السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

في احتفال 25 يناير.. كلنا 30 يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ونحن نحتفل بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير علينا أن نسترجع شريط الذكريات لما حدث قبل وأثناء وبعد 25 يناير، ونتفحص الوجوه التي تصدرت المشهد في هذه الفترة التي يعتبرها البعض من أسعد الفترات في حياة مصر، والبعض الآخر يعتبرها من الفترات الحزينة في تاريخ أرض الكنانة، ولا يجب أن يغضب أحد سواء من السعداء أو التعساء بسبب 25 يناير.
ونحن نسترجع شريط الذكريات علينا أن نعلم - بكل تجرّد - أن 25 يناير لم تكن صناعة مصرية وطنية خالصة، بل كانت هناك أصابع أجنبية تشارك في توجيه بوصلة الأحداث وتركيب المشاهد على خشبة المسرح وتوزيع الأدوار على المشاركين، وأيضا توزيع المغانم والمكاسب بعيدا عن خشبة المسرح ومنصة الميدان.
فالتاريخ الحقيقي لثورة - أو لأحداث 25 يناير - لن يكتب الآن، لأن الحقائق تظهر تباعا والأسرار تتكشف يوما بعد آخر، والوجوه تتبدل ودون أي تجنٍّ أو انحياز لطرف على حساب آخر، علينا أن نطالع مذكرات وزير الدفاع الأمريكي "روبرت جيتس" - خلال هذه الفترة - وكيف لعب فريق الأمن القومي الأمريكي دوراً قوياً ومؤثراً وفعالاً في الإطاحة بمبارك ونظامه، وكيف اختار الحكام الجدد لصعود جماعة الإخوان الإرهابية لحكم مصر، رغم معارضة "جيتس" ومعه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "هيلاري كلينتون" لهذا التوجه الأمريكي، فالتاريخ الحقيقي لما حدث في ثورة 25 يناير على أرض مصر سوف يكشف الكثير من المستور، وكثيرا من الصفقات المريبة والمشبوهة بين أطراف عصفت بآمال المواطنين وتطلعاتهم في دولة ديمقراطية مدنية حديثة، وكيف خططت لضرب الأمن وانهياره وفتح السجون وحرق الأقسام وسرقة الممتلكات، ويتحدثون عن سلمية 25 يناير، فأين هي السلمية في حرق وتدمير 95 قسم شرطة و15 مبنى للمحاكم واقتحام السجون وتهريب المساجين والبلطجية وإطلاقهم في الشوارع والميادين، فالتاريخ الحقيقى لـ 25 يناير ستجدونه في الوثائق والسجلات الأمريكية سواء داخل جهاز المخابرات الأمريكية أو لجنة الأمن القومي بالكونجرس الأمريكي، ولكن لا وجود له في أيّة سجلات أو وثائق مصرية، لأن الإدارة الأمريكية كانت حريصة أشد الحرص على عدم تسرب هذه الوثائق والسجلات، حتى تتمكن من إكمال مشوار المؤامرة الأمريكية على مصر والمنطقة العربية، حتى جاءت 30 يونيو وهي المفاجأة الكبرى التي حطّمت المشروع الأمريكي التآمري.
فبهو فندق سميراميس - القريب من ميدان التحرير - كان يشهد يوميا منذ 25 يناير وحتى 11 فبراير وما بعده، لقاءات واجتماعات بين مسؤولين بالسفارة الأمريكية وعدد من نجوم 25 يناير - ولا أقول ثوار 25 يناير - وكنت أراهم بنفسي عندما كنت أتردّد على هذا المكان، بل كنت أعرف منهم ما سوف يحدث تباعاً قبل إعلانه، بما في ذلك موعد تنحي الرئيس السابق مبارك ونقل الصلاحيات إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأبلغني بذلك وقتها جورج إسحاق، القيادي في حزب الدستور والمقرب وقتها من الدكتور محمد البرادعي.
فلا أحد يغضب عندما نقول إن ثورة 25 يناير لم تكن صناعة مصرية خالصة، فبدلا من الغضب والدفاع بكلام مرسل وعبارات إنشائية ورفع الشعارات، علينا أن نقلّب في شريط الذكريات لكي نعرف الحقيقة، وأن نراجع ونحلّل كل ما يصدر من تصريحات عن المسؤولين الأمريكيين في هذا الوقت - وخاصة وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس الذي كان أشد المعارضين لقيام تحالف أمريكي مع جماعة الإخوان الإرهابية، وحذر من ذلك حتي تمّت الإطاحة به وتعيين وزير الدفاع الحالي تشاك هاجل - فنحن لا نريد أن نشوّه وجه ثورة 25 يناير كما يعتقد البعض، لأن الذين شاركوا في تشويه وجه ثورة 25 يناير هم الذين تحالفوا مع جماعة الإخوان الإرهابية ومع أعداء مصر في الخارج - في واشنطن والدوحة واستانبول وغيرها من العواصم الأوروبية - وتصدرهم للمشهد من جديد في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير هو أكبر تشويه لهذه الثورة، وعليهم الابتعاد عن المشهد والاعتذار للشعب وإعلان كل الحقائق، بما في ذلك الأدوار التي رسمت لهم خارج حدود الوطن وخارج ميدان التحرير.
ويكفي أن نعلم أن اختيار 25 يناير لم يكن اختياراً مصريا، ولكنه اختيار خارجي لأنه يوافق يوم عيد الشرطة المصرية، والهدف كان ضرب الشرطة المصرية وإلغاء عيدها من ذاكرة التاريخ المصري، وإلا لماذا لا نطلق الاسم الحقيقي لها وهو ثورة 11 فبراير - وهو يوم تنحي الرئيس السابق "مبارك" عن الحكم - فالأمر يحتاج منا جميعا إلى مراجعة النفس ومراجعة حقائق التاريخ على مدار 3 سنوات مضت من عمر الوطن وشعب مصر، فلا أحد يغضب عندما نقول إن 30 يونيو هي الثورة المصرية الحقيقية، وهي صناعة مصرية خالصة لم تشارك في صنعها أيادٍ أجنبية، بل سعت هذه الأيادي إلى ضرب الثورة وإجهاضها وتدميرها، على عكس ما حدث مع ثورة 25 يناير، وما زالت تحاول حتى الآن وتضغط بكل قوة من أجل ضرب 30 يونيو، لأن التخطيط والتنفيذ تمّ بأيدي المصريين وبإرادتهم الحرة وليس باتفاقات وصفقات خارج حدود الوطن، أو بتعليمات أمريكية أو قطرية أو تركية، فنعم نحتفل بثورة 25 يناير لكي نعلن في هذا اليوم: "كلنا 30 يونيو" ولو كره الكارهون، ورغم أنف أعداء مصر في الداخل والخارج.