الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

مراحل نشأة المسرح في مصر

المسرح
المسرح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت ظهور فكرة المسرح فى العالم بالعصر الفرعونى، فقد قدموا فنونا مسرحية، وجدناها فى النقوش التى ظهرت بمحيط المقابر الفرعونية، واستمد مصطلح «المسرح» جذوره من كلمة «ثياترون» الإغريقية التى تعنى مكانًا مخصصًا للمشاهدة الذى بنى على شكل مدرجات نصف دائرية منحوتة من منحدر التل، وبالتالى يعتبر العصر الإغريقى هو أساس المسرح الذى بدأ باستغلال البداية التى ظهرت فى العصر الفرعونى لوضع وتحديد الأسس العلمية للمسرح، وهى تعتبر أشبه بمسارحنا الآن، مرورًا بعصر النهضة الذى ظهر فيه فنية المسرح والاستفادة بالأسس الإغريقية وإضافة النظريات والأفكار التى أظهرت فنيته، منتهيا بالعصر الحديث وهى فترة تسمى بازدهار المسرح التى استعانت بما قدمته العصور السابقة وتطويرها لتتلائم مع التطور الحضارى والتكنولوجى الذى حدث فى العصر الحديث وابتكار أحدث الأساليب والتقنيات المستخدمة لازدهار المسرح.
ويرجع أصل المسرح فى جميع الحضارات إلى الاحتفالات المتصلة بالطقوس الدينية، فالمسرح مزيج من فنون وحرف عديدة، وتأثيره ونجاحه يجب الحكم عليه من تكامل هذه الفنون جميعًا، وحرفية المسرح قائمة على الجانب العملى فى كل ما يسمعه ويراه الجمهور، وتحويها من النص المكتوب إلى عمل جماعى متكاملة عناصره المسرحية، يؤديها الممثلون بملابسهم ومكياجهم داخل العمل بالإضافة إلى الملحقات التى تلحقهم من الإضاءة والمؤثرات والموسيقى فى وحده فنية متكاملة العناصر المسرحية برؤية مخرج العمل ومساعديه تجعل الجمهور يشاهد، ويستمع ويتأثر بهذه الأعمال، وشهد المسرح المصرى نهضة مسرحية فى فترة ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، لكن مر المسرح المصري خلال السنوات الأخيرة بتدهور بسبب أوضاع الدولة. 
بدأت رحلة نشأة المسرح فى الوطن العربى فى منتصف القرن التاسع عشر، وكان دخيلا على الأدب العربى، وأول ما نشأ المسرح كان عن طريق الترجمة على يد الفنان «مارون النقاش» الذي أخذ بتحويل بعض الأعمال المسرحية إلى العربية وقام بتمثيلها مثل مسرحية «البخيل» للمؤلف المسرحي الفرنسي «موليير»، ومسرحية «الحسود والسليط».
وجاء من بعده الفنان «سليم النقاش» الذى قام بترجمة بعض الأعمال المسرحية أيضًا، وهى «اندروماك» و«ميتردات»، كل ذلك فى سوريا.
أما فى مصر فقد أنشا «يعقوب صنوع» والملقب «بابو نضارة» أول مسرح عربى فى مصر عام ١٨٧٠، حيث قدم على خشبته ما يقرب حوالى ٣٠ عرضًا مسرحيًا تتراوح بين المشهد الواحد والتراجيديا عن الروايات المترجمة عن الفرنسية وكتب فيها عن حالة الفقر فى مصر وهاجم فيها الخديو إسماعيل، وبدأ النشاط المسرحى فى تلك الفترة ثم لاحقها مرحلة الاقتباس من التاريخ العربى، وكان أوبريت «راستو وشيخ البلد والقواص» التى راع مؤلفها فى كتابتها باللغة الشعبية الممزوجة ببعض الأغانى الشعبية المنتشرة فى تلك الحقبة الزمنية وأصبحت متداولة على ألسنة الناس، وكانت فرقته تتكون من ١٠ فتيان فقط، وفى بعض الأعمال كان أحد أبطال فرقته يرتدى الملابس النسائية ويقدم أحد أدوارها، ثم انضم إلى فرقته فتاتين، وأصبح مسرحه مزدهرًا، حيث عانى كثيرًا فى بداية مشواره مع المسرح، وذلك نظرًا إلى جهل الجمهور بالفن المسرحى، وأخذ قبل بداية كل عرض يطل على الجمهور ويشرح ما يتناوله العرض ومغزاها الاجتماعى والأخلاقى حتى يفى قدر استيعاب الجمهور لما يقدمه من عروض مسرحية.
وقام «صنوع» بتمثيل ثلاثة عروض مسرحية كوميدية وهى «البنت العصرية» و«الضرتين» و«غندورة مصر» أمام الخديو إسماعيل وحاشيته فى قصر النيل، والتى نالت اعجابه، لذلك أطلق عليه الخديو لقب «موليير» مصر، نظرًا لما كان يقدمه صنوع من أعمال تشبه الملاهى والهزليات التى كان يقدمها الكاتب المسرحى الفرنسى «موليير»، وسمح له بإنشاء مسرح قومى وقدم عليه عروضه المسرحية كثيرة للجمهور، وعندما قدم عرض «الوطن والحرية» الذى سخر فيها من فساد القصر إلا وغضب الخديو إسماعيل منه وأمر بإغلاق مسرحه ونفى صنوع فى فرنسا حتى لاحقه الموت.
وانتشر الفن المسرحى الغنائى فى بدايات القرن العشرين وكان يسمى بـ«أوبريت» الذى اشتهر بها الفنان «جورج أبيض» بعد عودته من فرنسا فى ١٩١٠، وحمل على عاتقه المسرح الدرامى، لكن العروض الغنائية الراقصة فرضت نفسها عليه واعتمد من خلال هذه العروض على مجموعة كبيرة من الفنانين المعاصرين، أمثال «سلامة حجازى، سيد درويش»، ولكن أخذ المسرح الدرامى يفرض نفسه على الساحة فى العشرينيات بانضمام الفنان «يوسف وهبي» إلى قائمة رواد المسرح، فقدم أعمالًا مسرحية حققت نجاحا كبيرا فى القاهرة والإسكندرية إلى جانب الدول العربية، وكان فى ذلك الوقت ينافسهم رواد المسرح الكوميدى، وهما الفنانان «نجيب الريحاني» و«على الكسار» استطاعا تقديم عدد من العروض الكوميدية من نابع تأليفهما الخاص دون اقتباس.