قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إن الحكومة الجديدة في لبنان ليس لديها من سبيل في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، سوى النجاح، مشيرا إلى أن مكافحة الفساد تكون بتطبيق وتفعيل القوانين القائمة، مستشهدا على صحة حديثه بعدم تطبيق القانون المتعلق بتعيين مجلس إدارة الهيئة المنظمة للكهرباء، على نحو كان من شأنه استمرار أزمة الكهرباء في البلاد حتى الآن.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس المجلس النيابي لمجلس نقابة الصحافة في لبنان برئاسة نقيب الصحافة عوني الكعكي.
وأشار بري إلى أن لبنان يدفع سنويا ملياري دولار كلفة عجز الكهرباء، وذلك بالاعتماد على حلول مؤقتة تتمثل في بواخر الكهرباء (المحطات العائمة المستأجرة من تركيا) بالإضافة إلى تكلفة المولدات التي يدفعها اللبنانيون، مشددا على أنه لو كان هناك مجلس إدارة للهيئة المنظمة للكهرباء لما شهدت البلاد هذه الأزمة.
وأضاف: "حتى الأمس.. إذا كنت تريد أن تحاسب وزيرا، فكأنك تحاسب طائفة بأسرها ونشهد مشاكل لا حصر لها، في حين لا يحصل مشكل بهذا القدر إذا حاسبت مجلس إدارة".. مشيرا إلى أن مجلس النواب اعتبارا من اليوم "لن يمنح غطاء لأحد، وستكون هناك جلسات شهرية للمجلس للمحاسبة والاستجواب والمناقشة العامة لمتابعة هذا الموضوع". على حد قوله.
وتطرق بري إلى الخلافات اللبنانية – الإسرائيلية حول حقول النفط والغاز في البحر المتوسط، مشيرا إلى وجود "حوض" نفطي مشترك في البحر بين البلدين، وأن إسرائيل كلفت شركتين، أمريكية وإسرائيلية، لحفر بئر في منطقة محاذية للحدود قبل أبريل من العام المقبل، وهو ما سيترتب عليه قيام الجانب الإسرائيلي باستقطاع جانب من المخزون اللبناني في هذا الحوض المشترك، الأمر الذي سيتسبب في خسائر كبيرة للبنان كونه لم يبدأ حتى الآن الإجراءات اللازمة نحو بدء أعمال الحفر والتنقيب والاستخراج.
كما جرى مناقشة أوضاع الصحافة والإعلام اللبنانية، حيث أكد نقيب الصحافة عوني الكعكي ضرورة تقديم الدولة الدعم اللازم إلى الصحف "وإلا لن تبقى جريدة واحدة قائمة وهذا الموضوع ليس موضوع الصحف بل كل من يتعاطى بالإعلام".. مشيرا إلى أن التقديرات التي تم التوصل إليها في نقابة الصحافة بعد دراسة الوضع، تقتضي تقديم دعم بقيمة 5 ملايين دولار لإنقاذ الصحافة اللبنانية.
وعقّب رئيس المجلس النيابي مؤكدا ضرورة وجود رعاية وعناية من الحكومة ومن الدولة لتحمل أعباء الإنفاق الصحفي "وحتى يظل الإعلام اللبناني منارة للحرية.. وأنا مع الصحافة ظالمة أو مظلومة". على حد تعبيره.
