الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "65".. عمنا الشيخ وراقصة حرفوش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من الواضح أن "الإفيه" الذي قاله الفنان الراحل علاء ولي الدين في مسرحية "حكيم عيون".. "يا نهار أبيض يعني ألبس البالطو أبقى دكتور ولا ليها لازمة الكلية".. صار قاعدة ثابتة اتخذها الكثير منهجا.. فبات المعيار بالهيئة لا بالتعليم ولا الشهادة ولا حتى الموهبة.. النماذج في هذا السياق كثيرة لكن أسوق هنا نموذجا عايشته مع صديق صار داعية.. وقد كنا "نزوغ" سويا من محاضرات الجامعة ونذهب إلى سينما "حرفوش" تلك التي كانت تمثل تجمعا لشباب الكليات والمدارس الفنية آنذاك وكانت الدكك الخشبية بها ليس فيها موضع لقدم.. كان العرض ثلاثة أفلام لا نمل منه.. صديقي هذا كان مزاجه أن يخرج من جيبه "الراديو أبو حجاير" ويدير محركه على أم كلثوم.. في إحدى الأيام تسلطن صديقي أكثر من اللازم وصعد أمام شاشة السينما وأخذ يتمايل مع الراقصة ونال حظه من السباب لكنه اكتسب شهرة كبيرة في السينما حتى بتنا جميعا ندخل بتذكرة واحدة.. مرت السنوات وتفاجأت به في هيئة يقال عنها أنها لشيخ جلباب قصير ولحية طويلة.. استوقفني ومجموعة معه ليدعوني للهداية.. كان يتكلم وأنا أتماسك حتى انفجرت من الضحك.. فأنا أعرف أنه لا قرأ ولا درس لكن لعل الله يكون هداه لكن هل منحه الله الحكمة أو اختصه بنفحة جعلته بين عشية شيخا.. هذا الشيخ الذي كان يردد جمل ثابتة يبدو أنه لا يحفظ سواها منها "شوف الشجر سبحان الله مين اللي خلاها كده.. شوف الهوا سبحان الله".. حينما استشعر صديقي الحرج من ضحكي.. سألني عن السبب.. قلت له: "لمؤخذة يا عم الشيخ افتكرت حرفوش".. تغير وجهه وقال في انفعال: "سبحان الله العلي العظيم يعني أسبلك دلوقتي".. دون أن يدري صديقي سقطت عنه القشرة المصنوعة وتعرى ما بداخله في أن الهداية وقفت على حد إطلاق اللحية وتقصير الجلباب.. ومع ذلك صديقي قروي طيب ربما يكون كان يبحث عن تميز فوجد نفسه في ذلك.. أو أعجبه دور علاء ولي الدين.. لكن غيره تمادى في الأمر وصدق الكذبة وكفر الناس واعتبرهم عصاة فاستحل قتلهم.. بعدما خرج عن النص ولم يقف عند ارتداء البالطو بل استخدم المشرط ليثبت لنفسه ومن حوله أنه جراح.. ليتنا واجهنا هؤلاء في كل "حرفوش" ولم نتركهم عجينة لينة في يدي الخفافيش.