهد عبدالعال إسماعيل، وسوسانا الأمير رزق، وإسماعيل محمد السيد، ومحمد عادل إبراهيم، ومنى عبدالفتاح أحمد. ونجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة فى القبض على السائق الذى قام بتسليم الوردية وفتحت النيابة العامة والنيابة الإدارية وعدد من الأجهزة المختصة تحقيقات موسعة للوقوف على ملابسات الحادث وضبط المتسببين فيه، ومن جهة أخرى أعلنت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، وفاة ٢٠ مواطنا وإصابة ٥٠ آخرين فى حادث قطار «محطة مصر».
وفى سياق متصل أمر المستشار حسام عبدالرحيم، وزير العدل، برفع درجة الاستعداد بمصلحة الطب الشرعي، واتخاذ كل الإجراءات والاحتياطات للاستقبال، وتوقيع الكشف الطبى على جثامين المتوفين فى حادث قطار محطة مصر، الذى وقع أمس الأربعاء وتم تكليف عدد إضافى من الأطباء الشرعيين، بمقرات الطب الشرعى المختلفة، للتواجد بالمقر الرئيسى للمصلحة، لضمان سرعة الانتهاء من توقيع الكشف الطبي، وإنهاء كل الإجراءات على وجه السرعة.

كما أمرت نيابة الأزبكية تشكيل لجنة هندسية وفنية من وزارة النقل لمعاينة الحريق ومعرفة الأسباب وتقدير قيمة الخسائر والتلفيات وانتداب المعمل الجنائي، كما أمرت بالتحرى عن سائق القطار تمهيدا لاستدعائه واستجوابه، كما كلفت فريقا من النيابة بالانتقال إلى المستشفيات لسماع المصابين. وكشفت مناظرة النيابة الأولية لعدد من الجثث التى لقيت مصرعها فى الحادث اختفاء معالمها لتفحمها الشديد لتوضع فى عداد المجهولين.
تبين من المعاينة الأولية، أن الحادث نجم عن دخول أحد القطارات القادم من الورش بسرعة جنونية تجاوزت الـ١٠٠ كيلومتر، فاصطدم بالصدادات وارتطم بمبنى الحركة وتسبب فى الحريق وأوقع عشرات الضحايا بين متوفين ومصابين. كما أمرت المستشارة أمانى الرافعى رئيس هيئة النيابة الإدارية بفتح تحقيق عاجل بشأن الحادث، وبناءً عليه كلفت المستشار أمانى الرافعى رئيس هيئة النيابة الإدارية المكتب الفنى لرئيس الهيئة للفحوص والتحقيقات بمباشرة التحقيقات فى الواقعة.
وانتقل لمكان الحادث فريق التحقيق برئاسة المستشار عزت أبو زيد نائب رئيس الهيئة، وعضوية كل من المستشار تامر مصطفى كامل والمستشار أحمد لطفى لإجراء المعاينة ومباشرة التحقيقات الفورية. وتم نقل جثث ضحايا حادث حريق محطة مصر لمشرحة زينهم، وتشكيل فريق من الأطباء الشرعيين لإعداد تقارير الصفحة التشريحية، وإجراء تحاليل DNA لمعرفة هوية جثث المتوفين والوقوف على أسباب الوفاة.