السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

اتجاهات الشباب نحو الأحزاب السياسية «3»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شاركتُ مؤخرًا فى مناقشة رسالة ماجستير مهمة للباحثة وفاء براد جلال عبدالصادق بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة سوهاج، وعنوانها: «دور المواقع الإخبارية فى تشكيل اتجاهات الشباب نحو الأحزاب السياسية بعد ثورة 25 يناير 2011»، أشرف على الرسالة د. عزة عبدالعزيز عثمان رئيس قسم الإعلام السابق بجامعة سوهاج وعميد المعهد العالى للإعلام بالإسكندرية ود. مرزوق عبدالحكم العادلى، الأستاذ المساعد بالقسم نفسه، وشاركنى فى مناقشة الرسالة الزميل العزيز د. محمد سعد إبراهيم، عميد المعهد الدولى العالى للإعلام بأكاديمية الشروق.
وقد أجرت الباحثة مقابلات علمية مقننة مع بعض القيادات الحزبية، حيث أوضحت هذه المقابلات أنه فيما يتعلق بتأثير وجود الشباب داخل الأحزاب السياسية ودورهم داخل الحزب، أن للشباب دورًا غير مؤثر داخل الأحزاب السياسية قبل ثورة 2011، إلا أن هذا الدور تغير وأصبح للشباب دور مهم ومحورى داخل الأحزاب السياسية بعد الثورة؛ لما أثبته الشباب من أنهم قادرون على التغيير، فأصبح أغلب الشباب من أبرز قيادات الأحزاب بعد الثورة، بل أصبح بعض الشباب رؤساء لبعض الأحزاب، ويتعاظم دور الشباب داخل الأحزاب يومًا بعد يوم، وأصبح لدى بعض الأحزاب لجنة نوعية للشباب، كذلك فعاليات الحزب يقوم بها شباب الحزب من حيث الفكر والتنفيذ، كما أن الشباب داخل أى حزب هم الدماء الجديدة القادرة على الحركة والتفاعل فى العمل السياسى الحزبى، وإن كان بعض الأحزاب لا تفسح مجالًا كبيرًا فى حجم عضوية الشباب، لأن عنصر الجذب للانضمام هى ما يقدمه الحزب من أنشطة شبابية.
كما أشارت نتائج المقابلات حول حجم وجود الشباب فى مستويات القيادة العليا للأحزاب عن وجود الشباب فى الأحزاب فى مستويات القيادة، فعلى مستوى الهيئة العليا والتى هى أعلى مؤسسات الحزب يوجد خمسة شباب داخلها، كذلك هناك لجنة فرعية للشباب تعد أهم اللجان النوعية والمؤثرة فى الحزب، كذلك يوجد فى كل محافظة رئيس شباب للحزب، ولا تؤخذ قرارات تتعلق بالحزب أو بالشباب إلا بمشاورة الشباب فيها، كما أن الشباب لا يدخلون القيادة العليا كأفراد وإنما كقيادة تمثل شباب الحزب المنظم فى اتحاد الشباب، فأمين الشباب عضو بالأمانة العامة والمكتب السياسى للحزب والمكتب التنفيذى للشباب كاملًا عضوًا باللجنة المركزية للحزب.
وكشفت نتائج المقابلات حول تشكيل اتجاهات الشباب من خلال الموقع الإلكترونى للحزب أن الموقع الإلكترونى للحزب يقوم بدور فعال لصالح الحزب عمومًا وبدور تنويرى لصالح الشباب خصوصًا من حيث تعليم الشباب وإطلاعهم أولًا بأول على الأحداث والمستجدات والقرارات بالحزب وكذلك تنوع الأخبار التى تهم الشباب سياسيا وثقافيًا، إضافة إلى أن الموقع الإلكترونى للحزب يقدم الشباب التحليل السياسى، ونشر أخبار الحزب وتنظيماته المحلية بالمحافظات وكذلك الكتب الإلكترونية المرشحة للقراءة، كما ينشر بيانات الحزب التى يشارك فيها القيادة الشبابية والشباب داخل القيادة يكتبون مقالات وينشرونها داخل الحزب والموقع له اتجاه إيجابى تجاه الشباب.
وكشفت نتائج الدراسة الدور الذى ساهمت به ثورتا 25 يناير و30 يونيو فى تعزيز دور الشباب فى الأحزاب السياسية من حيث اهتمام الشباب المتزايد بالسياسة، وأقبل على الانضمام إلى الأحزاب السياسية بمختلف اتجاهاتها، وأن عددًا من الشباب بعد هاتيْن الثورتيْن الثورة اتجه للأحزاب. وكان هناك سيل من الائتلافات وأزمة بين الشباب فيمن يمثلهم، ومن هنا جاء دور الأحزاب لإيجاد كيان يصب فى مصلحة جيل كامل يكفل وجود نخبة سياسية شابة لديها رؤية وتعمل على تقديم عمل سياسى جيد.
وكشفت نتائج الدراسة حول رؤية القيادات الحزبية للأداء السياسى للشباب داخل الحزب عن أن الأداء السياسى للشباب جيد للغاية؛ لأن حزب الوفد عريق ويحتفل هذا العام بمرور مائة عام على تأسيسه، وبالتالى لدى الحزب شباب لديهم خبرة سياسية كبيرة ظهرت فى دور الحزب بشبابه فى قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو، إضافة إلى أن الشباب دائمًا معتز برأيه فى أى موضوع يشارك فيه من الناحية الفعلية، والأحزاب هى القنوات الواضحة لممارسة الحياة السياسية، ونعول على فكرة الكفاءة والكيف وليس الكم، ومن سيتم انتخابهم داخل المجالس المحلية قادرون على اتخاذ قرارات فعالة، ويكون لهم لمسة وبصمة معينة، لكى نصل لكادر سياسى قوى والتجربة فى هذه المرحلة لا تزال محل اختبار، وإذا لم تنجح فهو شيء كارثى فى حد ذاته، وندمر تجربة جيل كامل، ونمحو أى ثقة لدى المواطنين فى الشباب ومنحهم الثقة، كذلك عندما نتحدث عن مشروع الكادر السياسى نقدم رؤية لكيفية استفادة الدولة من الشباب، فنحن نقدم الطرح والرؤية، وإنجاح التجربة سيكون مسئولية المؤسسات التى ستشارك فى التجربة فيما بعد.
وأظهرت نتائج الدراسة مدى قابلية شباب الأحزاب لممارسة الديمقراطية داخل الحزب أن مجرد وجود الشباب فى الحزب فهو يريد ممارسة الديمقراطية، فالشباب لا يتحيز لرأى معين، فالشباب يعتد برأيه، ووجوده فى حزب سياسى سيعوده مع الوقت على الممارسة فى أن يقول رأيًا يختلف ولا يخالف، وميزة من مميزات الأحزاب أن يتم نشر ثقافة الاختلاف، ويؤخذ برأيه، كل البناء الهيكلى فى الأحزاب يتم بالانتخاب، ويسمح لهم بالاختلاف فى الرأى مع الالتزام برأى الأغلبية، وفى النهاية يقبلون بالرأى الصحيح ويلتزمون بقرار الحزب، الشباب عندما بادروا إلى الالتحاق بالعمل الحزبى، كان دافعهم الأساسى هو المحاكاة، نظرًا لوجود القدوة السياسية، حيث كانوا يَجدِون فيمن يمتهِن العمل السياسى المصداقية والنزاهة اللتيْن تُعدّان المغناطيس الجاذِب للانخراط فى العمل الحزبى، وهذا الأمر أصبح -للأسف- فى عصرنا الحالى شبه غائب، حيث تسيّدت الانتهازية وتحوّلت الأحزاب إلى أداة للتسلّق الطبقى والمصالحى، واقترن ذلك بالمحسوبية وعدم النزاهة.
فى ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج قدمت الباحثة عددًا من المقترحات، حيث أوصت بضرورة اهتمام الأحزاب السياسية المصرية بالمواقع الإلكترونية شكلًا ومضمونًا لأهميتها فى تشكيل اتجاهات المجتمع نحوها، وأنه على الأحزاب السياسية أن تتبنى فى خطابها الإعلامى القضايا التى تمس المواطنين بشكل مباشر كالقضايا الاقتصادية والاجتماعية، وأن تقدم حلولًا علمية وتبدأ بالفعل على تنفيذها، بدلًا من أن تكون هذه الحلول مجرد وعود انتخابية زائفة يرتبط القيام بها فى حال الفوز بمقاعد فى البرلمان فقط، وأن تعكس ذلك من خلال المواقع الإلكترونية الخاصة بالأحزاب أو المواقع الإخبارية العامة، وعلى الأحزاب أن تعيد النظر فى عددها الكبير والمبالغ فيه، وأن تعمل الأحزاب السياسية على الاندماج فيما بينها ليصبح لدينا 5 أو 6 أحزاب تمثل مختلف التيارات السياسية.