الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

حوثنة اليمن تغيير الهوية اليمنية.. مشروع فارسي بيدٍ حوثية إجبار موظفي الدولة على حضور الدورات المذهبية أو الفصل من الوظيفة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تواصل ميليشيا الحوثى الإرهابية عملياتها المتسارعة لتغيير هوية مؤسسات الدولة اليمنية؛ لضمان ولاء العاملين بالجهاز الإدارى لهم، وتنفيذ مشروعهم المذهبي؛ لفرض سلطتهم على المناطق الخاضعة لهم.
وكشفت تقارير يمنية عن توجيه محمد على الحوثى، رئيس ما يسمى اللجنة الثورية العليا، تهديدات واضحة وصريحة إلى موظفى الدولة الواقعين تحت سيطرتهم، بحضور الدورات المذهبية أو الفصل من وظائفهم الحكومية.

وأضافت التقارير أن مشرفى الحوثى فى الوزارات والمؤسسات والهيئات فى صنعاء، وبقية المدن الواقعة تحت سيطرة الميليشيا، تواصلوا مع العشرات من مديرى العموم فى جهاز الدولة والمعينين بوظائف إدارية عليا (مدير عام وما فوق)؛ لإبلاغهم بحضور الدورات المذهبية أو الفصل من الوظيفة.
وفى ٣ فبراير الجارى، كشف وزير الإعلام اليمنى، معمر الإريانى، عن جريمة جديدة لميليشيا الحوثى، إذ تقوم الميليشيا بطباعة مجلة للأطفال، تروج للفكر الإرهابى، وتهدد الهوية اليمنية، وقال، فى تغريدة عبر «تويتر»: «تواصل الميليشيا الحوثية إصدار مجلة للأطفال باسم (جهاد)، تمجد الإرهاب، وتحرض على العنف والكراهية، وتتضمن أفكارًا طائفية ومذهبية متطرفة ودخيلة على ثقافة وقيم ومعتقدات شعبنا اليمنى، فيما طريقة إدارة المجتمع الدولى والأمم المتحدة للملف اليمنى تمنحهم المزيد من الوقت لممارسة هذا العبث».
فيما حذر مراقبون من أن تغيير المناهج وحوثنة التعليم؛ خاصة التى تستهدف مقررات اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والتاريخ، يعكس حقيقة التوجه للإضرار بالهوية الوطنية للشعب اليمني؛ إذ يقومون بتغيير بعض القضايا التاريخية والدينية، وفرض رؤيتهم للأحداث من وجهة نظر طائفية، إضافة إلى تغيير العديد من أسماء المدارس؛ خصوصًا تلك المتعلقة أسماؤها بالثورة اليمنية وبعض الصحابة رضى الله عنهم.
واعتبر المركز الإعلامى للثورة اليمنية، أن تغيير الحوثيين للمناهج يعنى السيطرة على ما يقارب ٥ ملايين طالب فى المرحلتين الأساسية والثانوية فقط، وفقًا لإحصاءات عام ٢٠١٠.

كما كشفت وثيقة صادرة فى نوفمبر ٢٠١٨، عن أن الجامعات اليمنية الواقعة تحت سيطرة الميليشيا بدأت تدريس ملازم «حسين بدر الدين الحوثي» مؤسس جماعة الحوثيين فى اليمن، على الطلاب اليمنيين، فى تطور واضح للمخطط الحوثى فى تغيير الهوية اليمنية، وإنشاء جيل يمنى يدين بالولاء للميليشيا.
وفى وثيقة موقعة من قبل نائب رئيس جامعة «إب» للشئون الأكاديمية، عبدالله محمد الفلاحى، المعين من قبل الحوثيين، أصدر تعميمًا بتدريس ملازم حسين الحوثى، ضمن مقررات السنة الأولى فى جميع كليات الجامعة؛ لتكون ثانى جامعة يمنية بعد جامعة صنعاء تدرِّس هذه المقررات.

ولم تقتصر تعديلات المناهج التى بدأها الحوثيون على أمور عقائدية فحسب، لكنها امتدت أيضًا إلى أمور سياسية؛ إذ حاولت تشويه الثورة اليمنية ضد النظام الإمامى فى عام ١٩٦٢، والتى ينظر إليها الحوثيون على أنها انقلاب، وهو ما يحاولون تكريسه فى المناهج الجديدة، وإلى جانب هذه التعديلات فى الكتب المدرسية، لجأت الميليشيات أيضًا إلى توزيع منشورات تتضمن الأفكار التى يريدون ترويجها.
من جانبها، حذرت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو» من تبعات تغيير المناهج التعليمية، منكرةً على جماعة الحوثى التوجهات المذهبية، وسحبها نسخًا من الكتاب المدرسى، ومحاولة تشييع المناهج المدرسية، وقالت المنظمة: «إن هذا الإجراء تخريبى وصادر عن حكومة انقلابية غير معترف بها دوليًّا، تسعى للسطو على اختصاصات الحكومة الشرعية».

واعتبر المحلل السياسى اليمنى، عبدالملك اليوسفى، أن جرائم العصابة الحوثية تأتى فى سياق تاريخى، باعتبارهم جزءًا من المشروع الفارسى الذى يسعى إلى تشويه الثقافة اليمنية منذ بداية حكم الأئمة، لافتًا إلى أن حكم الأئمة فى السابق قضى على كلِّ مظاهر الحضارة والثقافة اليمنية؛ لأن هناك ثأرًا تاريخيًّا بين الفرس وأذنابهم، والحضارة العربية.